مطالبة شارون بالاستقالة على خلفية قصة فساد أخرى تتعلق بالأسير تننباوم

TT

ارتفعت الاصوات المطالبة باستقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، وبتسليم مفاتيح الحكومة مرة اخرى امس، بعد انكشاف فضيحة فساد اخرى في حياته، اذ تبين ان علاقات عائلية وشراكة تجارية تربطه بالاسير المفرج عنه الحنان تننباوم. ويعتقد ان هذه العلاقة هي السبب الذي جعل شارون يحارب بكل قوته من اجل انجاز صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله، التي بفضلها افرج عن تننباوم.

وتساءل جميع السياسيين والاعلاميين، امس، من قوى المعارضة والائتلاف الحكومي، عن سبب سكوت شارون عن هذه العلاقة. واكد رجال القانون ان اخفاء العلاقة، حتى لو كان غير مقصود، يعتبر مخالفة للقانون. وكان على شارون ان يخبر حكومته على الاقل بهذه العلاقة.

وحاول شارون ان يتجاهل هذا الاتهام، امس، لكنه لم يصمد امام الهجمة الاعلامية عليه طيلة ساعات الصباح. فخرج الى الصحافيين ظهرا، وهو يرتعد غضبا وشكوى وتذمرا. فنفى تماما ان يكون على علم بالعلاقة التجارية او العائلية مع تننباوم. واتهم ان النشر بهذا الشأن بمثابة «جنون متوحش ضدي». لكن هذا لم يخفف من الهجوم عليه. بل اكد الغالبية انهم لا يصدقون ان شارون لا يعرف شيئا عن العلاقات بين مصلحته التجارية (مزرعة لتربية الابقار والاغنام» وبين عائلة تننباوم.

وكانت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية قد كشفت هذه العلاقة، فقالت ان شارون شخصيا كان قد تعلم مهنة الزراعة من شيمعون كوهن، حما (والد زوجة) الحنان تننباوم الشرعية. ثم اقام واياه شركة لتسويق منتوجات مزرعة شارون سجلت باسم زوجة شارون وولديه وشيمعون كوهن وابنته استر (وهي زوجة تننباوم).

وحسب عدة شهادات، فان تننباوم كان قد تباهى عدة مرات في الماضي بانه يعرفه شخصيا من زمان. واولاد تننباوم وحتى احفاده يعرفون العلاقات القائمة بين الرجلين.

والانتقاد لشارون انه اخفى هذه العلاقات. وقد حاول الناطق بلسانه الدفاع عنه، امس، فقال انه اخفاها حتى لا تصل الى حزب الله «فلو عرف حزب الله بأن هناك علاقة كهذه، لكان زاد من ثمن الصفقة وقام بتعذيب تننباوم».

فسئل: «لماذا لم يكشف عن هذه العلاقة للوزراء او حتى لقادة المخابرات؟ فلم يجب.

ومع ان السياسيين في الطرف اليميني للخارطة السياسية في اسرائيل اعتبروا شارون مخطئا جدا في الصفقة بالاصل، ومخطئا ايضا بعدم الكشف عن علاقاته مع تننباوم، الا انهم رفضوا الاتهام بأن هذه العلاقة هي التي تسببت في تنفيذ الصفقة. بيد ان اليسار المعارض راح يطالب شارون بالاستقالة: «.. شبعنا كذبا وفسادا»، هتفوا في وجهه.

لكن احدا لا يتوقع ان يستقيل شارون، رغم ان رجال القانون يؤكدون انهم لا يصدقون بانه لا يعرف بأمر العلاقات بينه وبين تننباوم وعائلته.

يذكر ان التحقيق الجاري مع تننباوم نفسه، يزداد تعقيدا، خصوصا بعد اخضاعه لامتحان جهاز كشف الكذب دام 8 ساعات متواصلة.

فقد دل الجهاز في غالبية الحالات ان تبنناوم لا يكذب. ولكنه اعطى اشارات تقول انه ما زال يخفي اشياء عن المحققين. ولهذا فقد اختلفوا في ما بينهم. بعض المحققين يعتبرونه صادقا ويؤيدون توقيع صفقة معه تقود الى اطلاق سراحه واغلاق ملفه، وبعضهم يعتبرونه كاذبا، يستحق المحاكمة. وراح احد المحققين ابعد من ذلك، فقال ان لديه شعورا بأن حزب الله اقام دورة تدريب في التجسس للاسير تبننام قبل اطلاق سراحه، دربه خلالها على مواجهة هذا النوع من التحقيق بما في ذلك جهاز كشف الكذب.

وقال آخر انه لمس آثار هذا التدريب من اللحظة الاولى التي نزل فيها تبنناوم سلم الطائرة في مطار اللد: فقد تعرف على رجال الامن الذين وقفوا على ارض المطار قرب الطائرة، بمن في ذلك ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية ونائب رئيس المخابرات العامة «الشاباك». وعندما سئل تننباوم عن ذلك خلال التحقيق قال انه عرف ذلك الضابط من خلال الخدمة العسكرية. وانه عرف نائب رئيس الشاباك من خلال لقاءين شارك فيهما بالصدفة.

ولكن الصحافة الاسرائيلية من طرفها قامت بتحقيقات خاصة بها عن تننباوم. فاكتشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» انه كان متعدد الزوجات (مع ان القانون يمنع ذلك بحزم). وانه قام بتزييف بطاقة هوية زوجته، فنزع صورتها عنها ووضع صورة احدى عشيقاته، لكي يدبر لها قرض اسكان بشروط مريحة. وكشفت «هآرتس» ان الشرطة عثرت في بيت تننباوم على وثائق عسكرية سرية، يجب ان لا تكون في حوزته. ولهذا فانها تخشى ان يكون قد حمل معه الى الخارج وثائق اخرى او صورا عن هذه الوثائق وسلمها الى حزب الله او الى ايران او سورية.