محكمة كندية ترفض الإفراج عن أصولي مصري يحاكم بقانون «الأدلة السرية»

جاب الله قال من سجنه لـ«الشرق الأوسط» انه يدور في «حلقة مفرغة» ويخشى تسليمه إلى مصر

TT

رفضت محكمة تورونتو الفيدرالية الافراج بكفالة عن الاصولي المصري محمود سيد جاب الله المحتجز في كندا منذ 14 اغسطس (آب) 2001. وقال محمود جاب الله المتهم بالعلاقة مع تنظيم «الجهاد» المصري في اتصال هاتفي من داخل سجن تورونتو الفيدرالي مع «الشرق الأوسط» امس ان القاضي اندرو مكاي رفض الافراج عنه بزعم وجود ادلة سرية تربطه بخلايا اصولية في بريطانيا والولايات المتحدة. واضاف انه يشعر انه يدور في «حلقة مفرغة» منذ ثلاث سنوات بسبب اتهامه بأدلة سرية «لا يعرف عنها شيئا». وتخوف جاب الله مما يتردد عن مطالبة السلطات الكندية نظيرتها المصرية بضمانات حتى تسلمه اليها. وقال ان هناك كثيرا من الاسلاميين تسلمتهم مصر بعد ان تقدمت بضمانات مماثلة، لكنهم اختفوا عن الانظار منهم احمد حسن عجيزة زعيم منظمة «طلائع الفتح الاسلامى» الذي تسلمته مصر من السويد.

واشار الى احتجازه في الحبس الانفرادي في سجن تورونتو المركزي، واكد عدم تورطه في اي قضايا للعنف الديني قبل خروجه من مصر عام 1991. واوضح جاب الله ان طول غيابه وراء القضبان يعود لوجود «ادلة سرية» جاءت من الخارج يحاكم بها ولا يعلم عنها شيئا، رغم ان المحكمة الفيدرالية الكندية برأته من مزاعم التورط في تهم ارهابية عام 1999، وافرجت عنه من السجن بموجب ذلك، قبل ان يعاد اعتقاله مجدداً.

واشار الى ان محامين جديدين هما باربار تشكمان وجون نوريس صارا يدافعان عنه بعد انسحاب محاميه السابق روكي جيلاتي الذي انسحب من قاعة المحكمة في ديسمبر (تشرين الاول) الماضي بسبب استمرار محاكمته بالادلة السرية. وأعرب المحامي الكندي )ايطالي الاصل( قبل انسحابه عن خجله من الاستمرار في القضية، التي وصفها بأنها «خدعة».

من جهتها اعربت زوجة الاصولي المصري عن قلقها الشديد على مصير زوجها في مواجهة «أدلة سرية» لا يعرفها سوى الادعاء والقاضي مكاي. وقالت ام احمد ان زوجها وممثل الدفاع فشلا عدة مرات في التعرف على نوعية تلك الادلة. واضافت حسنة المشتولي ان زوجها هو العائل الوحيد لها ولأطفالهما الستة الذين يبلغ أكبرهم15 سنة وأصغرهم 3 سنوات. واوضحت ان زوجها موجود في الحبس الانفرادي وان ادارة السجن رفضت زيارتها له ثلاث مرات.

ويتهم الادعاء الكندي جاب الله بأنه «عنصر فاعل في جماعة الجهاد المصرية التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري» وان «له علاقات بأعضاء التنظيم في داخل مصر وخارجها، خصوصا الأصوليين المصريين المقيمين في بريطانيا». وكانت المحكمة الكندية قد أشارت الى وجود علاقة بين جاب الله وعادل عبد الباري المحتجز في بريطانيا والمطلوب من قبل الولايات المتحدة في قضية تفجير السفارتين الاميركيتين بشرق افريقيا عام 1998 .

وكانت السلطات الكندية قد اعتقلت جاب الله في أغسطس 2001 واقتيد الى سجن تورونتو القريب من مطار المدينة، حيث خضع لتحقيقات مكثفة.

يذكر ان جاب الله حوكم في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981 وحصل على البراءة، وتعرض لبعض الملاحقات الأمنية الى ان غادر مصر عام 1991 الى السعودية، ومنها الى باكستان، حيث قضى هناك نحو4 سنوات، قبل ان يتوجه الى اذربيجان، ومنها الى كندا. وتقول زوجة الاصولي المصري انها منذ مغادرتها مصر مع زوجها عام 1991، عملا كمدرسين للغة العربية في السعودية قبل ان ينتقلا الى باكستان حيث عمل زوجها في مدرسة للأيتام تابعة لهيئة الاغاثة، مؤكدة ان أحدا من عائلتها لم يدخل أفغانستان. وأكدت ان زوجها غير مطلوب على ذمة اية قضية من قضايا «العنف الاصولي»، وانه أكد لهيئة المحكمة الكندية ان «تقارير ضباط الاستخبارات الكندية، كانت محض خيال، وبعيدة عن أرض الواقع».

=