وافق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود على حصول محام سعودي على وسام ملكي بريطاني رفيع المستوى. ويتعلق الامر بالمحامي السعودي صلاح بن ابراهيم الحجيلان الذي تسلم في الآونة الاخيرة خطابا شخصيا من ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية أحاطته فيه بترشيحه ومنحه «رتبة قائد فخري من الدرجة الممتازة في الامبراطورية البريطانية». ويعتبر المحامي الحجيلان أول شخصية عربية تحصل على هذا التكريم.
وقال صلاح الحجيلان لـ«الشرق الأوسط» انه فخور بموافقة الملك فهد على حصوله على هذا الوسام، «وما كان يتسنى لي مثل هذا التقدير كمحام، لولا ما حظيت به من دعم إيجابي من الأجهزة القانونية والقضائية في السعودية». وستجري مراسم تقليده الوسام في مناسبتين واحدة في العاصمة السعودية الرياض والثانية في العاصمة البريطانية لندن.
وكان خلو «قائمة الشرف» التي صدرت عن القصر الملكي البريطاني العام الماضي من اسم الحجيلان محل تساؤل خصوصا عقب ورود تقارير صحافية بريطانية أكدت ترشيحه لوسام من رتبة عالية، وهو ما فسر بأنه «انتظار موافقة الملك فهد على الترشيح» حسب نظام قبول الأوسمة.
بدورها، قالت السفارة البريطانية لدى الرياض ان «الملكة (اليزابيت) منحت سعادة الشيخ صلاح ابراهيم الحجيلان وسام الامبراطورية البريطانية برتبة قائد فخري من الدرجة الممتازة ـ القسم المدني». ووفق بيان السفارة الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه فإنه «يحق لحاملي الوسام من رتبة قائد فخري من الدرجة الممتازة ان يكتبوا الاحرف الاولى التي تشير الى حيازتهم اياه امام اسمائهم. لذا يحق للشيخ الحجيلان ان يضع الاحرف (سي. بي. أي) امام اسمه» ابتداء من 29 فبراير (شباط) الماضي.
والحجيلان هو اول سعودي جرى اختياره منتصف العام الماضي لعضوية الهيئة الاستشارية العليا لمنظمة الحقوقية الاميركية «هيومن رايتس ووتش». وكان رئيسا لـ«نظام التحكيم العربي الاوروبي بهدف الترويج للتحكيم في المنطقة العربية في الثمانينات». وللحجيلان 4 ابناء جميعهم انخرطوا في دراسة القانون وهم حاليا يمارسون المهنة، حيث قال صلاح الحجيلان «انني معتز جدا بمهنتي، واستشرافا لمستقبلها في المملكة وجهت ابنائي بمن فيهم ابنتي لدراستها والتخصص فيها». وهو اشهر محام سعودي في الترافع عن قضايا الرعايا الاجانب في بلاده، قناعة منه بأن شريعة بلاده، التي يحرص ولاة الامر على تطبيقها، تكفل حق الدفاع شرعا لكل مواطن ومقيم على حد سواء، وفق ما جاء في بيان مكتبه.
وكان قصر بكنغهام الملكي البريطاني قد اعلن في آواخر العام الماضي منح اللبنانية ماريا شماس الناشطة في الاعمال الخيرية، والمصري الدكتور هاني البنا رئيس جمعية الاغاثة الاسلامية لقبي شرف بريطانيين. فقد حصلت ماريا شماس على لقب «عضو في الامبراطورية» في حين نال البنا لقبا ارفع هو «ضابط في الامبراطورية». اما الحجيلان فقد منح رتبة «آمر في الامبراطورية». وكان كل من البنا وماريا شماس قد عبرا لـ«الشرق الأوسط» عن اعتزازهما بانضمامها الى «قائمة الشرف» البريطانية. واعتبر البنا، في حينها، ان اللقب الذي حصل عليه «وسام على صدر العمل الاغاثي العربي الاسلامي». اما ماريا فقالت ان اللقب يبرز «الجانب الآخر» للعرب الذين اشتهروا في الآونة الأخيرة «لأسباب خاطئة».