قوات الاحتلال تغتال في مخيم بلاطة ابن شقيق قائد كتائب الأقصى المعتقل

TT

بعد ثلاثة اشهر على وفاة والده اختناقا بغاز الاحتلال، اقدمت قوات الاحتلال صباح أمس على اغتيال، محمد عويص، الناشط في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة «فتح» في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس وسط الضفة الغربية.

وتأتي هذه العملية بعد أقل من 18 ساعة على عملية اغتيال 3 من كوادر سرايا القدس الجناح العسكرية لحركة «الجهاد الاسلامي»، وذلك باطلاق صاروخين على سيارة كانوا يستقلونها في شارع الصفطاوي في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. وتعهدت «الجهاد الاسلامي» برد مزلزل على هذه العملية.

وأدانت السلطة الفلسطينية عمليتي الاغتيال واعتبرتهما «اذكاء لنار الصراع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي»، وحملت السلطة في بيان رسمي اسرائيل تبعاتهما، موضحة ان المعروف ان لكل فعل رد فعل. وأوضحت السلطة ان من شانهما توسيع وتعميق دائرة العنف في الاراضي الفلسطينية. وقالت السلطة الفلسطينية ان اسرائيل مسؤولة عن ذلك ويجب عليها ان تتحمل نتائج ما فعلته.

في غضون ذلك أعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في جميع أنحاء إسرائيل. وقالت الشرطة الاسرائيلية انه عقب عملية الاغتيال في غزة زادت الإنذارات بشأن نية التنظيمات الفلسطينية تنفيذ عمليات تفجيرية. واكدت ان لديها 51 إنذارا في هذا الصدد. ورفعت درجة التأهب إلى درجة واحدة تسبق درجة الطوارئ، وهي أقصى درجات التأهب في إسرائيل. ويشمل تعزيز حالة التأهب نشر عدد أكبر من أفراد الشرطة في مراكز المدن الاسرائيلية وفي محيط مدينة القدس المحتلة، فضلاً عن تعزيز التدابير الأمنية في أنحاء المدن المختلفة بنصب الحواجز على الطرق المؤدية اليها وفي مناطق داخلها.

وفي هذا الصدد زعمت اسرائيل انها اعتقلت امس ثلاثة صبية فلسطينيين من بلدة طوباس، شمال شرقي نابلس. وزعمت ان بحوزتهم عبوة ناسفة كانوا ينوون استخدامها في عملية تفجيرية. وحسب المصادر الاسرائيلية فان الصبية تتراوح اعمارهم بين ثلاثة عشر واربعة عشر عاما. وادعت ايضا انهم اعترفوا بنيتهم تنفيذ عملية تفجيرية احتجاجا على مواصلة اسرائيل بناء الجدار الفاصل، وانهم كتبوا قبل مغادرتهم منازلهم وصايا تؤكد انهم سينفذون عملية تفجيرية باسم سرايا القدس وكتائب الاقصى.

وعلى صعيد عملية اغتيال عويص امس قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: «ان عناصر من وحدة مختارة تابعة لقوات حرس الحدود الاسرائيلي تسللوا في حوالي الساعة 10.50 دقيقة الى منطقة المدارس في المخيم، حيث كان يقف محمد مع بعض أصدقائه».

وحسب شهود العيان فقد استطاع عويص ان يميز الجنود وتمترس خلف واجهة احدى المحلات التجارية، وأخذ يطلق النار من بندقية من طراز «كلاشنيكوف»، كانت بحوزته على الجنود واستمر الاشتباك لمدة عشر دقائق. وخلال الاشتباك أصيب عويص بعيارين ناريين من النوع المتفجر في الرقبة والرأس. ونقل عويص الى مستشفى «رفيديا الحكومي»، حيث فارق الحياة.

ومحمد عويص هو ابن شقيق ناصر عويص، مؤسس وقائد كتائب الأقصى الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 14 مؤبدا اضافة الى 50 عاما أخرى، بعد ادانته بالمسؤولية عن مقتل وجرح المئات من الاسرائيليين في عمليات تفجيرية، تدعي المخابرات الاسرائيلية انه جند منفذيها. ويخضع عويص للعزل الانفرادي في سجن بئر السبع الصحراوي في زنازنة رقم تسعة منذ صدور الحكم عليه قبل عدة أشهر.

وتوفي زهير عويص والد محمد قبل ثلاثة اشهر عندما اقتحم عناصر جيش الاحتلال منزل العائلة بحثا عنه، وعلى الفور قام الجنود بإلقاء عدة قنابل من الغاز المسيل للدموع في المنزل، الامر الذي ادى الى مقتل رب الاسرى اختناقا، حيث رفض جنود الاحتلال السماح بنقله للمستشفى، الا بعد ان تأكدوا من وفاته. وتوفي بشير عويص، ابن عم محمد، قبل اربعة اشهر، في احدى السجون الاسرائيلية، بعد ان رفضت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية تقديم العلاج المناسب له، رغم انه كان يعاني من عدة امراض مزمنة.

من جهة اخرى أعلنت سرايا «القدس» انه في نطاق ردها الاولي على اغتيال عناصرها الليلة قبل الماضية، قصفت بثلاثة صواريخ من طراز «سرايا» مستوطنتي نفيه دكاليم وغاني طال إضافة الى مستوطنة ثالثة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وفي بيان لها قالت سرايا «القدس» ان الصواريخ اصابت هدافها بدقة، مؤكدة في الوقت ذاته ان اشتباكات دارت بعد القصف مع الجنود الذين يتمركزون في محيط تلك المستوطنات. واضاف البيان ان عملياتها «ستتواصل رغم الاعتقالات والاغتيال والقتل».

واعتبر محمد الهندي احد ابرز قادة الجهاد الاسلامي ان عملية الاغتيال هي «حرب مجنونة يشنها المجرم (رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون) على الشعب الفلسطيني». وقال الهندي الذي كان يتحدث للصحافيين بعيد وقوع عملية الاغتيال، ان مثل هذه العمليات لن تزيد حركته الا صلابة واصرارا وثباتا وقوة. وهدد بعمليات «بطولية ونوعية وبرد موجع ومزلزل على عملية الاغتيال».