وصل العاهل المغربي الملك محمد السادس امس الى مدينة الحسيمة لمواساة منكوبي زلزال فجر الثلاثاء الماضي. وحطت الطائرة بمطار الشريف الادريسي عند الساعة الثالثة و55 دقيقة.
واستقل الملك محمد السادس فور وصوله سيارة رباعية الدفع، وتوجه فورا الى مستشفى محمد الخامس لتفقد المصابين في الزلزال، وغالبيتهم من الاطفال.
وامضى العاهل المغربي مدة نصف ساعة في المستشفى للاطمئنان على احوال المصابين، ومتابعة ظروف تلقيهم العلاج عن كثب. وسيقيم العاهل المغربي في مدينة الحسيمة عدة ايام، وفق ما ذكره نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الاعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة. وصادف وجود العاهل المغربي في المستشفى تسجيل هزة ارضية ارتدادية جديدة بلغت قوتها 4 درجات على مقياس ريختر المفتوح. وعلم لدى المختبر الجيوفيزيائي التابع للمركز المغربي للبحث العلمي والتقني انه تم تحديد مركز الهزة التي وقعت على الساعة الرابعة و29 و19 ثانية في عرض سواحل الحسيمة.
وكان العاهل المغربي قد أرجأ زيارته الى المنطقة المنكوبة مرتين.
واقيم المخيم الملكي على ارض تطل على مدينة الحسيمة اي على المرتفعات المشرفة على البحر الأبيض المتوسط. وأضاف بن عبد الله في تصريح للصحافة أن الملك محمد السادس سيقيم لوحده في مخيم في مدينة الحسيمة، وأعطى تعليماته من أجل أن تكون هناك عقلنة على أقصى مستوى لإقامته في المدينة، مشددا على أن العاهل المغربي يريد أن تسهم إقامته في مدينة الحسيمة في تسهيل وتسريع عمليات الإسعاف.
وأشار في هذا السياق، إلى أن جميع معاوني الملك سينتقلون يوميا من الحسيمة إلى طنجة ومنها إلى الحسيمة.
وذكر بن عبد الله أن العاهل المغربي انتقل، منذ الساعات الأولى التي تلت الهزة الأرضية التي ضربت إقليم الحسيمة، إلى مدينة طنجة للإشراف بشكل مباشر وعن قرب على عمليات الإسعاف.
ويتضمن برنامج زيارة العاهل المغربي للمنطقة المنكوبة تفقده اليوم لبلدة امزورن، (20 كيلومترا الى الجنوب من الحسيمة)، وبلدة آيت قمرة التي الحق بها الزلزال دمارا هائلا وحدد مركز الهزة فيها.
وافادت حصيلة جديدة للضحايا امس ان الزلزال اسفر عن سقوط 572 قتيلا و427 جريحا. وتأتي زيارة العاهل المغربي بعد ليلة اولى من الهدوء للمنكوبين الذين كانوا يعيشون منذ اربعة ايام في حالة خوف من الهزات الارتدادية التي تجاوزت قوة معظمها اربع درجات على مقياس ريختر المفتوح، بينما بلغت شدة الزلزال الاول 6,3 درجة. وتواصل توزيع مواد الاغاثة امس في ظروف جيدة على ما يبدو مما يؤكد تحسنا واضحا سجل امس بعد البطء في عمليات تقديم المساعدات، الذي اثار غضب المنكوبين في الايام الاولى. واشارت فرق الاغاثة الى ان عمليات توزيع المساعدات على السكان تحسنت حتى في القرى المعزولة رغم الصعوبات اللوجستية الكبيرة، ورغم عمليات النهب والتدافع اثناء التوزيع.
وتواصل وصول الخيام مع ان عددها ليس كافيا لكن لا بد منها لتؤوي مؤقتا المنكوبين الذين دمرت مساكنهم او الذين يخشون العودة الى بيوتهم التي اصيبت بأضرار كبيرة خوفا من انهيارها تحت تأثير الهزات الارتدادية.
ونفى بن عبد الله النبأ الذي أوردته صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» المغربية، والذي أفاد بوقوع «هزة أرضية جديدة خلفت خمسة قتلى».
وحل اول من امس بالحسيمة وفد من الهلال الاحمر الاماراتي محملا بمجموعة من المساعدات الانسانية تضم مواد غذائية وأغطية وخيما تقدر قيمتها بـ400 ألف دولار. وذكر مصدر رسمي أن هذه المساعدات تضمنت مجموعة خيم تكفي لـ1700 أسرة و1700 غطاء تم تسليمها للهلال الاحمر المغربي ليشرف على توزيعها.
وأعلنت سفارة ألمانيا في الرباط أنه في إطار برنامج الاغاثة الذي وضعته الجمهورية الفيدرالية الالمانية لمساعدة ضحايا الزلزال فإن طائرة ثانية للصليب الاحمر الالماني حلت أول من أمس بمطار الحسيمة محملة بـ 5000 من الاغطية و400 خيمة عائلية بقيمة اجمالية تصل الى 97 ألف يورو.
وأفاد بيان للسفارة التركية في الرباط ان الهلال الاحمر التركي قرر منح هبة بقيمة 30 الف دولار لفائدة ضحايا الزلزال، مشيرا الى أنه سيتم تحويل هذا المبلغ عبر الفيدرالية الدولية للصيلب الاحمر والهلال الاحمر. كما ان فرقة تركية متخصصة في الانقاذ توجد حاليا في منطقة الزلزال من اجل المساهمة في عمليات البحث عن الضحايا. وبادر الهلال الاحمر التونسي بإرسال طائرة محملة بمواد اغاثة تضم 1200 من الاغطية و7 اطنان من مواد غذائية و4.1 طن من الملابس و 5.0 طن من الأدوية.
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية البرتغالية ان بلاده ارسلت فريقا طبيا مكونا من اربعة اطباء وتقنيين في مجال الصحة من اجل العمل على اقامة وحدة استشفائية مكلفة تقديم الاسعافات للمصابين. وفي إطار عملية التضامن والتكافل قرر أطر وموظفو وكالة بيت مال القدس الشريف الاسهام بما يعادل يوم عمل كامل الى صندوق التضامن المفتوح لفائدة ضحايا الزلزال.
وأعلن الصليب الأحمر البلجيكي أنه سيرسل طائرة محملة بالمساعدات الانسانية تضم 5.17 طن من مواد الاغاثة و2200 طن من الاغطية و10 خيام من الحجم الكبير و50 خيمة عائلية و1500 من الاغطية.
الى ذلك، وجه مؤتمر رؤساء أبرز الجمعيات اليهودية الأميركية نداء من أجل جمع التبرعات لفائدة ضحايا زلزال الحسيمة. وأوضحت الجمعية في بيان صادر عنها أنها ستنظم عملية بنيويورك لجمع هبات مالية لمساعدة السكان المنكوبين المتضررين من الزلزال.