زحام الشاحنات والصهاريج على طريق الحدود التركية يضاعف مشاق السفر إلى العراق

TT

توقفت حركة السير على الطريق المؤدي من تركيا باتجاه الحدود مع العراق لمدة لا تقل عن يومين الاسبوع الماضي، بسبب تدافع الآلاف من الصهاريج المحملة بالبنزين ومشتقات النفط الاخرى صوب مدينة زاخو العراقية، في حين ما تزال صعوبات المرور قائمة لتضاعف مشاق السفر من والى العراق.

فقد انشلت حركة السيارات بين بلدة سيلوبي (10 كيلومترات عن زاخو) ومدينة «جزيرة» (جنوب تركيا) بعد ان اكتظ الطريق الذي يربط بين البلدتين (25 كم) بالسيارات والشاحنات والصهاريج مما جعل اختراق هذا الشارع وعبوره امرا مستحيلا.

وكانت «الشرق الأوسط» في المنطقة هذه وسجلت هذا الحدث وعايشت آلام الركاب على متن حافلة توجهت من بلدة سيلوبي (اقرب نقطة الى الحدود العراقية) الى مدينة اسطنبول، وامضت «الشرق الاوسط» ثلاث ليال في الطريق، احداها داخل حافلة للركاب توقفت تماما عن الحركة من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي. وفي اثناء ذلك اغمي على امرأة كانت داخل الحافلة بينما تعالى عويل الاطفال وبكاؤهم من شدة البرد والجوع والمكوث كل هذه الساعات في مكان واحد.

وكان معظم ركاب الحافلة من المواطنين الاتراك المتوجهين من مناطق الحدود مع العراق الى مدن: جزيرة، نصيبين، ماردين (جنوب تركيا) او الى انقرة واسطنبول. كما كان هناك مواطنون عراقيون بعضهم كان يريد الوصول الى انقرة واسطنبول، وآخرون كانوا يريدون التوجه من هناك الى مدن اوروبية اخرى.

وفيما قال البعض ان السبب في توقف حركة المرور على هذا الشريان الوحيد الذي يربط تركيا كلها بالعراق هو عدم قدرة الطريق على استيعاب الكم الهائل من الشاحنات والصهاريج المتوجهة الى العراق فان آخرين القوا باللائمة على شرطة المرور لعدم المبادرة الى السيطرة على حركة السير بالرغم من علمها المسبق بوجود مثل هذا السيل المتدفق من الصهاريج والشاحنات، وهناك من اضاف الى هذين العاملين هطول الثلوج بغزارة في المنطقة.

وفي اعقاب جهود بذلت طوال ساعات تمكنت شرطة المرور التي وصلت الى المكان بعد تفاقم الامر من تذليل جانب من الصعاب التي اعاقت حركة الحافلات والسيارات من مواصلة طريقها الى المدن التركية الاخرى. وفي خارج المنطقة التي انشلت فيها حركة السير تماما، كانت طوابير الشاحنات والصهاريج المحملة بالبنزين ومشتقات النفط الاخرى مستمرة بالتوجه نحو الحدود مع العراق، وخاصة بين «جزيرة» ونصيبين (اكثر من 80 كم)، بل ان هذه الطوابير استمرت حتى بين الطريق الذي يربط نصيبين بمدينة ماردين (60 كم).

وفي حين تحظى صهاريج البنزين فور دخولها العراق بمرافقة سيارات حماية مسلحة لحين وصولها الى هدفها النهائي، لم تلاحظ «الشرق الأوسط» في تركيا وجود حراسة او حتى شرطة مرور تقوم بتنظيم سير هذه الشاحنات والصهاريج التي تحمل جلها ارقاما تركية، في حين شكلت العراقية منها جزءا يسيرا فقط.

جدير بالذكر ان صهاريج البنزين هذه التي تدر الربح على الجانب التركي افلحت في السيطرة على ازمة الوقود التي واجهها العراقيون مؤخرا.