القمة الأفريقية تفشل في التوصل لقرار بشأن «الجيش الموحد» المقترح من القذافي وتتبنى قرارات حول المياه والتنمية الزراعية

إصرار الزعيم الليبي على «الجيش» وتفضيل غالبية القادة «قوات تدخل» أثارا بلبلة وأخّرا صدور البيان الختامي

TT

فشلت القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي امس في التوصل لتسوية حول مشروع الدفاع الافريقي المشترك بسبب اصرار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على تضمين البيان الختامي بنداً ينص على انشاء جيش افريقي موحد، وذلك بعد رفض غالبية القادة المشاركين لهذا البند بسبب الصعوبات العملية لتنفيذه حاليا، وتفضيلهم «انشاء قوات افريقية للتدخل السريع» في الحروب الاهلية والنزاعات الحدودية. غير ان رؤساء دول وحكومات الدول اتفقوا على ضرورة مواجهة تحدي نقص المياه والتنمية الزراعية وقرروا اجراء دراسة حول ضرورة تشكيل «صندوق افريقي لتنمية الزراعة».

وقالت مصادر مطلعة ان الاستياء ساد اروقة القمة بسبب تمسك الزعيم الليبي بموقفه، وان المناقشات الساخنة التي جرت طوال صباح امس لم تؤثر على رأيه بالرغم من الاشارات التي دلت على ان القمة في طريقها للفشل. واضافت المصادر انه بحلول العصر اتضحت صعوبة التوصل لحل مرض للجميع، مما ادى الى تضمين البيان الختام ارجاء بحث موضوع الدفاع المشترك الى القمة المقبلة في اديس ابابا، ودعوة «خبراء حكوميين» لدراسة هذه المسألة.

وادى اصرار القذافي على فرض بند تشكيل جيش موحد الى تأخير صدور البيان الختامي. وقال مسؤول شارك في القمة ان «القذافي متمسك بفكرته حول انشاء جيش موحد، غير ان القادة الآخرين لا يريدون ذلك». وقال مسؤول آخر «ان غالبية القادة المشاركين رفضوا تشكيل جيش موحد، مما أثار استياء الجانب الليبي».

وكانت ليبيا قد اقترحت انشاء جيش افريقي موحد للدفاع عن القارة وفض النزاعات المسلحة وتوفير الانفاق العسكري بنحو خمسين في المائة وتعزيز الوحدة الافريقية، غير ان غالبية الوفود رفضت الفكرة ووصفتها بانها «غير واقعية» وتتعارض مع مبدأ السيادة.

واستبعد اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري امكانية تشكيل جيش افريقي موحد في المدى المنظور، وقال في تصريحات صحافية انه لا بد من انهاء النزاعات بين الدول اولا، ولا بد ان تتفق الدول الافريقية على تحديد الخطر المشترك الذي يتهددها حتى يمكن تشكيل الجيش.

وكان رئيس موزمبيق جواكيم شيسانو قال صباح امس ان الاتحاد الافريقى قرر «انشاء قوات للتدخل السريع» يمكنها الانتشار بسرعة في مناطق النزاع والحروب لوقف الحروب التي اهلكت القارة، مشددا على ان العمل سيبدأ فورا لتطبيق ذلك البند، دون ان يعطي تفاصيل حول العدد المتوقع لقوات التدخل السريع وتكلفتها وكيفية توزيع تلك التكلفة بين الدول الاعضاء ومن سيتولى قيادتها خلال المرحلة الاولى.

واقر القادة قرارا يتعلق بالمياه والزراعة، ويقضي باجراء «دراسة حول جدوى تشكيل صندوق افريقيا للتنمية الزراعية سريعا». وكان رئيس المفوضية الافريقية قد قال امس ان «اكثر من 450 مليون افريقي اي واحد من كل شخصين لا يحصلون على مياه الشرب».

وقد فصلت عدة مقاعد بين الرئيسين الإثيوبي ملس زيناوي والإريتري اسياس افورقي مع ان الترتيب الابجدي يضعهما جنبا الى جنب، وذلك بسبب الخلاف بين البلدين حول ترسيم حدودهما المشتركة.