الاستخبارات الأميركية: ابن الشيبة كشف أن التحضيرات النهائية لهجمات سبتمبر جرت بإسبانيا ومحمد عطا حدد ساعة الصفر

TT

كشفت مسؤلون في اجهزة الاستخبارات الاميركية امس ان التحضيرات الاخيرة لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 على الولايات المتحدة تمت في اسبانيا. واوضحت المصادر ان رمزي بن الشيبة الذي اعتقل عام 2002 في باكستان ويعتبر بمثابة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة قال لاجهزة الاستخبارات الاميركية خلال استجوابه ان «آخر تفاصيل» الاعتداءات تقرر خلال اجتماع عقد من التاسع الى السابع عشر من يوليو (تموز) 2001 بتاراغوني في شمال شرقي اسبانيا، وان موعد الاعتداءات حدده عدد صغير من اعضاء «القاعدة» بينهم ابن الشيبة ومحمد عطا، وابلغوا به قادة «القاعدة» في افغانستان قبل ايام قليلة من الهجوم. ونقلت صحيفة «الباييس» الاسبانية عن مسؤولين ان شهادة ابن الشيبة نقلت لاحقا الى الاجهزة السرية الاسبانية، وبحسب شهادة ابن الشيبة فانه اثناء هذه «القمة الارهابية» التي شارك فيها ثلاثة اسلاميين آخرين، بحث المصري محمد عطا الذي يعتبر قائد فرق الكوماندوس الانتحارية، مع رمزي بن الشيبة «العناصر الرئيسية للاعتداءات لكي ينقلها هذا الاخير الى قيادة القاعدة في افغانستان».

وبعد هذا الاجتماع عقد آخر «في منتصف اغسطس (آب) 2001، نقل عطا عن طريق ابن الشيبة الموعد المحدد لتنفيذ الاعتداءات الى قادة القاعدة. وقبل وقوع الاعتداءات الانتحارية بأربعة ايام، عاد ابن الشيبة الى اسبانيا مجددا «وحصل على جواز سفر مزور وفر الى كابل» بأفغانستان. وقد زوده بجواز السفر، الجزائري خالد مدني، 33عاما، الذي اودع السجن الخميس الماضي في اسبانيا بتهمة التعاون مع تنظيم القاعدة.

وكان مدني قد اعتقل في شرق اسبانيا في الوقت نفسه مع جزائري آخر هو موسى الاعور الذي سجن هو الآخر للاسباب نفسها. وبحسب هذه المعلومات، فان قيادة «القاعدة» لم تعرف بالموعد المحدد للاعتداءات الا في نهاية اغسطس (آب) او مطلع سبتمبر (ايلول)، اي قبل ايام فقط من حصولها.

الى ذلك، صادق الرئيس الاميركي جورج بوش على خطة لتكثيف الجهود الرامية الى اعتقال أو قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وذكر مسؤولون عسكريون كبار في الادارة ان القرار جاء اثر توافر معلومات استخباراتية افضل، وتحسن الطقس.

وقال مسؤولون كبار في واشنطن وأفغانستان اجريت مقابلات معهم في الأيام الأخيرة ان خطة الاعتقال تشمل اللجوء الى قوات وأساليب جديدة لتنفيذ المهمة. وتحتل «مكانة المركز» في هذه العملية قوة المهمات 121، وهي فريق كوماندوس سري من قوات العمليات الخاصة وضباط وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). وكان الفريق قد استخدم في القاء القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وكشفت المصادر ان الفريق ينقل تدريجيا قواته الى أفغانستان ليبدأ البحث عن ابن لادن والملا محمد عمر، زعيم طالبان السابق.

ويقول مسؤولون أميركيون انه بعد زيارة قام بها مدير الـ«سي آي ايه» جورج تينيت الى باكستان أوائل الشهر الماضي يبدو أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف أكثر جدية بكثير في الالتزام بملاحقة مقاتلي القاعدة وطالبان على امتداد منطقة الحدود شبه المستقلة عن سيادة الدولة.

وقال مسؤول كبير يشرف على العملية الجديدة، مشيرا الى هجمات ديسمبر (كانون الأول) الماضي على الجنرال مشرف «ان محاولتي الاغتيال القريبتين زمنيا من بعضهما استهدفتا حياته»، وغيرتا طريقة تفكيره في خطر «القاعدة» على الاراضي الباكستانية. ويقول مسؤولون انه بموجب الخطة الجديدة فان القوة التي تضم 11 ألف شخص في أفغانستان ستغير أساليبها. فبدلا من شن غارات والعودة الى القواعد، ستبقى مجموعات صغيرة، في الوقت الحالي، في القرى الأفغانية لعدة أيام في كل مرة، حيث يقدمون أشكالا متنوعة من المساعدة ويقيمون نقاط حراسة، وباقامتهم وقتاً اطول، يأمل المسؤولون الاميركيون، في أن يكونوا قادرين على تلقي المعلومات والتصرف في ضوء ذلك خلال ساعات. وكان مثل هذا الأسلوب قد ساعدهم على القاء القبض على صدام حسين. وقال مسؤول كبير: «نحاول الاستفادة من بعض دروس اعتقال صدام. هذه أرض مختلفة، ومن المفترض أن تكون أهدافنا متحركة. ولكن أحد الدروس التي تعلمناها في العراق يتمثل في أنه بالمقارنة يوجد عدد محدود من الأماكن التي يشعر فيها شخص مثل صدام حسين أو ابن لادن بأنها مناسبة».

ويؤكد المسؤولون ان التوقيت يرتبط بالطقس. فعندما يذوب جليد الشتاء يمكن للقوات أن تتنقل في الممرات والطرق الجبلية العالية حيث يعتقد أن كثيرين من أفراد «القاعدة» وطالبان يختفون. وعندما حل ذلك الوقت العام الماضي كان كثير من أفراد القوات والعاملين في الاستخبارات الأميركية الموجوين، الآن، في أفغانستان يقومون بمهمات في العراق.

ولكن حملة الانتخابات الرئاسية ذات تأثير أيضا. وعلى الرغم من أن البيت الأبيض ينفي أن بوش يسمح للانتخابات بالتأثير على موضوع اعتقال بن لادن، فان بعض مساعديه تحدثوا، سرا، حول المزايا الجلية للتوجه نحو الأشهر الأخيرة من الحملة الانتخابية بينما يكون صدام حسين وابن لادن معتقلين.