المياه ملوثة في بلاد النهرين وشبكة الصرف على عتبة الانهيار

بغداد تعاني من نقص حاد في مياه الشرب

TT

اصبحت شبكة المياه في العراق معرضة للخطر. فبالرغم من ان نهري دجلة والفرات هما عصب الحياة في تلك البلاد الصحراوية، الا ان سنوات طويلة من الاهمال ادت الى ارتفاع معدلات التلوث فيهما. فالمياه القادمة من الشمال نظيفة ونقية، ولكن عندما تصل العاصمة في وسط البلاد ليس من غير العادي القاء مخلفات المجاري في النهرين.

ومع وصول المياه الى الطرف الجنوبي في العراق، تصبح مياه النهرين ملوثة الى درجة ان جماعات المساعدات الانسانية تشير الى انها مسؤولة عن تفشي الاوبئة يوميا بالاضافة الى الاضرار التي تلحق بالبيئة. ويتكهن خبراء المياه بنقص حاد في مياه الشرب في بغداد وبعض المناطق الاخرى من البلاد اذا لم يحدث أي شيء على الفور.

وذكر جون كلوسنر من شركة بكتل الاميركية ومدير شبكات المياه والمجاري والري في مشروع عملية اعادة بناء العراق «ربما تذهب 75 في المائة من مجاري العراق الى الانهار».

وتجدر الاشارة الى ان توسيع معامل معالجة المياه المعروف باسم مشروع شرق دجلة اصبح موضوعا للنقاش حول من هو الذي يجب ان يقرر نوعية الاعمال المطلوب تنفيذها في اعادة البناء ومن الذي يجب ان يشرف على مثل هذه الاعمال.

وكانت شركة بكتل قد اعددت التقييم المبدئي لقطاع المياه في العراق بعد الحرب، في وقت لم يكن قد تم فيه تشكيل العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية. ولذا فبالرغم من ان ممثلي تلك المؤسسات ساهموا في اعداد هذه التقارير، فلم تكن لديهم أي سلطة لاقرار او الاعتراض على المحتويات. وذكر مسؤولون في شركة بكتل ان القرار النهائي المتعلق بتنفيذ أي من المقترحات يرجع الى وكالة التنمية الدولية الاميركية وقالت شركة بكتل ان هيئة المياه في بغداد حددت مشروع توسيع شرق دجلة بإعتباره «اكثر المشروعات اسبقية».

ويعني مشروع توسيع شرق دجلة زيادة امدادات المياه بنسبة 40 في المائة في شرق العاصمة، يستفيد منه 640 الف شخص.

وذكر ضياء محمود مدير التصميمات في هيئة مياه بغداد انه يتفق مع قرار التحالف على السماح لشركة بكتل بتولي تنفيذ هذا المشروع. وقال ان الشركة تتمتع بسمعة حسنة. وقال محمود ان الشركة العامة التي تم تشكيلها في عهد صدام حسين كانت غير فعالة لان العقود كانت تقدم لهم بدون اية منافسة.

غير ان رئيسه سعد بهنام المدير العام لهيئة المياه ذكر انه اذا كان عليه الاختيار في مثل هذا المشروع، فإنه كان سيعيد اختيار الشركة العامة لان العاملين فيها حققوا تقدما كبيرا وكان من الممكن ان ينتهوا من عملهم الان اذا سمح لهم باستئناف العمل فورا.

وقال بهنام انه يشعر بالامتنان لعمليات التمويل الاميركية لاعادة البناء ولكنه يشعر بالاحباط للافتقار الى الاشراف العراقي. ويتولى برنامج المساعدات الاميركية الاشراف على نشاط بكتل، ولكن بنهام ذكر ان هيئة مياه العاصمة تفكر في استخدام هيئة اخرى ربما الشركة العامة للتدقيق في اعمال بكتل.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»