ارتياح أميركي في ختام جولة مباحثات بكين حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية

TT

بكين ـ سيول ـ وكالات الانباء: اختتمت أمس في العاصمة الصينية بكين جولة المباحثات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي، وطغت على تعليقات المشاركين الرئيسيين نبرة تفاؤل في ما أمكن التوصل اليه، وذلك بالرغم من تأخر اعلان البيان الختامي بسبب اعتراض الكوريين الشماليين على بعض نقاطه.

مصدر مسؤول اميركي كبير قال معلقاً ان مباحثات الأمس في بكين «تخطت آمالنا في جوانب عدة مهمة جدا. لقد كانت ناجحة جدا لانها سمحت لنا بالاقتراب من هدفنا لتفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي بشكل تام وقابل للتحقق». واضاف ان الاميركيين والكوريين الشماليين اجروا لقاءين ثنائيين خلال الجولة الثانية من المباحثات التي شاركت فيها بجانب الكوريتين الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة كل من الصين وروسيا واليابان.

كذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف بأن موسكو لاحظت «تقدما متواضعا لكنه يشكل خطوة الى امام» في ختام جولة أمس. وتابع لوسيوكوف الذي كان يترأس الوفد الروسي «ان النتيجة الرئيسية للجولة الثانية من المفاوضات السداسية تمثلت في قرار تشكيل مجموعة عمل» حول تسوية المشكلة النووية. وأردف «ستجرى الان مشاورات للخبراء بصورة دائمة بين جولات» التفاوض. ولفت ان جولة أمس سمحت «بخلق جو بناء ومثمر اكثر».

وافاد رئيس الوفد الكوري الجنوبي لي سو ـ هيوك في مؤتمر صحافي قائلاً «لقد اتفقنا على عقد جولة ثالثة من المباحثات في بكين خلال الفصل الثاني من هذا العام»، مضيفا ان الدول الست المشاركة توصلت الى اتفاق مبدئي على اخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي واكد ان هذا الاتفاق «سيصبح قاعدة المباحثات السداسية في المستقبل».

ولكن بعكس هذه الاتجاهات المتفائلة، قال وزير خارجية الصين لي زاو شينغ في كلمة القاها اثناء حفل اختتام المباحثات التي استمرت اربعة ايام، ان هناك «خلافات، انها خلافات شديدة، ما زالت مستمرة». كذلك قال وانغ يي نائب رئيس الوزراء وكبير المفاوضين الصينيين في الجولة انه بالرغم من ان المباحثات كانت عملية ومفيدة واتفقت جميع الاطراف على خطوات منسقة للتصدي للقضية النووية، فإنه ما زال ضرورياً اجراء مناقشات مستفيضة لاقتراح كوريا الشمالية «تجميد» برامجها النووية. واوضح يي انه لم يتيسر التوصل الى اجماع بشأن تحديد ونطاق اقتراح اميركي من اجل تفكيك كامل ودقيق لا يمكن الرجوع عنه للبرامج النووية للشمال.

وأما عن موقف الكوريين الشماليين فقد قال كبير المفاوضين الصينيين ان سلطات كوريا الشمالية في بيونغ يانغ رحبت بعرض من كوريا الجنوبية والصين وروسيا لتقديم مساعدات في مجال الطاقة كبادرة حسن نوايا اذا ما اوقفت تلك السلطات برامجها النووية. وتابع «كوريا الشمالية ستشرع في تجميد جميع انشطتها النووية باعتبارها الخطوة الاولى للتخلي عن برامج اسلحتها النووية وقبول التفتيش وفقا لذلك مقابل المساعدات».

* مطالب بشأن صياغة البيان أرجأت صدوره

* من ناحية ثانية، ذكرت المصادر الصينية ان مفاوضي كوريا الشمالية طرحوا مطالب جديدة بشأن مسودة البيان المشترك الذي كان جارياً اعداده للصدور في ختام جولة المباحثات السداسية ببكين مما ادى الى تأخر انتهاء الاجتماعات. ولكن اتفقت جميع الاطراف في نهاية الامر على صدور بيان من رئيس الجولة. وقال وانغ يي ان «نقصاً حاداً في الثقة» كان السبب الرئيسي للخلاف. كذلك نفت كوريا الشمالية مجددا أمس ان تكون نفذت برنامجا مشتركا على اليورانيوم المخصب او عقدت اي صفقة بهذا الشأن مع باكستان.

* بيونغ يانغ تدين مناورات اميركية ـ كورية جنوبية عند الحدود بين الكوريتين

* دانت كوريا الشمالية امس مناورات اميركية ـ كورية جنوبية تجري عند الحدود بين الكوريتين في وقت متزامن مع جولة المباحثات السداسية التي اختتمت أمس في بكين حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. ووصفت وكالة الانباء الكورية الشمالية المناورات بـ«الفضيحة التي تثير المخاوف في العالم اجمع».

يشارك في المناورات «ايرون ارتيب» ستة الاف جندي اميركي ومائتا جندي كوري جنوبي. وقد بدأت الاسبوع الماضي وتتواصل حتى الخامس من مارس (اذار) المقبل. واعلن ناطق باسم الجيش الاميركي ان المناورات هي عبارة عن تدريبات تجري كل سنتين ولا علاقة لها بمباحثات بكين.