كوريا الجنوبية تسعى لعقد جلسة متابعة لمناقشة أزمة الشمال النووية الشهر الحالي

TT

اعلنت كوريا الجنوبية امس انها ستسعى لعقد أول اجتماع لمجموعة متابعة تناقش الازمة الكورية الشمالية النووية في مارس (آذار) الحالي. ونقلت وكالة «يونهاب» للانباء في سيول عن مسؤول حكومي بارز قوله ان البلاد ستبدأ الاعداد لمتابعة الاتفاق الذي تم التوصل اليه بتشكيل مجموعات عمل والذي يعد أبرز نتيجة لجولة المحادثات السداسية التي اختتمت في بكين اول من أمس من دون احراز تقدم. كما اتفقت الدول الست المشاركة في المحادثات ـ وهي الكوريتان الشمالية والجنوبية والصين واليابان والولايات المتحدة وروسيا على اجراء جولة جديدة من المحادثات.

لكن كوريا الشمالية ـ في أول رد فعل للمحادثات التي استمرت أربعة ايام ـ قالت ان الولايات المتحدة «تجاهلت مقترحاتها وتحاول عزل الشطر الكوري الشمالي مما يجعل من الصعب توقع ان تساعد اي محادثات أخرى على التوصل لحل للقضية».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في كوريا الشمالية في بيان نشرته وكالة الانباء المركزية الكورية: «يبدو ان الولايات المتحدة تعتقد ان كوريا الشمالية ستنهار من تلقاء نفسها اذا أضاعت الوقت مما يشكل ضغوطا على البلاد» التي تمر بمصاعب اقتصادية جمة. ومضى يقول: «هذا أسلوب من لا يعلم اي شيء عن كوريا الشمالية». وبعد أربعة ايام من المحادثات التي استضافتها الصين أشارت بكين الى «شعور قوي بعدم الثقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية».

وقال المسؤول الكوري الجنوبي ليونهاب ان محادثات مجموعة العمل ستبدأ بمنتصف مارس على أسرع تقدير ولن تتأخر عن نهاية الشهر. وأضاف ان اجتماعين او ثلاثة على مستوى منخفض ستعقد على الارجح قبل بدء الجولة الثالثة من المحادثات السداسية.

وفي واشنطن قال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان ثمة خلافات اساسية باقية. الا أنه اعرب عن ترحيب الولايات المتحدة بنتائج المناقشات «الجادة للغاية»، مشيرا إلى أن الاتفاق على اجراء محادثات بشكل منتظم «يمثل تقدما في حد ذاته».

وكان مسؤول اميركي بارز قد قال اول من أمس ان المحادثات «كانت ناجحة للغاية في تحريك الاجندة باتجاه هدفنا من اجل تفكيك كامل ودقيق ولا يمكن التراجع عنه للبرامج النووية لكوريا الشمالية. تجاوز الامر توقعات». ومن جهته قال الكسندر لوسيوكوف، رئيس وفد المفاوضين الروس، ان المحادثات «أحرزت نتائج متوسطة». الا انه قال ان مجموعات العمل «تمثل قاعدة معقولة لاستمرار المناقشات بشأن هذه المشاكل الناشبة عن اختلاف المواقف».

وقال وزير الخارجية الصيني ان الجولة الثانية من المفاوضات «تخللها حوار مهم واحرزت خطوة كبيرة للامام. الطريق طويل وصعب..الا ان الوقت معنا. انه في مصلحة السلام».

لكن لم يتحقق في ما يبدو الكثير على صعيد تضييق الخلافات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. فقد اتفقا في النهاية على بيان موجز من جولة التفاوض بدلا من اعلان مشترك.

وقال بيتر هايس مدير معهد ناتيلوس في بيركلي ان الاميركيين «لم ينجحوا الا انهم لم يفشلوا. يستطيعون دائما القول ان العملية مستمرة». وادى رفض كوريا الشمالية على مدى 11 ساعة لصياغة اتفاق مقترح الى اطالة المحادثات لساعات كما منعت الاطراف من توقيع اعلان مشترك.

وقال كيم جي جوان رئيس وفد كوريا الشمالية للصحافيين بعد المحادثات: «نعتقد ان اصرار الجانب الاميركي على اثارة مسألة اليورانيوم عالي التخصيب مرتبط الى حد بعيد بموقف ادارة الرئيس جورج بوش الاميركية التي اسست تأكيداتها على معلومات زائفة». ويذكر ان صلب النزاع وسبب محادثات الاطراف الستة هو اتهام اميركي تنفيه بيونغ يانغ بأن لدى الشطر الكوري الشمالي برنامجا لتخصيب اليورانيوم من اجل صنع قنابل. ورفضت واشنطن نفي بيونغ يانغ، لكن دبلوماسيا يابانيا قال ان الولايات المتحدة «لم تبرز اي ادلة على ان الشمال لديه مثل هذا البرنامج».

وقال مسؤول اميركي ان الهدف الاميركي لتفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية تماما «كان موضع قبول جميع المشاركين باستثناء كوريا الشمالية التي تقول انها ستفكك برامجها النووية ولكن المشكلة بالطبع تكمن في التفاصيل». وردا على سؤال بشأن عرض الشمال التخلي عن برنامج التسلح النووي العسكري وليس البرنامج السلمي قال المسؤول: «المشكلة هي انني لا اعلم شيئا عن اي برامج سلمية في كوريا الشمالية». وعبر ميتوجي يابوناكا، كبير مفاوضي اليابان عن دعمه للهدف الاميركي بالتخلص من البرامج النووية في كوريا الشمالية التي قال انها «تهديد خطير لبلادنا».

وفي بكين قالت صحيفة «بيبولز ديلي» امس ان انعدام الثقة بين بيونغ يانغ وواشنطن «حال دون احراز أي تقدم في المحادثات السداسية مما يجعل اجراء مزيد من الاتصالات أمرا مهما للتوصل لحل». ومضت الصحيفة تقول: «انعدام الثقة كان السبب الاساسي وراء الخلافات الكبيرة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. لا يمكن للجانبين اقامة ثقة متبادلة واثارة امال التوصل لحل سلمي في ما يتعلق بالازمة النووية الا من خلال اجراء مزيد من الاتصالات المباشرة».

وكررت الصحيفة اليومية ما ذكره رئيس المحادثات وانغ يي، نائب وزير الخارجية الصيني، في بيان له بضرورة اجراء مزيد من المحادثات المتعلقة باقتراح كوريا الشمالية تجميد برامجها النووية ومطلب الولايات المتحدة بتفكيك كل مشاريع الاسلحة النووية. وكررت كوريا الشمالية في بكين نفيها لامتلاك برنامج سري لتخصيب اليورانيوم.

من جهة اخرى قال مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الشمالية ان تقرير وزارة الخارجية الاميركية لعام 2004 المتعلق بحقوق الانسان والذي ينتقد بشدة بيونغ يانغ «يهدف الى الاضرار بصورتنا بإضافة قضية حقوق الانسان للقضية النووية لعزلنا واعاقتنا دوليا».