العاهل المغربي يمنح الأطفال اليتامى منكوبي الزلزال صفة مكفولي الأمة

TT

امر العاهل المغربي الملك محمد السادس بمنح الأطفال اليتامى منكوبي الزلزال الذي ضرب الحسيمة ونواحيها صفة مكفولي الأمة.

وفي ثاني يوم من اقامته بمدينة الحسيمة قام العاهل المغربي الملك محمد السادس امس بزيارة تفقدية للمستشفى الميداني العسكري ومخيم مدينة إمزورن التي تعتبر من أكثر المناطق تضررا من الزلزال الذي ضرب المنطقة الثلاثاء الماضي.

وقف العاهل المغربي في طريقه إلى مخيم إمزورن على حجم الأضرار التي لحقت بعدد من بنايات هذه المدينة التي تقع على بعد 18 كلم شرق الحسيمة، ويقدر عدد سكانها بحوالي 30 ألف نسمة. وقد خلف الزلزال المدمر انهيار 40 بناية من طابقين إلى 3 طوابق كما أصيب العشرات من البنايات الأخرى بتصدعات جعلتها غير صالحة للسكن وكان العاهل المغربي قد حضر الى المستشفى الذي يحتوي على 50 سريرا ويتوفر على جناح للعمليات الجراحية وقسم للمستعجلات وطاقم طبي يتكون من 30 طبيبا من مختلف التخصصات وحوالي 60 ممرضا ومساعدا طبيا، على متن سيارة رباعية الدفع يسوقها بنفسه وعاين عن كثب حالة المرضى والجرحى للاطمئنان على احوالهم الصحية ونوعية الخدمات المقدمة لهم. كما تفقد مخيم إمزورن الذي نصبت فيه 320 خيمة تأوي 552 أسرة تنتمي إلى المدينة والمناطق المجاورة للاطلاع على أحوال ساكنة المخيم المتضررين من الزلزال وسير عمليات توزيع المواد الغذائية ومختلف المستلزمات الضرورية، وتهدف زيارة العاهل المغربي الي المنطقة التي قرر الاستقرار بها تحت خيمة مع المنكوبين الى الرفع من معنوياتهم والتخفيف من آلامهم وتشجيعهم على العودة إلى استئناف أعمالهم والاستمرار في حياتهم الطبيعية.

من جهة أخرى قال وزير الإعلام المغربي نبيل بنعبد الله إن عملية توزيع المساعدات على السكان بمنطقة الحسيمة ستتم من الآن فصاعدا بالاعتماد على لجان محلية في مختلف الجماعات. وأوضح نبيل بنعبد الله أن اجتماعا بين كبار المسؤولين المغاربة مع ممثلي المجتمع المدني بالمنطقة خلص الى اعتماد هذه الطريقة الجديدة في التوزيع. وأضاف الوزيرأنه تم لحد اللحظة التوصل بـ7000 خيمة تم توزيعها بالكامل فيما سيتم توزيع 1000 خيمة أخرى.

الى ذلك قضى سكان الحسيمة والمناطق المتضررة ليلتهم الخامسة في العراء بسبب تكرار الهزات الارتدادية التي كانت احدثها تلك التي سجلت صباح امس بمنطقة الحسيمة بلغت قوتها 3.1 درجة. وذكر المختبر الجيوفيزيائي التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني أنه تم تحديد مركز الهزة التي وقعت على الساعة 10 و15 دقيقة بجماعة ايت قمرة وحالة الهلع والفزع التي خلفتها تلك الهزات الارتدادية في النفوس غيرت من عادات السكان الذين يهجرون بيوتهم ليلا ويعودون اليها نهارا لقضاء بعض حاجاتهم الضرورية. ووسط حالة الخوف أصبح الناس يتوجسون من كل حركة أو أزيز يصل الى سماعهم.

حالة الخوف والحاجة دفعت بعض سكان الحسيمة الى ابداع بناء خيام بوسائلهم الذاتية بعدما فقدوا الامل في الحصول على خيام، والبعض منهم أمام برودة الطقس اضطر الى العودة الى الاحتماء بسقوف بيوتهم بعد أن سلموا أمرهم الى القدر.

وتدريجيا بدأ الناس يتعودون على الهزات الارتدادية وبدأت بعض المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم تفتح أبوابها من جديد لتضاف إلى المحلات القليلة التي لم تغلق.

وبدأ العمال الذين التحقوا بعائلاتهم في البوادي للعزاء أو المواساة أو المؤازرة في وقت الشدة العودة إلى أعمالهم بعد أن تم تجاوز مرحلة الخطر.