الاتحاد البرلماني العربي يدعو لإصلاح هيكليته ولتشكيل لجان لبناء مقر له في دمشق

رئيس المجلس الليبي لم يشارك في الاجتماع وبري يثير موضوع الإمام موسى الصدر

TT

اختتمت في دمشق أمس أعمال الدورة 45 العادية لمجلس الاتحاد البرلماني العربي بالتجديد للأمين العام الحالي للاتحاد نور الدين بوشكوج للدورة المقبلة والاتفاق على أن تكون دمشق مقراً دائماً للبرلمان العربي وتكليف رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري باعتباره الرئيس المقبل للاتحاد بتشكيل لجان الإشراف على بناء وتنفيذ مبنى البرلمان العربي في دمشق على أن تكون نسبة المساهمة المالية في هذا البناء بالتساوي على كل دولة حسب حصتها التي تسددها في الجامعة العربية.

وطالب عدد من رؤساء البرلمانات العربية بتفعيل دور الاتحاد البرلماني العربي وإصلاح هيكليته وتطوير مشاركة البرلمانيين العرب في تفعيل وحدة العمل العربي المشترك.

وأكد رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش حرص بلاده الدائم على المشاركة الفعالة في نشاطات الاتحاد لما تمثله هذه الهيئة المنتخبة من الجماهير العربية من أهمية وللأدوار والوظائف التي تضطلع بها من خلال تمثيلها لإرادة وأماني الإنسان العربي وتوقه للتحرر والخلاص من كافة أشكال التبعية لإملاءات الخارجية والعيش بكرامة واستقلال. ورأى أن هذا اللقاء يكتسب أهميته من كونه ينعقد في ظروف بالغة التعقيد تمر بها المنطقة وما تمارسه فيها إسرائيل من تصرفات همجية ومعاداة للسلام، لافتاً من جانب آخر إلى أن العراق ما يزال تحت الاحتلال الأميركي ومؤكداً أن الشعب العراقي بمختلف مرجعياته السياسية والدينية يطالب بإجراء انتخابات تكفل نقل السلطة إلى حكومة شرعية في حين تتلكأ قوات الاحتلال في الموافقة على إجراء هذه الانتخابات، وجدد الأبرش وقوف سورية إلى جانب الحق العربي ورغبتها في سلام شامل عادل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، محملاً إسرائيل مسؤولية الالتفاف على نتائج مفاوضات مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام وتعطيل تلك المفاوضات في حين قدمت سورية مبادرتها الهادفة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها. وحذر الأبرش من مغبة ما تتعرض له المنطقة من مبادرات الغرض منها التدخل في الشؤون السياسية والثقافية والتعليمية والحضارية تحت اسم مشروع الشرق الأوسط الكبير، مشيراً إلى أن صياغة هذا المشروع تمت بعيداً عن رأي أبناء المنطقة وإرادتهم مع تجاهل متعمد للصراع العربي الإسرائيلي، منوهاً بأن بعض الدول العربية شرعت في تنفيذ عمليات إصلاحية متعددة بعيداً عن أي حلول مفروضة عليها خارجياً تتناقض في جوهرها مع الاستقلال والديمقراطية.

وكان الرئيس الحالي للاتحاد أحمد إبراهيم الطاهر قد لفت إلى رسالة رئيس المجلس الليبي الذي لم يشارك في الاجتماع ، مؤكداً على التمسك بقرار نقل الرئاسة للرئيس نبيه بري حيث لقي ذلك تأييد جميع المشاركين في الاجتماع.

من جهته قال الرئيس بري: «إنني أشارك في مؤتمرات الاتحاد البرلماني العربي منذ 12 عاماً وكنت دائماً وما زلت حريصاً على التضامن العربي ولقد تصدينا دائماً لكثير من المشاكل العربية ولم نطلب يوماً من الأيام إثارة هذه القضية الخطيرة التي لها أثر على كل لبنان وتعادل اعتداء إسرائيل وهي قضية اختطاف الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ولا اعتقد أن لبنان وجه دعوة رسمية لرجل دين كبير وقائد المقاومة واختطفه وأخفاه منذ 25 عاماً، ولقد أرادوا هم طرح هذا الموضوع لذلك أتمنى على الرئاسة الكريمة اعتبار القرار الذي أخذه مجلس الاتحاد في بيروت غير موجود ولقد كنت وسأبقى دائماً مع كل ما يعزز التضامن العربي ويهمني أن أشارك في تعزيز الديمقراطية في منطقتنا ولمصلحة شعبنا العربي ولا يهمني أن أكون رئيساً فجميعنا خدام للشعوب نحن لسنا ضد الشعب الليبي ولكن ضد حاكمه ولنا موقف بالنسبة لهذه القضية ونريد حلاً لها ولكن لم نكن يوماً من الأيام في صدد زيادة المشاكل» (النص حرفي كما ورد على لسان الرئيس بري).

من جهته رد رئيس الاتحاد أحمد إبراهيم الطاهر بأن المجلس لم يتعود على التراجع عن قراراته وإننا لا نرى أن هذا المنهج عن طريق الخطابات والتهديدات الذي اعتمده أمين مؤتمر الشعب العام الليبي هو صحيح وإن قرار بيروت بانتخاب دولة الرئيس بري هو قرار ساري المفعول ولا رجعة فيه، فيما قال رئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي نحن في موقف واحد ولا يوجد من يعكر صفونا ولا يجوز لليبيا أن تدخل الاتحاد في خلافات شخصية في حين جدد رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تيسير قبعة موقفهما المؤكد على قرار انتخاب الرئيس بري رئيساً للاتحاد. هذا وستبدأ في قصر الأمويين للمؤتمرات اليوم فعاليات المؤتمر الحادي عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي سيفتتح برعاية من الرئيس بشار الأسد، بغياب ممثلي العراق وليبيا.