رئيس الجبهة التركمانية العراقية: مطالبنا بسيطة ولا نريد للعراق أن يتجزأ

TT

اعتبر رئيس الجبهة التركمانية العراقية فاروق عبد الله عبد الرحمن ان مطالب تركمان العراق «بسيطة» ولا تستوجب الخلاف او حرمانهم منها، مشيرا الى انهم يريدون تثبيت حقوقهم الثقافية والسياسية في قانون الدولة الانتقالي للحفاظ على كيانهم.

وأضاف عبد الرحمن في حديث لـ«الشرق الأوسط» امس في لندن خلال زيارته لها ضمن جولة عربية وغربية أن التركمان حرموا من حقوقهم طوال سنوات حكم حزب البعث وتعرضوا للتهجير والقمع لكنهم بقوا مؤمنين بالعراق الذي يريدونه حرا ديمقراطيا غير مجزء، مجددا رفضه لقيام فيدرالية قائمة على اساس عرقي.

* تتضارب الارقام حول عدد تركمان العراق، هل تعرفون الرقم الحقيقي؟

من المعروف ان الاحصاءات التي كانت تتم في عهد الرئيس السابق صدام حسين كانت تلغي القومية التركمانية من الاستمارات المعدة للاحصاء والنفوس لهذا لم تظهر اية احصائية العدد الحقيقي لتركمان العراق طوال اكثر من ثلاثة عقود، ولا تستغرب ذلك اذا كان ممنوعا على التركمان العراقيين شراء اي عقار او سيارة او دكان في كركوك. لكننا اذا عدنا الى احصائيتي عامي 1947 و1957 سنجد حسب سجلات النفوس بان نسبة التركمان بين سكان العراق كانت تشكل من 10 الى 11% ولو اخذنا نسبة تزايد السكان وبشكل معقول خلال 50 عاما الماضية سنجد ان عدد تركمان العراق يكون، وباسوأ الاحتمالات، من مليونين ونصف المليون الى ثلاثة ملايين وهذا يدل على ان تركمان العراق هم القومية او العنصر الثالث المكون للشعب العراقي.

* لماذا يقرنون ولاءكم لتركيا؟ بل ان تركيا كلما ارادت ان تجد منفذا الى الملف العراقي تتحدث عن حقوق التركمان في العراق؟

ـ ما الضرر ان تدافع تركيا عن المظلومين؟ نحن كنا مظلومين وكانت تركيا تدافع عنا، والتركمان سنة وشيعة وهذا يعني انها كانت تدافع عن العراقيين عامة.

* هل تريد ان تقول ان تركيا تدافع عن المظلومين في الارض؟

ـ لم لا.

* اذا كانت كذلك فالاحرى بها ان تعطي للاكراد فيها حقوقهم بدلا من حرمانهم حتى من التحدث بلغتهم؟

ـ تركيا دولة ديمقراطية عمرها 80 عاما وفي برلمانها نواب اكراد ولديها وزراء اكراد ويوجد مسؤولون اكراد في الدولة، وعندما زرت ديار بكر شاهدت الاكراد يتحدثون بلغتهم، وخلال 14 عاما دافعت تركيا عن اكراد العراق. نحن كقومية تتعرض للظلم علينا الاستفادة من كل من يساعدنا وليس هناك اي خطأ في ذلك.

* تتحدثون عن حقوقكم من غير ان توضحوا بالضبط ما هي الحقوق التي تطالبون بها؟

ـ نحن نريد تأمين حقوقنا السياسية والثقافية اسوة ببقية القوميات المكونة للشعب العراقي وتأمين الموارد الاقتصادية وتوزيعها بعدالة على جميع العراقيين. نحن لم نطالب بالانفصال بل نحن نناضل من اجل وحدة العراق ارضا وشعبا وضد تكريس النزعة العرقية والعنصرية والمذهبية. لقد تعرضنا للظلم في عهد صدام ولم يكن لنا نائب في البرلمان كما لم يقبل اي تركماني في الجيش كضابط ولم يعين اي تركماني كمسؤول في الدولة. انا بقيت ما يقرب من ثلاثين عاما استاذا في كلية الهندسة بجامعة بغداد لم تسند الي مرة واحدة اية مسؤولية.

* الان لديكم ممثلة في مجلس الحكم ووزير في الحكومة؟

ـ صون كول سيدة تركمانية فاضلة ولكنها جاءت من خارج الجبهة وليس لها خبرة سياسية ولم يؤخذ رأي التركمان في موضوع ترشيحها للمجلس.

* وكيف تم اختيارها اذن؟

ـ هناك قوى لها تأثيرها على الاميركيين هي التي رشحت السيدة كول للمجلس.

* من تعني بهذه القوى؟

ـ اترك ذلك لحدس القارئ. ورغم ذلك نحن لم نسكت بل خرجنا في مظاهرات وبعثنا برسائل الى السفير بول بريمر نشرح له فيها الغبن الذي وقع فيه التركمان.

* بعض التركمان في العراق ومنهم الحزب التركماني الاسلامي هدد بحمل السلاح ضد الحكومة اذا لم تتحقق مطالبهم؟

ـ نضالنا من اجل الحق مستمر، ونضالنا لا يقف عند نقطة معينة ولكننا سنستخدم كل الوسائل الديمقراطية والسلمية لتحقيق مطالبنا العادلة.

* يتم الحديث حاليا عن توسيع مجلس الحكم فهل سيضاف ممثلون آخرون من التركمان؟

ـ بالتأكيد، لكننا لا نعرف كيف سيتم اختيار الممثلين الجدد اذا لم يأخذ احد رأينا كجبهة تركمانية.

* هل تعتقد ان للاكراد تأثيرا في هذا الاختيار؟

ـ بالتأكيد، نحن نتفق اننا على وئام تام مع الشعب الكردي الاصيل لكننا ضد اي عمل شوفيني عنصري.

* وماذا عن علاقاتكم مع الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني؟

ـ ليست لنا علاقات استراتيجية مع الحزبين الكرديين الرئيسيين ولا نمانع في اقامة مثل هذه العلاقات خدمة للعراق.

* ما هي اهداف زيارتك لبريطانيا؟

ـ هذه اول مرة اغادر فيها العراق وقد زرت تركيا ومصر وسورية وايران والان بريطانيا وبعدها ستكون المانيا. الزيارة نجحت في ان يتفهم الاخرون قضيتنا وكنت مصرا على ان اؤكد اننا نريد عراقا متحدا غير مجزأ، ووافقت هذه الدول على فتح ممثليات للجبهة التركمانية في عواصمها.