أميركا وباكستان تنفيان تقريرا للإذاعة الإيرانية من بيشاور يفيد بأن بن لادن اعتقل «قبل فترة»

مصادر زعمت أن لزيارة وزير الدفاع الأميركي الحالية للمنطقة علاقة بـ«الاعتقال»

TT

ازدادت التكهنات أمس حول مصير اسامة بن لادن اثر ورود تقارير من العاصمة الايرانية طهران أفادت بأن زعيم «القاعدة» اعتقل في باكستان «قبل فترة» وان زيارة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الى المنطقة لها علاقة بهذا «الاعتقال». الا ان مسؤولا أميركيا بارزا نفى هذه التقارير واصفا اياها بـ«المغالطات». كما نفتها مصادر عسكرية باكستانية ايضا.

ونسبت الاذاعة الايرانية الى مصدر لم تسمه ان مراسلا يعمل في القسم الباشتوني لديها مقره مدينة بيشاور الباكستانية على الحدود مع افغانستان «اكد التقارير عن اعتقال بن لادن في منطقة قبلية في باكستان». واضاف المراسل ان «مصدرا موثوقا للغاية في بيشاور» أكد التقارير لكنه رفض تسمية المصدر. وقال ان بن لادن «اعتقل قبل فترة طويلة» وان الرئيس الاميركي جورج بوش «أمر بالتستر على الاعتقال حتى يستغله لاغراض دعائية في الانتخابات الرئاسية».

الا ان كبير المتحدثين باسم وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» لاري دي ريتا الذي رافق رامسفيلد في زيارته الاخيرة الى افغانستان قال «ليس هناك ما يحملني على الاعتقاد بأن هذا التقرير صحيح». من جهته، قال المتحدث باسم القوات الاميركية في افغانستان اللفتنانت كولونيل برايان هيلفري انه لا علم له باعتقال بن لادن لكنه اضاف «الامور تسير بشكل جيد ونعتقد اننا في النهاية سنعتقل زعماء القاعدة». ونفى المتحدث باسم الجيش الباكستاني شوكت سلطان ايضا في تصريح لوكالة اسوشييتد برس التقرير وقال انه «غير صحيح جملة وتفصيلا». واضاف «هذه المعلومات خاطئة». يذكر ان القوات الباكستانية تنفذ منذ ايام عملية كبرى في المنطقة الحدودية ضد فلول «القاعدة». الى ذلك، قال همايون جرير، صهر زعيم الحرب الافغاني قلب الدين حكمتيار، انه لا يستطيع تأكيد التقرير الايراني. من جهته، نفى شميم شهيد، مدير مكتب صحيفة «ذا نيشن» الباكستانية الصادرة بالانجليزية في بيشاور، الذي كشف مدير القسم الباشتوني في الاذاعة الايرانية في وقت لاحق أمس انه مصدر التقرير، ان يكون أبلغ مراسل الاذاعة شيئا من هذا القبيل. وقال «لم أقل له ذلك اطلاقا لكنني منذ عام أقول انه (بن لادن) ليس بعيدا. انه في متناولهم (الاميركيين) ويمكنهم اعلان اعتقاله في أي وقت».

من جهة أخرى، قال شهود ومسؤولو مخابرات أمس ان عشرة افراد على الاقل قتلوا عندما فتحت القوات الباكستانية النار على سيارة اعتقدت على سبيل الخطأ انها تقل متشددين. ووقع الهجوم بعد قليل من اطلاق صواريخ على معسكر للجيش في منطقة وزيرستان بجنوب البلاد قرب الحدود مع افغانستان. وقال مسؤول بالمخابرات «وفقا لتحقيقات مبدئية كان اطلاق نار بطريق الخطأ». من ناحية ثانية، قال وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة في حديث مع صحيفة «فرانكفورتر الغمايني تسايتونغ» الالمانية أمس ان بن لادن موجود على الارجح «في المنطقة الحدودية بين باكستان وافغانستان». واكد الوزير الباكستاني ان عمليات استجواب عناصر القاعدة تشير الى ان زعيم الشبكة موجود في هذه المنطقة الحدودية معربا عن الاسف ان يتمكن الارهابيون من ايجاد «ملاذات آمنة».

واعرب الوزير الباكستاني «عن تفاؤله» بشأن فرص اعتقال اسامة بن لادن، مشيرا الى ان «انجاز المهمة» سيكون اسهل كلما كان عدد الجنود الذين يتعقبونه اكبر، داعيا في الوقت نفسه القوات الدولية في افغانستان الى «توسيع وجودها حتى اخر زوايا البلاد». واشار الى ان باكستان تمكنت منذ عام ونصف العام من «اختراق شبكات اتصالات الارهابيين ما ساعد على فهم بنى تنظيمهم ومشاريعهم ووسائل تمويلهم». وقدر الوزير عدد الارهابيين المفترضين الذين القت باكستان القبض عليهم منذ اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 بحوالي 650 شخصا بينهم 500 من اصول اجنبية تم تسليمهم الى الولايات المتحدة. واعتقل الجنود الباكستانيون خلال الايام الماضية عددا من المشبوهين وذلك في اطار الحملة التي يقومون بها في شمال غربي البلاد وفق الوزير الذي اكد ان «الحلقة تضيق حول الارهابيين».