شعبية حكومة شارون تبلغ أدنى مستوى لها بعد مرور سنة على انتخابها

57% من الإسرائيليين غير راضين عن أدائها

TT

مع مرور سنة بالضبط، امس، على انتخاب ارييل شارون رئيسا للوزراء للمرة الثانية، هبطت شعبية حكومته الى ادنى مستوى لها. فبعد ان كانت تحظى بتأييد 73% لم تحظه حكومة اسرائيلية من قبل، هبط هذا التأييد الى 34% بينما عبر 57% من المستطلعين عن عدم رضاهم عن هذه الحكومة.

وحسب استطلاع رأي اجرته صحيفة «معاريف» الاسرائيلية بالاشتراك مع معهد «هغال همداش» (الموجة الجديدة)، لم يحصل اي وزير في حكومة شارون على علامة 6 من 10، سوى وزير الدفاع شاؤول موفاز (6.3) والباقون تراوحت علاماتهم ما بين 5.4 (وزير الخارجية، سلفان شالوم) وبين 4.6 (وزير المالية، بنيامين نتنياهو).

وكانت العلامة الشاملة التي منحها الجمهور لحكومة شارون 4.39 من 10 (مصوتو اليمين منحوها 5.24 ومصوتو الوسط 4.47 ومصوتو اليسار 3.32).

وفي تحليل لهذه النتائج يشار الى ان الجمهور الاسرائيلي بدأ يدرك ان اسطورة شارون مجرد وهم. فهو لم يف حتى الآن بأي وعد من وعوده الانتخابية، فلم يحقق سلاما ولا أمنا وأدت سياسته الى تعميق ازمة الشرائح الضعيفة في المجتمع، اقتصاديا، وزيادة ضائقتهم الاجتماعية مع ارتفاع فئة البطالة الى 11%، وتزايد نسبة الفقر لتصبح 20% من المواطنين و25% من الاطفال. يضاف الى ذلك ان الهجرة اليهودية الى اسرائيل في انهيار (وصل الى اسرائيل سنة 2003 فقط 23 ألفا، وهو العدد الاكثر انخفاضا منذ سنة 1989، بينما بلغ عدد المهاجرين من اسرائيل 25 ألفا). والسياحة ما زالت متقوقعة، وبعد ان كان عدد السياح يقارب 3 ملايين، لم يتجاوز هذه السنة مليون سائح (القسم الاكبر منهم حجاج يهود ومسيحيون او مؤيدون متطرفون من اليهود والمسيحيين المتعصبين المؤمنين باليهودية).

وفوق كل هذا، اهتزت شخصية شارون نفسها، اذ فقد جانب الثقة باستقامته، اثر فتح 4 ملفات تحقيق معه في الشرطة حول قضايا فساد وتورط ولديه معه وسكوتهم جميعا في التحقيق.

لكن هذه النتائج لا تعني ان شارون سيسقط في القريب، مع ان رجال المعارضة بدأوا يعدون الايام لانتهاء حكمه. وكما قالت رئيسة كتلة حزب العمل في الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي، داليا ايتسيك، فان «هذه الحكومة وصلت الى نهاية المطاف، وسنراها تنهار في القريب».

فالحقيقة، ان شارون سيبقى رئيس حكومة على الغالب، الا في حالة تقديم لائحة اتهام ضده بتهمة الفساد. ومن المشكوك فيه ان يسقط بسبب فشله السياسي، خصوصا ان ايا من المرشحين لوراثته في اسرائيل لا يتمتع بقوته الجماهيرية. فهو ما زال يحظى بتأييد 34% بينما يحظى نتنياهو، اقوى المرشحين بعده، بنسبة 25% وشيمعون بيريس، اقوى مرشحي المعارضة بنسبة 24%.

والاحتمال الاكبر لأن يدخل شارون في ازمة حكومية حقيقية، خلال السنوات الثلاث المتبقية له من الدورة، هو في الموضوع السياسي. وتحديدا في خطته للانفصال عن الفلسطينيين من طرف واحد. فاذا كان جديا فعلا في تنفيذ هذه الخطة وبدأ ينسحب من قطاع غزة ويزيل المستوطنات كمرحلة اولى، فان هناك امكانية لأن ينسحب اليمين المتطرف من حكومته.

ففي حين ان رجال الدين، الذين يعتبرون زعماء روحيين لهذه الاحزاب، يؤيدون الانسحاب فورا من الحكومة، فان رجال السياسة معظمهم يعتقدون ان البقاء فيها مجد اكثر «فمن داخلها نؤثر اكثر على قرارات شارون ونقلص من حجم الخسائر، بينما خروجنا منها سيفتح الطريق امام حزب العمل ليدخلها. وتصبح تلك حكومة علمانية مطلقة لا تأثير للدين وللمتدينين اليهود عليها. وستكون لذلك ابعاد خطيرة».