متمردو هايتي يستولون على مدينة أخرى

TT

بور او برانس ـ أ.ف.ب: قال صحافي هايتي ان المتمردين في «جبهة المقاومة الوطنية» التي يتزعمها غي فيليب، استولوا في الساعات الاولى من صباح امس على مدينة ثانية هي ميرباليه. وتبعد هذه المدينة، التي تضم 140 الف نسمة، حوالي 57 كيلومترا عن العاصمة بور او برانس. وكان من المستحيل في بادئ الامر معرفة ما ان كان هذا الاستيلاء قد اوقع ضحايا او عدد المهاجمين. وسمع اطلاق نار في المدينة لكنه قد يكون اطلق في الهواء للترهيب، بحسب المصدر نفسه.

وميرباليه هي، مع مدينة سان مارك على بعد 96 كيلومترا شمال العاصمة، احد الموقعين الاستراتيجيين اللذين يؤديان الى العاصمة الهايتية. وكان الوضع هادئا في سان مارك، اخر مدينة في شمال البلاد لا تزال بين ايدي الشرطة الموالية للرئيس جان برتران اريستيد.

وكان حوالي 15 شرطيا قد اخلوا مقر دائرة الشرطة في ميرباليه قبل 48 ساعة بعدما وزعوا اثاثه على السكان. ولم يبق في المدينة الا عشرين شرطيا تقريبا تابعا لادارة السجون الوطنية وكانوا يحرسون 67 سجينا. وبحسب الصحافي المحلي، فقد تم الافراج عن كل السجناء اثناء الهجوم الذي شن في ساعات الصباح الاولى من امس. وغادر السجناء السجن حاملين فراشاتهم، كما اوضح المصدر نفسه. وكان عدد كبير منهم يهتف «عاش الجيش» في حين لزم السكان منازلهم. وفي صفوف المتمردين باللباس العسكري عدد من قدامى الجيش الهايتي السابق الذي حله الرئيس اريستيد في 1995. وكان غي فيليب قد اعلن اخيرا ان بور او برانس «محاصرة تقريبا». وقد ردت الحكومة الهايتية على ذلك بالقول انها «خدعة وحرب نفسية».

وفي باريس اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، ايرفي لادسو، امس ان فرنسا تدعو الهايتيين الى «تشكيل حكومة وحدة وطنية من دون الرئيس اريستيد». وادلى المتحدث بهذه التصريحات في اعقاب اجتماع دام ساعة بين وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ونظيره الهايتي جوزيف فيليب انطونيو.

وصرح لادسو بقوله: «اكثر من اي وقت مضى لا بد على الهايتيين ان يعملوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية توكل اليها مهمة المصالحة الوطنية طبقا لخطة الخروج من الازمة التي اعدتها مجموعة دول الكاريبي». ومضى قائلا: «على الرئيس اريستيد، الذي يتحمل مسؤولية ثقيلة في الوضع الراهن، ان يستخلص العبر من الازمة بالاستقالة». وشدد على «التطابق الكامل لوجهات النظر في هذا الصدد بين الولايات المتحدة وكندا وفرنسا».