الشرطة المصرية تستخدم 150 مدرعة وقذائف صاروخية لمهاجمة عشرات الخارجين على القانون فى قرية النخيلة

المطلوبون يهددون بقتل الرهائن وأنباء عن مقتل وإصابة خمسين وإشعال النار في منازل وتوقف سير القطارات

TT

اعلنت مصادر أمنية مصرية ان قوات تابعة للشرطة المصرية استخدمت أمس أسلحة ثقيلة من بينها قذائف «آر بي جي» في هجوم على خارجين على القانون في قرية النخيلة القريبة من مدينة أسيوط جنوب القاهرة، مشيرة الى ان قوات الامن تهدف من هجومها الى اجبار هؤلاء الاشخاص على الاستسلام لقوات الامن، غير ان مصادر مطلعة ذكرت ان الامني معقد جدا وان عشرات الاشخاص الذين تحاصرهم الشرطة يرفضون الاستسلام ويهددون بالرد على السلطات بقتل رهائن مدنيين من القرية واستخدام الاسلحة الثقيلة التي بحوزتهم. وقال مصدر أمني رفض الكشف عن هويته ان قوات الشرطة «استخدمت أسلحة ثقيلة منها قذائف «آر بي جي» الصاروخية ومدافع رشاشة ثقيلة في قصف معاقل حصينة لعائلة أولاد علي حنفي في قرية جزيرة النخيلة التي تبعد حوالي 30 كيلومترا جنوب مدينة أسيوط». وأضاف المصدر أن القصف «أسفر عن تهدم خمسة منازل يتحصن بها الخارجون على القانون»، الذين تتهمهم السلطات بالاتجار في السلاح والمخدرات والاستيلاء على أراضي الدولة. وقال احد المطلوبين ويدعى ياسر قاسم حنفي ان «حوالي 20 لقوا حتفهم في قصف الشرطة لبيوتنا وأصيب نحو ثلاثين»، وأضاف «تهدم 15 منزلا على رؤوس ساكنيها. القصف عنيف جدا». فيما هدد احد اعضاء عائلة أولاد علي حنفي ويدعى عزت محمد حامد حنفي ،42 عاما، باستخدام أسلحة ثقيلة وقنابل في الرد على هجوم قوات الامن، كما هدد بقتل رهائن ما لم يتوقف الهجوم. وقال «سنرد بما لدينا من قنابل وأسلحة ثقيلة وسنقتل بعض الرهائن ما لم يتوقف هجوم الشرطة». ولم تؤكد مصادر أمنية أو تنف سقوط قتلى أو مصابين ولكن مصدرا أمنيا لمح الى أن كثافة القصف ستؤدي حتما الى خسائر في الارواح. وتابع أن «الخارجين على القانون ردوا على الهجوم باستخدام بنادق آلية ومدافع رشاشة». وقال مصدر أمني ان المطلوبين أشعلوا النار في ثلاثة عشر منزلا من منازل عائلة تدعى «القرنيات» في محاولة لاجبار قوات الامن على وقف الهجوم. وأضاف «هدد المطلوبون بحرق جميع منازل القرية ما لم توقف الشرطة هجومها وتفك الحصار». وأوضحت مصادر في شرطة السكة الحديد ان الاشتباكات تسببت امس في وقف سير القطارات بين القاهرة وأسوان. وقال أحد المصادر «توقفت حركة القطارات بالكامل بسبب أحداث جزيرة النخيلة. كانت الاشتباكات قد تسببت خلال اليومين الماضيين في تأخير مواعيد بعض القطارات».

وكانت صحف مصرية قالت أمس ان الخارجين على القانون من عائلة أولاد علي حنفي أطلقوا النار على قطار واحد على الاقل من حصونهم في القرية مما أثار ذعرا بين الركاب. وأضافت أن تعليمات صدرت بتشديد الحراسة على القطارات واطفاء أنوارها ليلا وهي تمر بالقرية.

وكان مصدر أمني قد ذكر أن قوات من الشرطة هاجمت القرية امس من جهة نهر النيل باستخدام زوارق، ولكن «الخارجين على القانون ردوا على الهجوم بنيران أسلحة خفيفة»، وأضاف أن «القوات المحمولة على القوارب البخارية تراجعت».

وافادت مصادر أمنية أن حملة قوات الامن بدأت قبل خمسة أيام باشتراك نحو 6000 جندي يستخدمون نحو 80 عربة مدرعة و30 زورقا تحاصر المنطقة التي اتخذها «الخارجون على القانون» وكرا لفرض النفوذ وزراعة المخدرات بعدما استولوا على مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية تصل الى مئات الافدنة. وقال مصدر أمني امس ان الشرطة طلبت تعزيزات من محافظة سوهاج المجاورة. وأضاف أن «عدد المدرعات المشتركة في العملية ارتفع الى 150 بينما بلغ عدد القوارب البخارية 70». ويحتجز أولاد علي حنفي المطلوبون للشرطة لتنفيذ أحكام بالسجن في قضايا مخدرات وقتل ومتاجرة بالسلاح عددا من الرهائن تقدره مصادر الشرطة بما يتراوح بين 150 و250 بينما يقول متزعم العائلة ان عدد الرهائن لديهم 2000 . وكان «الخارجون على القانون» قد نشروا عشرات من أنابيب الغاز المستخدمة في الطهو على أشجار النخيل في مداخل القرية لتفجيرها عن طريق اطلاق رصاص عليها في حال تقدم قوات الشرطة لاقتحام القرية.

والقرية المستهدفة من الشرطة شبه جزيرة تحيط مياه النيل بجانب منها ويقدر عدد سكانها بألفي نسمة بينما يقدر عدد سكان قرية النخيلة التي تتبعها جزيرة النخيلة بأربعين ألفا ولكن القرية الأم هادئة. ويقدر عدد المطلوبين من أولاد علي حنفي بسبعة وثلاثين. وتبعد أسيوط التي كانت قد شهدت معارك دموية بين قوات الامن وإسلاميين متشددين في الثمانينات والتسعينات حوالي 400 كيلومتر جنوب القاهرة.