إدارة بوش مقتنعة بجدية خطة شارون وتحاول إقناع العرب والأوروبيين بها

TT

أكدت مصادر أميركية في تل أبيب صحة الأنباء التي نشرت في نهاية الاسبوع الماضي حول تأييد ادارة الرئيس جورج بوش لخطة الفصل الاحادية الجانب التي طرحها رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون. وقالت المصادر ان الرئيس الاميركي أصدر تعليمات لمساعديه ان يسعوا لإقناع الاتحاد الاوروبي والقادة العرب والفلسطينيين بتأييد الخطة، لأنه يعتقد بأن شارون جاد للغاية في تنفيذها، خصوصا المرحلة الاولى المتمثلة بالانسحاب من قطاع غزة وإزالة جميع مستوطناته، الا ان الاتحاد الاوروبي رفض تأييد أية خطة أحادية الجانب، وطلب من اسرائيل ان تنسق مع الفلسطينيين.

وكان التوضيح الأميركي حول الترحيب بخطة شارون قد جاء ليضفي أجواء ايجابية على سلسلة زيارات اسرائيلية ستتعاقب على واشنطن خلال الشهر المقبل. ففي يوم امس سافر وفد رفيع المستوى برئاسة دوف فايسغلاس مدير مكتب شارون، الى العاصمة الاميركية لمواصلة بحث خطة شارون. وحرص الاسرائيليون على القول انهم لن يبحثوا قضية «الجدار العازل»، وان الوفد سيحمل الى واشنطن توضيحات اسرائيلية وردودا على الاسئلة التي طرحها المسؤولون الاميركيون قبل حوالي اسبوعين حول هذه الخطة. ويشارك في الوفد كل من المستشار السياسي، شالوم تورجمن، ورئيس الطاقم التنفيذي لخطة شارون رئيس مجلس الامن القومي، الجنرال غيورا ايلاند. وسيلتقون مع مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس.

وأثنت رايس اول من امس على خطة شارون فاعتبرتها مثل «جدار برلين» بالنسبة لانهيار الشيوعية في المنظومة الاشتراكية. وقالت: «الخطوات التي قد تبدو أمامنا صغيرة، يمكنها ان تحرك مسيرات كبيرة. وهذا ما أقوله عن خطة شارون. فالانسحاب من غزة وإزالة المستوطنات هو مثل انهيار جدار برلين».

وتبين ان وزير الخارجية، سلفان شالوم، سيزور هو الآخر واشنطن بعد ان ينهي زيارته الحالية الى ايرلندا وبريطانيا وسيلتقي مع رايس وكذلك مع وزير الخارجية، كولن باول.

وسيزور شارون نفسه واشنطن في نهاية مارس (آذار) او مطلع ابريل (نيسان) المقبلين.

ولكن تقبل الادارة الاميركية خطة شارون للانسحاب الاحادي الجانب واعتبارها جزءا لا يتجزأ من «خريطة الطريق»، لم يقنع الاوروبيين والقادة العرب والسلطة الفلسطينية بذلك. والاوروبيون يطلبون ان يتم تنفيذ الخطة بالتنسيق مع الفلسطينيين، وفقط بعد ان يحصلوا على ضمانات اسرائيلية وأميركية بأنها جزء من «خريطة الطريق».

وقال بريان كوفمان وزير خارجية ايرلندا الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حاليا لشالوم لدى اجتماعه به اول من امس، ان اوروبا تعارض مبدئيا الخطوات الاحادية الجانب. وترفض ان ينقل المستوطنون من قطاع غزة الى مستوطنات في الضفة الغربية، وتوافق على الانسحاب من غزة اذا اشار الاسرائيليون الى انه جزء من تطبيق «خريطة الطريق» وقاموا بتنفيذه بالتنسيق مع الفلسطينيين.

يذكر ان شالوم، بشكل شخصي، لا يتحمس للانسحاب من طرف واحد. ويؤيد اجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية بشرط ان يتزامن ذلك مع مكافحة الارهاب ومع استبعاد الرئيس ياسر عرفات عن دائرة التأثير في القرار.

وطلب شالوم من الاتحاد الاوروبي ان يضغط على الفلسطينيين حتى يبدأوا في «مكافحة الارهاب» وان يقنعوا رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع (ابو علاء) بأن يجتمع مع شارون ويقدم له خطة أمنية تفصيلية تصب في هذا الاتجاه. وعندها اقترح عليه الوزير الايرلندي ان يقبل بوضع مراقبين من حلف الناتو لضمان مكافحة الارهاب، الا ان شالوم رفض الاقتراح على الفور. وقال ان وجود مراقبين كهؤلاء يجعل الصراع دوليا ويعمقه اكثر واكثر ويمنع اسرائيل بالتالي من استكمال خطتها لمحاربة الارهاب.