لبنان: محاكمة يمني متهم بقيادة شبكة إرهابية تكشف عن محاولته دخول العراق مع بدء الحرب الأميركية عليه

TT

أجرت المحكمة العسكرية في لبنان أمس محاكمة علنية لليمني معمر عبد الله العوامي الملقب «ابن الشهيد» المتهم بقيادة مجموعة ارهابية في لبنان فجرت مطاعم ومؤسسات تجارية تحمل اسماء اميركية، وخططت لنسف السفارة الاميركية ومحاولة اغتيال السفير الاميركي لدى لبنان فنسنت باتل. كما خططت لنسف طائرة روسية في مطار بيروت كانت تقل دبلوماسياً روسيا.

وقد مثل «ابن الشهيد» امام هيئة المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن ماهر صفي الدين، ومثل معه الموقوفان الفلسطينيان بسام ابراهيم الشريدي وعلي موسى المصري، بينما جرت محاكمة غيابية لستة فلسطينيين آخرين في القضية عينها وهم: قائد «عصبة الانصار» أحمد عبد الكريم السعدي الملقب «ابو محجن»، واسامة صالح الملقب «ابو انس الخليوي»، وعلي حاتم الملقب «ابو بكر عقيدة»، واسامة الشهابي، واحمد العزبة وأمين ديب الذين اسندت اليهم جرائم الانتماء الى جمعية ارهابية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والقيام بأعمال ارهابية ومحاولة قتل مواطنين لبنانيين بتفجير عبوات أدت الى جرح مواطنين ومحاولة قتل السفير الاميركي، واقتناء عبوات ناسفة وصواعق بهدف استعمالها في التفجير وتزوير جوازات سفر وبطاقات شخصية.

ولدى استجواب اليمني «ابن الشهيد» البالغ من العمر 23 سنة والمتزوج من فلسطينية وله منها ولدان نفى نفياً قاطعاً اي علاقة له بالتفجيرات التي استهدفت المطاعم الاميركية. وقال انه «كان يسمع بهذه الحوادث عبر وسائل الاعلام. وان خالد العلي مسؤول المجموعة التي تولت عمليات التفجير كان يحضر الى المطعم الذي يعمل به في المخيم وقد أخبره ذات مرة انه فجّر سوبرماركت (سبينس) في طرابلس (شمال لبنان) فنصحه بان يسلّم نفسه للدولة، كما ان العلي تحدث أمامه عن التخطيط لنسف السفارة الاميركية ومحاولة قتل السفير الاميركي فرفض الفكرة كلياً ونصحه ايضاً بالاقلاع عن مثل هذه الاعمال».

وفي ما بدا ان مظهر «ابن الشهيد» لا يوحي بأنه عقل مدبر ومحرك لمجموعة ارهابية كانت المحكمة تركز اسئلتها على ارتباطاته ومعارفه. ولدى سؤاله عن علاقته بـ«أبو محجن» أفاد انه لا يعرفه لكنه كان يشاهده يجلس مع «ابو انس الخليوي» اي اسامة صالح، وقال انه كان مجرد عامل في مطعم يملكه ابو محمد المصري الذي قتل في انفجار داخل المخيم، موضحاً ان بعض الاشخاص من عناصر «مجموعة طرابلس» التي حكم على افرادها سابقا،ً كانوا يحضرون ويلتقون بالمصري ويتقاضون منه حوالي 200 دولار شهرياً. واشار الى انه لم يكن يعرف السعودي أبو علي الحارثي، وان الاخير كان على علاقة بالمصري وكان يرسل له اموالا.ً ورداً على سؤال عما ذكره في افادته الاولية عن معرفته بشخص سعودي كان ينوي تسفيره الى المملكة العربية السعودية قال «ابن الشهيد» انه أمين ديب وهو فلسطيني ـ سعودي، مشيراً الى انه كان ينوي تسفيره الى العراق وليس الى السعودية.

ثم استجوبت المحكمة الفلسطيني بسام الشريدي، الذي سلّم نفسه للقضاء اللبناني قبل اسبوعين، فنفى معرفته بـ«ابن الشهيد» وقال انه شاهده للمرة الاولى في النظارة قبل الدخول الى قاعة المحكمة بدقائق. ونفى المصري ان يكون له اي نشاط ارهابي، وقال انه «غير حزبي ولا تربطه اي علاقة بعبد الله الشريدي مسؤول عصبة النور في عين الحلوة». واوضح انه يملك مطعماً لسندويشات الفلافل في المخيم ويتحرك بين منزله وعمله فقط.

كذلك استجوبت المحكمة الموقوف علي المصري الذي نفى قيامه بأي نشاط امني على الاطلاق، كما نفى ان يكون امتهن تزوير بطاقات تمكن المطلوبين داخل مخيم عين الحلوة من الخروج والعودة الى المخيم عبر هذه البطاقات. لكنه اعترف بتزوير جواز سفر لـ«ابن الشهيد» ليتمكن الاخير بواسطته من الدخول الى العراق اثناء الحرب الاميركية الاخيرة على العراق. وأفاد ان «ابن الشهيد» طلب منه ان يعرفه على اشخاص يستطيعون تهريبه براً الى العراق عن طريق سورية، وأكد انه عرّفه على شخص يدعى احمد الاسدي الذي بإمكانه القيام بذلك، لكنه لم يعرف ما اذا حاول بالفعل الذهاب الى هناك.

وبعد انتهاء الاستجواب، قررت رئاسة المحكمة رفع الجلسة وارجاءها الى الثامن من الشهر المقبل لسماع المرافعات لوكلاء الدفاع ومطالعة ممثل النيابة العامة ومن ثم إصدار الحكم.