سكان الحسيمة يتعودون على حياة الخيام والمزارعون عادوا إلى حقولهم وسلموا أمرهم للقدر

TT

بدأ سكان مدينة الحسيمة والمناطق المتضررة من زلزال فجر الثلاثاء الماضي يتعودون على الحياة تحت الخيام. وقضى معظم سكان الحسيمة ليلتهم الخامسة في العراء خوفا من تكرار الهزات الارتدادية التي دفعت سكان المنطقة الى هجر منازلهم.

وفي منطقة امزورن التي سجلت اكبر عدد من الضحايا (200 قتيل) نصب اكبر مخيم لسكان البلدة البالغ عددهم 30 الف نسمة. لكن حاجيات الناس من الخيام ما زالت في تزايد رغم ان السلطات تمكنت من الاستجابة الى حاجياتهم الغدائية. وامام الانقاض التي خلفها الزلزال كان بعض سكان البلدة يقفون متأملين ما حصل، وفي ركن منزو كانت امرأة تنتحب وحيدة بينما كانت فتيات في مقتبل العمر تروين للصحافيين ما حدث ليلة الزلزال، وقالت إحداهن، واسمها نظيرة، ان الزلزال حرمها من الذهاب الى المدرسة، ولا تعرف متى ستعود الى الفصل خاصة وانها مقبلة على اجتياز امتحان البكالوريا (الثانوية العامة). وفي اعدادية القدس، التي هدم الزلزال غالبية فصولها وقف مديرها، محمد زكاغ، يحصي خسائر الزلزال. وقال انه سيضطر عندما تسمح الظروف باستئناف الدراسة الى استعمال الفصول الاربعة التي لم تتأثر بالزلزال لتدريس تلاميذ اعداديته البالغ عددهم 641 تلميذا.

وفي الحقول بدت الحياة شبه عادية، وبدا أن المزارعين سلموا امرهم الى القدر، وبدأوا بالعودة الى مزاولة اعمالهم الروتينية. بينما كان سكان مدينة الحسيمة وسكان المناطق الحضرية يتجمعون أمام مقرات ادارات السلطات المحلية للمطالبة بالخيام والاغطية، وكانت الليلة قبل الماضية قد شهدت تظاهر العشرات في ساعة متأخرة من الليل عندما اقدم السكان على نهب حمولة شاحنة من الخيم.