الشرطة المصرية تنفي وقوع ضحايا في عملية حصار قرية «النخيلة» وقوات الأمن تتفادى مواجهة مع «مطلوبين» لمنع خسائر بين الأبرياء

وزير الداخلية المصري يؤكد عدم التهاون مع أي بؤرة إجرامية تحاول المساس بمقومات الأمن

TT

طالب وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي كافة القيادات الامنية القائمة على الحملة الامنية الكبرى بقرية النخيلة في صعيد مصر بعدم التهاون مع أي بؤر اجرامية تحاول المساس بمقومات الامن في مصر.

واكد على ضرورة العمل وفق الخطة الامنية التي راعت كافة الابعاد الانسانية، والوضع في المنطقة، والمعاناة التي يعيشها أهالي القرية والقرى المجاورة من سيطرة وسطوة نفوذ مجموعة من المجرمين المطلوبين للعدالة التي اتخذت القرية وكرا لها واحترفت فيها زراعة وتجارة المخدرات. وتأتي توجيهات وزير الداخلية في وقت تواصل فيه قوات الامن بكافة تشكيلاتها وتجهيزاتها التقنية عمليات الاقتحام بحكمة لقرية النخيلة بعد ان فرضت حصارا امنيا مشددا حول القرية والجزيرة التابعة لها والتي تتحصن بها مجموعة من عتاة المجرمين الخارجين على القانون والهاربين من تنفيذ احكام قضائية وذلك وفق خطة امنية مدروسة بعناية لابعاد الموقف الامني بالكامل.

وأشارت مصادر أمنية الى قوات الامن المكلفة باقتحام الجزيرة التابعة لقرية النخيلة تتعامل بحرفية شديدة بعد تطويقها وحصارها بالكامل مع رفض الاستجابة لأي محاولة مفتعلة تمارسها تلك العناصر لكسر الحصار على نشاطها الاجرامي.

واشارت المصادر الى ان القوات المشاركة في عملية فرض الحصار المحكم راعت ألا تصيب الابرياء مما استتبع اطالة فترة الحصار الامني لهؤلاء المطلوبين حتى الاستسلام انطلاقا من حرص اجهزة الوزارة البالغ على عدم احداث خسائر بشرية في عمليات الاقتحام التي تمت حتى الان حماية لأرواح المواطنين الذين ابدوا تعاطفا شديدا مع اجهزة الامن.

ونفت مصادر الشرطة امس الانباء التي اشارت الى وقوع مواجهات بين عناصرها واهالي قرية النخيلة اسفرت عن وقوع عشرات القتلى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في وزارة الداخلية المصرية ان الشرطة التي اقتحمت القرية استطاعت السيطرة اول من امس على جزء منها وما زالت المواجهات مستمرة حتى امس. ولكن المصادر نفسها اكدت عدم سقوط ضحايا.

واكد ياسين حسن احد افراد عائلة «اولاد حنفي» التي تسيطر على القرية للوكالة الفرنسية «هناك العديد من القتلى، ما بين خمسين وسبعين قتيلا» منذ بدء المواجهات مع قوات الامن. واضاف في اتصال هاتفي ان هناك كذلك «العديد من الجرحى من بينهم عزت حنفي عميد عائلة اولاد حنفي».

وكان دوي طلقات اسلحة آلية مسموعا اثناء المكالمة الهاتفية. وقال ياسين حسن ان الشرطة تستخدم صواريخ مضادة للدبابات. وتؤكد الشرطة من جانبها انها تسعى للقبض على عدد من أفراد عائلة اولاد حنفي متهمين بزراعة المخدارت والاتجار فيها. وحسب الوكالة الفرنسية فان خمسة من افراد الشرطة اصيبوا في ليلة الخميس الى الجمعة اثناء المواجهات في هذه القرية الواقعة في محافظة اسيوط. وقال مصدر امني للوكالة ان قوات الامن دمرت اول من امس خمسة منازل مملوكة لعناصر اجرامية ولتجار مخدرات واسلحة. واضاف ان الاشخاص المطلوبين احرقوا 13 منزلا في محاولة لوقف تقدم قوات الامن.

وقامت قوات الامن بتأمين حركة سير القطارات بصورة طبيعية خلال اليومين الماضيين بعد ان تمكنت من ضبط 15 من العناصر الاجرامية وفرض السيطرة على بعض الدشم والتحصينات التي كانت تتخذها العناصر مركزاً لاطلاق النار على القوات اضافة الى استمرار القوات في عمليات تمشيط لمساحات من الاراضي الزراعية المزروعة بنبات البانجو المخدر بقرية النخيلة. وكانت قرية النخيلة، والتي تضم جزيرة تمتد لمساحات شاسعة داخل النيل، مسرحا منذ سنوات لصراع مسلح تقوم به عائلة أولاد حنفي ذات السجل الحافل بالممارسات الاجرامية من ترويع للاهالي والاستيلاء على الممتلكات والاراضي الى جانب ممارستهم لزراعة وتجارة المخدرات والاسلحة ويتزعمها المدعو عزت محمد حامد الهارب من تنفيذ احكام حيث تسانده مجموعة من الهاربين من تنفيذ احكام في قضايا جنائية. وذكر مصدر امني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» ان وزارة الداخلية المصرية مصممة على إعادة الامن والهدوء للمنطقة ووضع حد للعمليات الاجرامية التي يقوم بها افراد عائلة اولاد حنفي مشيرا الى ان السجل الاجرامي لهذه العائلة يشمل 4 خصومات ثأرية مع عائلات بالمنطقة منذ عام 1989 اضافة الى الاستيلاء على أراض خاصة بالمواطنين بالقوة والاستيلاء على المساكن المجاورة لمساكنهم واستخدامها في ايواء معاونيهم من الخارجين على القانوني.

واشار المصدر الى ان افراد العائلة قاموا بأكثر من 18 حادثة لاختطاف سيارات وسرقة محتوياتها تحت تهديد السلاح كما قاموا بقطع الطريق الزراعي مستخدمين الاسلحة النارية.

وقد بلغت حوادث قطع الطريق الزراعي اسيوط ـ سوهاج واطلاق النار على السيارات المارة فيه ومنع المرور وخطف اعداد كبيرة من السيارات ومستقليها عدد 4 حوادث آخرها بتاريخ 9 اغسطس (آب) 2003، حيث قام افراد هذه العائلة بإطلاق الاعيرة النارية بكثافة وعشوائية على الطريق الزراعي اسيوط ـ سوهاج واجبار عدد أربع سيارات نقل كبيرة بمقطورة محملة بالبضائع المختلفة بالوقوف بعرض الطريق واحتجزوا سائقيها كما أجبروا 20 سيارة مختلفة الانواع بمستقليها حوالي سبعين فرداً بالدخول للجزيرة واحتجازهم بها مما أدى الى توقف حركة المرور بالطريق وذلك لاجبار اجهزة الامن على هدم سور بناه احد خصومهم خلف مسكنه في مواجهة منزل احدهم وقد اسفر ذلك عن اصابة 3 مواطنين بأعيرة نارية بأماكن متفرقة من اجسامهم اثناء وجودهم بسوق أبو تيج.

وذكر المصدر ان الحملة التي تقوم بها الاجهزة الامنية تستهدف توقيف 17 من افراد العائلة من الهاربين من تنفيذ احكام قضائية هم:

1 ـ حامد محمد حامد احمد علي حنفي وشهرته عزت، 40 عاما، متحصل دبلوم ويعمل بالزراعة ومقيم بجزيرة النخيلة، محكوم عليه هارب في 6 قضايا قتل عمد بالاشغال الشاقة المؤبدة وعدد قضية قطع طريق بالاشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما.

2 ـ حمدان محمد حامد احمد علي حنفي وشهرته حمدي، 36 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة، ومحكوم عليه وهارب في 8 قضايا قتل عمد وسرقة بالاكراه وقطع الطريق وبالاشغال الشاقة المؤبدة في 6 قضايا والاشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما في عدد قضية وخمس سنوات سجن في عدد قضية واحدة.

3 ـ حسن محمد حامد احمد علي حنفي، 38 عاما، فلاح ومقيم بالجزيرة ومحكوم عليه هارب في 6 قضايا قتل عمد وقطع طريق بالاشغال الشاقة المؤبدة وحكم بالاشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما.

4 ـ علي قاسم عبد العال أحمد علي حنفي، 45 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة، ومحكوم عليه وهارب في من حكمين بالاشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما.

5 ـ احمد جابر محمد حامد احمد علي حنفي، 28 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة . محكوم عيه هارب في 6 أحكام في قضايا قتل عمد بالاشغال الشاقة المؤبدة وحكم بالاشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما لقطع الطريق.

6 ـ صلاح جابر محمد حامد احمد علي حنفي، 26 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة. محكوم عليه هارب في حكمين احدهما في قضية قتل عمد بالاشغال الشاقة المؤبدة والآخر لقطع الطريق بالاشغال لمدة خمسة عشر عاما.

7 ـ احمد عبد الرازق حمدان احمد علي حنفي وشهرته احمد رمضان 25 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة. محكوم عليه هارب من حكمين قتل عمد بالاشغال الشاقة المؤبدة.

8 ـ هدية عبد المحسن حمدان وشهرته هدية رجب، 28 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة. محكوم عليه وهارب في حكمين احدهم في قضية قتل بالاشغال الشاقة المؤبدة والآخر بالاشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما لقطع الطريق.

9 ـ عنتر عبيد محمد حامد احمد علي حنفي، 26 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة ومحكوم عليه هارب في 3 أحكام، اثنان منهم بالاشغال الشاقة المؤبدة في قضايا قتل عمد وحكم بالاشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما لقطع الطريق.

10 ـ عبد العليم عبد العال احمد علي حنفي، 46 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة. محكوم عليه هارب من حكم بالاشغال الشاقة المؤبدة.

11 ـ ضاحي قاسم عبد العال احمد علي حنفي، 28 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة. محكوم عليه هارب في حكم بالاشغال الشاقة المؤبدة.

12 ـ ياسر حسني محمد حامد احمد علي حنفي، 18 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة. محكوم عليه هارب في حكمين احدهما في قضية قتل بالاشغال الشاقة المؤبدة والآخر بالاشغال لمدة خمسة عشر عاما لقطع الطريق .

13 ـ ياسين حسن محمد حامد احمد علي حنفي، 22 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة. محكوم عليه هارب في حكم بالاشغال لمدة خمسة عشر عاما لقطع الطريق.

14 ـ خلف شعبان حمدان احمد علي حنفي، 36 عاما، فلاح ومقيم بالجزيرة. محكوم عليه هارب في قضية قتل بالاشغال الشاقة المؤبدة.

15 ـ محمود عبد العال احمد علي حنفي، 40 عاما، فلاح ومقيم الجزيرة. محكوم عليه هارب في قضية قتل بالاشغال الشاقة المؤبدة.

16 ـ عبد الرازق حمدان احمد علي حتفي وشهرته رمضان حمدان، 62 عاما، فلاح ومقيم جزيرة النخيلة. محكوم عليه هارب في حكم بالاشغال الشاقة المؤبدة في قضية قتل عمد.

17 ـ محمود سيد عبد العال أحمد علي حتفي، 25 عاما، فلاح ومقيم بجزيرة النخيلة. محكوم عليه هارب من الاشغال الشاقة المؤبدة في قضية اتجار بالمخدرات.

ويعاون عائلة علي حنفي عدد من اقاربهم هم عائلات «الشحات ـ الجحش ـ حديوي» حيث يقوم بعضهم بحمل السلاح والاشتراك معهم في جرائم الخطف وقطع الطريق وزراعة المخدرات.