رئيس وزراء البحرين: ندعو أوروبا لتوفير الزخم لمبادرة الأمير عبد الله للسلام

الشيخ خليفة: ملاحظاتنا على مبادرة «الشرق الأوسط الكبير» الأميركية لا تعني رفض التعاون مع الأصدقاء

TT

دعا رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة فرنسا ومعها الاتحاد الاوروبي الى الاضطلاع بدور ريادي في الشرق الاوسط عن طريق العمل على اعادة تحريك اللجنة الرباعية وخريطة الطريق، كما حث الاتحاد الاوروبي وعلى رأسه فرنسا على التحرك من اجل «توفير الزخم المطلوب» لمبادرة الامير عبد الله بن عبد العزيز للسلام في الشرق الأوسط التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002.

وقال الشيخ خليفة في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان «توفير حلول لبؤر النزاع في الشرق الأوسط هو مصلحة اوروبية كما انه مصلحة عربية واقليمية».

ودعا رئيس وزراء البحرين الشعب العراقي لان «يعي المنزلقات الموجودة امامه» والى ان «يتفادى كل ما من شأنه دفع العراق الى الهاوية»، في اشارة منه الى مخاطر استمرار الوضع الامني والسياسي على حاله وما ينذر به من حرب اهلية وربما من تفتيت العراق.

وتناول رئيس وزراء البحرين مطولا القمة العربية المرتقبة في تونس اواخر مارس (اذار) المقبل، مركزا على ضرورة ان تعمد القمة على اعادة اطلاق المبادرة العربية التي «تشكل الاساس للموقف العربي المشترك، كما انها تتضمن تصورا لمستقبل السلام ولمنطقة الشرق الاوسط»، مضيفا انه يأمل ان «تحوز من الاطراف كافة الاهتمام الذي يجب ان تحوزه كمشروع حل متكامل للنزاع في المنطقة». ومن هذا المنطلق، اعتبر الشيخ خليفة بن سلمان ان «المجموعة الاوروبية وعلى رأسها فرنسا لها دور بارز لخلق الزخم المطلوب لتحريك هذه المبادرة من جديد ضمن الظروف والمعطيات الحالية والتي تكسب هذه المبادرة اهمية اكبر». ووصف هذه المبادرة بانها «توفر حلا عادلا ومنصفا للجميع ويحقق طموحات الشعب الفلسطيني ومتطلبات اسرائيل الامنية»، مضيفا انها «حظيت بدعم دولي وبات على اسرائيل ان تتجاوب مع ارادة المجتمع الدولي لتحقيق السلام»، كذلك طالب الاتحاد الاوروبي باعادة تحريك خريطة الطريق التي ترعى تنفيذها اللجنة الرباعية المشكلة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا. واعلن الشيخ خليفة ان «ايجاد حلول لبؤر النزاع عندنا هو مصلحة اوروبية بقدر ما هو مصلحة عربية واقليمية، وبالتالي سنكون سعداء عندما تتوصل اوروبا الى الكلام بصوت واحد بخصوص القضايا التي تهمنا». ووفق رئيس الوزراء البحريني، فان خريطة الطريق «تتفق في جوانب كثيرة منها مع مبادرة الامير عبد الله» وبالتالي فان «حل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي لا تنقصه المبادرات بقدر ما تنقصه ارادة المجتمع الدولي لتحقيق العدالة بالنسبة للقضية الفلسطينية».

اما عن كيفية تعاطي القمة العربية مع «مبادرة جنيف» التي اطلقت في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي فقد رأى رئيس الوزراء البحريني انها «ليست نابعة من هيئات رسمية بل من المجتمع المدني مع تأكيدنا على اهمية هذا المجتمع وبالتالي لا يعود للقمة العربية لا دعمها ولا تبنيها رغم اننا نحبذ كل ما من شأنه التوصل الى حل عادل. وفي اي حال، الامر بيد القمة التي يعود اليها ان تحكم فيها وفي ما يتوجب عمله بشأنها». ودعا الشيخ خليفة الى «عدم الاستسلام للتشاؤم» والى «تكثيف التواصل مع الدول والمنظمات العالمية». ورأى ان الولايات المتحدة «تمتلك القدرة والمقومات لحث كافة الاطراف لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن امن الجميع».

ووصف الشيخ خليفة بن سلمان السعودية بانها «العمود الفقري للاستقرار والامن» في المنطقة التي تتمتع بـ«اهمية استراتيجية للاستقرار والامن الدوليين»، مضيفاً انه «لا يخفى على الجميع الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في القضايا الدولية وقضايا السلم والعدل الدوليين والتعاون الدولي المشهود لها في كل المجالات».

واعتبر رئيس وزراء البحرين ان الوضع في العراق «يزداد تعقيداً وخطورة»، مضيفاً انه «حتى يتحقق للعراق الاستقرار والامن وتتحقق الاهداف المعلنة من دول التحالف، فلا بد من تعزيز دور الشرعية الدولية متمثلة في الامم المتحدة لنقل السلطة بأسرع وقت ممكن الى الشعب العراقي حفاظاً على وحدته الوطنية لتجنيبه الصراعات الطائفية والعرقية التي ستضر بمصالح العراقيين وكذلك بالمصالح الاجنبية المتشابكة داخل العراق».

واستطرد رئيس وزراء البحرين: «نحن نأمل ان يعي الشعب العراقي المنزلقات الموجودة امامه وان يتفادى كل ما من شأنه دفع العراق الى الهاوية وان يحافظ على وحدته وسيادته وان يتفادى الانقسامات بين كل مقوماته المجتمعية من اجل ان يعود الى محيطه المباشر والى المنظومة العربية وان يلعب دوره كاملاً داخلهما». وخلص الشيخ خليفة بن سلمان الى القول: «نحن نثق بوعي الشعب العراقي رغم المحن الامنية والسياسية التي تلم به في الوقت الراهن. وتحقيق الوحدة الوطنية ووحدة الاراضي العراقية هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل آمن للعراق وللمنطقة بشكل عام»، داعيا «المجتمع الدولي الآن الى تكثيف جهوده ومساعدة الشعب العراقي لتمكينه من استعادة سيادته وتولي زمام اموره بنفسه عبر دور حقيقي وفاعل للأمم المتحدة».

وأبدى رئيس وزراء البحرين مجموعة من الملاحظات على المشاريع المطروحة بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط والتي يعد المشروع الأميركي المسمى «الشرق الاوسط الكبير» اولها واكثرها اثارة للنقاش والجدل. ورأى الشيخ خليفة ان موقف البحرين يتلخص في ان «الاصلاح يجب ان ينبع من الداخل» مما يعني ان فرض المشاريع الخارجية «بشكل منفرد ليس في صالح دول المنطقة». غير ان هذا الموقف المبدئي، وفق ما شرحه رئيس وزراء البحرين «لا يعني رفض التعاون والتشاور مع الجهات الصديقة من اجل مستقبل افضل لدول المنطقة». وقال الشيخ خليفة بن سلمان: «ان الولايات المتحدة بصدد التشاور بشأن هذا المشروع الذي لم نطلع على تفاصيله حتى الان لنتمكن من الحكم وابداء الرأي حوله. لكننا نتفق مع ما قاله الأمير عبد الله (ولي العهد السعودي) من ان تقبل الجماهير للمشروعات الاصلاحية هو ضمان لنجاحها وهو ما شاركه فيه وزير الخارجية الاميركي كولن باول. ونحن في البحرين سعداء حيث ان التطورات السياسية لدينا قد لاقت دعماً وتأييداً من الشعب مما سيوفر لها النجاح المؤكد».

وبالنسبة للقمة العربية المرتقبة في تونس، اعرب رئيس الوزراء البحريني عن «سعادته» لـ«التحرك السعودي ـ المصري ـ السوري الذي نعقد عليه كعرب اهمية قصوى في تعزيز التضامن العربي وتقوية مواقفنا ولم الشمل العربي مبدياً تأييده للمشاريع الهادفة الى اصلاح البيت العربي من الداخل».