وكيلة وزارة الثقافة البحرينية تقدم استقالتها احتجاجا على المعوقات في عملها

TT

اكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الوكيلة المساعدة للتراث والثقافة في البحرين انها تقدمت بطلب الاذن للاستقالة من منصبها الى الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء في البحرين بسبب ما وصفته المعوقات التي وضعها المسؤولون في وزارة الاعلام في طريقها.

وحسب رأي المهتمين بالشأن الثقافي في البحرين فإن الشيخة مي خلال عملها القصير (سنة و8 شهور) استطاعت تحقيق الكثير خاصة فيما يتعلق بآثار البحرين وتراثها. واهم ذلك العمل على ادراج موقع قلعة البحرين ضمن قائمة التراث الانساني العالمي وكذلك تطوير متحف البحرين وتوصيفه مركزا ثقافيا الا انها اعتبرت ان تصرفات بعض المسؤولين في وزارة الاعلام خاصة فيما يتعلق بملف الآثار كانت غير مسؤولة مما اضطرها الى رفع استقالتها الى رئيس الوزراء وهي حاليا في انتظار رده بخصوص ذلك.

وقالت الشيخة مي «ان بامكاننا تقديم صورة افضل للتراث والثقافة واكبر خسارة تلحق بالبحرين هي اننا لا نستطيع تقديم صورة افضل وخاصة ان بلدان الخليج الاخرى قد خطت خطوات واضحة في هذا المجال، مع العلم ان لدينا في البحرين بالذات اهم موقع اثري في الخليج بأكمله هو قلعة البحرين التي تعد مرجعا لكل الحقب الزمنية التي شهدتها المنطقة.

ورأت ان الدور الرسمي في البلدان العربية لا بد ان يكمله الجانب الاهلي وان يتولى المسؤولون في الدولة دعم هذا النشاط ومساندته.

واستطردت قائلة: «الثقافة في النهاية عملية توجيهية حرة لا تقبل بالوصاية لأنها ناتجة عن نشاط ذهني وعقول مفكرة خارج النطاق الرسمي وبعيدا عن الخطاب الاعلامي».

وتابعت الشيخة مي ان الوضع السابق لم يسمح لها بتحقيق ما كانت تسعى اليه وان الكثير من المشروعات الثقافية كان من المؤمل تقديمها قد جمدت وهذه خسارة كبرى للبحرين وخاصة للقطاع الثقافي والتراث الوطني وكانت لديها خطة شاملة للمواقع الاثرية وكان معبد باربار الموقع التالي لقلعة البحرين وكان من المؤمل بناء متحف بالموقع ومركز معلومات بالتعاون مع اليونيسكو.

وردا على سؤال عن مصير احتفالية مرور خمسين سنة على اكتشاف اثار البحرين ودلمون في نهاية العام الحالي، قالت الشيخة مي انها اعدت كل مستلزمات تلك الاحتفالية من كتب ومعارض وصور بدعم من القطاع الخاص الا انه من المؤسف انها لا ترى الان ما هو مصير تلك الاحتفالية ومن المحزن ايضا ايقاف العمل على انشاء متحف القلعة الذي يعتبر اهم شروط منظمة اليونيسكو من اجل استيفاء الموقع على المتطلبات اللازمة لادراجه ضمن قائمة التراث الانساني العالمي.

واختتمت الشيخة تصريحا لـ«الشرق الأوسط» بالقول لا بد من النظر بجدية في موضوع فصل الثقافة والتراث الوطني عن وصاية الاعلام لاعطاء هذا القطاع شخصية مستقلة تتفاعل بحرية كاملة مع حركة المجتمع وتمد جسورا عالمية من خلال خطابها الثقافي لتضع البحرين بصورة مميزة في كل عواصم العالم لكي يتم الارتباط المطلوب بإبداعات العقل البشري في كل مكان.

والجدير بالذكر، ان الشيخة مي حصلت على جائزة القيادة الادارية من ضمن 10 سيدات متميزات في العالم العربي وسوف تقدم هذه الجائزة ضمن احتفالية خاصة بالمناسبة في جامعة الدول العربية بالقاهرة برعاية الامين العام للجامعة عمرو موسى ومشاركة الامير طلال بن عبد العزيز.