لبنان يحذر من استثناء «أي دولة» من عملية السلام تحقيقاً للاستقرار في المنطقة

TT

حذر الرئيس اللبناني اميل لحود من ان «استثناء اي دولة من المنطقة من عملية السلام سيبقي الوضع مضطرباً ولن يحقق الاستقرار المنشود». وقال لحود لدى استقباله امس كيريل سفوبودا نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية التشيكي: «لا سلام دائماً في منطقة الشرق الاوسط، اذا لم يكن سلاماً شاملاً وعادلاً ودائماً، يقوم على اساس تطبيق قرارات الامم المتحدة». وكرر لحود دعوته دول «الاتحاد الاوروبي» والاتحاد الروسي الى «الدخول على خط الاتصالات الجارية لتحريك عملية السلام»، معتبراً ان «موقفها الحيادي من النزاع العربي ـ الاسرائيلي يساهم في اعادة التوازن الدولي، ويخفف من الاحادية في التعاطي مع ملف ازمة المنطقة، وغيرها من الازمات المماثلة في العالم». وتابع لحود: «ان رهان لبنان على السلام العادل والشامل والدائم لا يلغي حقه في المطالبة باستعادة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وعودة الاسرى والمعتقلين اللبنانيين من السجون الاسرائيلية، لأن هذه المطالبة تستند الى القرارات والمواثيق والاعراف الدولية». واعتبر ان «الامور كما هي جارية اليوم في المنطقة لا توحي بإمكانية الوصول الى حل سلمي بسبب الممارسات الاسرائيلية العدوانية، والتي كان آخرها اقامة الجدار حول الاراضي الفلسطينية، وهي خطوة تعيد التذكير بالممارسات التي سادت خلال القرون الوسطى حيث كانت شريعة الغاب تتحكم بأداء الدول والشعوب».

ثم اكد الرئيس اللبناني على «حرص لبنان على تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وتشيكيا»، في ضوء الاسس التي تم التوافق عليها خلال زيارته الاخيرة الى براغ، معتبراً ان الزيارة الرسمية التي ينوي الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس القيام بها الى بيروت في مايو (ايار) المقبل ستكون مناسبة لاستكمال البحث في اطر التعاون بين البلدين.

كان الوزير سفوبودا، نقل في مستهل اللقاء رسالة شفهية الى الرئيس لحود من نظيره التشيكي ضمنها تأكيد بلاده على تطوير التعاون مع لبنان في مختلف المجالات، واعتبر سفوبودا ان للبنان «الذي يعتبر بلداً نموذجاً للتفاعل والحوار بين الثقافات والاديان والشعوب، دوراً اساسياً في عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وان الاستقرار الذي يعيشه منذ سنوات، يجب ان يعم دول المنطقة كلها ووقف دورة العنف وتحقيق السلام القائم على الحوار ووقف الممارسات العدوانية واعمال الارهاب». واشار الوزير التشيكي الى ان دول «الاتحاد الاوروبي» «تتطلع الى ان تلعب دوراً مهماً في عملية السلام في المنطقة من خلال تمكين الامم المتحدة من القيام بالمهام المطلوبة منها لأنها الاطار الدولي الطبيعي لحل المشاكل القائمة بين الدول والشعوب». واعتبر ان «الموقف الاوروبي المتوازن من النزاع العربي ـ الاسرائيلي، ومن الوضع في العراق، يوفر للدول الاوروبية قدرة على التحرك واتاحة فرص اضافية امام السعي الدؤوب لعودة الاستقرار الى هذه المنطقة المضطربة من العالم».

هذا، وزار سفوبودا رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري. وأعلن انه اتفق مع الرئيس الحريري على «ضرورة مواجهة الارهاب بكل الطرق والاشكال المتاحة والممكنة. فالارهاب ليس حلاً على الاطلاق، ولا يجوز ان يقتل اي شخص باسم اي شيء».

واجرى سفوبودا والوفد المرافق له جولة مباحثات في وزارة الخارجية مع نظيره اللبناني جان عبيد الذي رأى في مؤتمر صحافي مشترك ان «تحقيق السلام يكون بالعودة الى مؤتمر دولي واسع للسلام كما جرى في مدريد (عام 1992) او الى الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن». ودعا عبيد الى «العودة الى العمل المشترك وليس الانفراد في مسألة السلام». وقال عبيد انه ابلغ الوزير التشيكي ان «الاحتلال (الاسرائيلي) هو الذي اتى بالمقاومة وليست المقاومة هي التي اوجدت الاحتلال». مشدداً على ضرورة العودة الى «المعيار الواحد للقانون الدولي».

اما الوزير التشيكي فقد أكد على دور لبنان المحوري في عملية السلام، معتبراً ان «الطريق الى السلام هو الحوار» داعياً الى «حوار عادل ونبيل بين كل الاطراف وبالتالي تنفيذ جميع قرارات الامم المتحدة موضوعاً ومفهوماً ورسالة».