ناسا: المريخ كان حافلا بمياه كافية لظهور الحياة عليه

TT

واشنطن ـ الوكالات: قالت ادارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ان أجزاء من المريخ كانت في يوم من الايام «مشبعة بالماء» لدرجة أنه كان من السهل أن توجد حياة على سطح الكوكب الاحمر.

وكان المستكشف الالي «اوبورتيونيتي» قد رصد أدلة واضحة على أن الماء كان في وقت ما يتدفق أو يكون بركا على سطح المريخ وهو الهدف الاساسي من الرحلة.

وقال المدير المساعد لناسا اد وايلر«هبط اوبورتيونيتي على منطقة من المريخ كانت المياه بها تشبع السطح. والاهم من ذلك ان المنطقة كانت بيئة يمكن العيش فيها». واضافت «ناسا» ان الاكتشاف لا يعني انه تم العثور على دليل على وجود حياة على سطح الكوكب الاحمر ولكن ذلك يوحي بان الحياة ربما تطورت على سطح المريخ مثلما حدث على الارض.

وبهذا الاكتشاف يمكن لـ«ناسا» ان تمضي قدما في خططها بارسال رواد فضاء الى المريخ فالعثور على دليل قوي على وجود الماء كان شرطا اساسيا لارسال بعثات اكثر طموحا. وتمت مشاهدة أدلة على وجود ماء متجمد في العديد من الاماكن على سطح المريخ، وتوضح صور ملتقطة من سفن فضاء تدور في فلك المريخ تركيبات ربما تشكلت جراء تدفق او اندفاع الماء ولكن المستكشف «اوبورتيونيتي» قدم الدليل الاقوى على وجود الماء باكتشاف شيء يشبه اسلوب تدفق الماء وتجمعه مباشرة تحت سطح الكرة الارضية.

وهناك جدل بين علماء بشأن سبب تكون تلك الطبقات هل هي الرياح ام الحمم البركانية ام الماء وبشأن تكون أشكال تسمى «ثمار العنبية» التي تتكون بالماء. ويشعر العلماء بحيرة ازاء اكتشاف معدن لامع يدعى الهيماتيت يتكون في الماء على الكرة الارضية.

وقال العلماء ان اكتشاف الهيماتيت و«العنبيات» والمحتوى الملحي الثقيل في المنطقة كلها أشياء تدعم النتيجة التي توصلوا اليها وهي وجود الماء المالح.

وقال ستيف سكويرس من جامعة كورنيل في ايثاكا بنيويورك والذي يقود فريق البحث «توصلنا الى ان الصخور كانت في يوم من الايام مشبعة بالماء السائل الذي غير تركيبها الاساسي والمواد الكيميائية المكونة لها. ولكن لا يمكن ان نقول على وجه اليقين ان هذه الصخور كانت في بحيرة او بركة او بحر».

وأضاف سكويرس انه سيمكن كشف المزيد من اسرار المريخ لدى ارسال بعثة لاحضار بعض من صخور الكوكب الاحمر. وقال «أفضل وسيلة لمعرفة عمر الصخور هي احضار بعض منها». وقال ان الماء ربما كان جاء من خلال طبقات الرماد البركاني.

وقال بنتون كلارك كبير علماء استكشاف الفضاء في مؤسسة لوكهيد مارتين لانظمة الفضاء ان المنطقة المالحة تشبه قاع بحر جاف ويمكن مقارنتها بالبحر الميت بين اسرائيل والاردن.

من جهتها ذكرت «ناسا» إن المنطقة التي هبط بها المسبار «أوبرتيونيتي» على سطح الكوكب الأحمر «المريخ» كانت ذات يوم مشبعة بالمياه. وكان المسبار «أوبرتيونيتي» قد هبط في منطقة قرب مركز المريخ تعرف باسم «مريدياني بلانيوم». وتقول «ناسا» إنه من الواضح إن الصخور في تلك المنطقة كانت في الماضي الجيولوجي مشبعة بالمياه. وقال العالم ستيف سكيوريز «إن تلك الصخور تشكلت في المياه السائلة ثم انفصلت عنها». وكان المسبار الاوروبي مارس إكسبرس قد أرسل صورا ملونة للمريخ، أثارت إعجاب الجميع. كما كشف عن أدلة على وجود مياه على سطحه. وقال العلماء المكلفون بمهمة هذا المسبار الأوروبي الذي يدور حول المريخ إنه اكتشف وجود جليد في القطب الجنوبي للكوكب الأحمر وهو ما يؤكد وجود الماء. وقال العلماء إن الكاميرا الخاصة المثبتة على المسبار المداري تمكنت من تصوير قشرة واسعة في القطب الجنوبي للكوكب باستخدام الأشعة تحت الحمراء أكدت وجود ذرات مياه. وقال ديفيد ساوثوود رئيس قسم العلوم بوكالة الفضاء الأوروبية «هذا ليس مسبارا عاديا. نتوقع المزيد من النتائج خلال العامين المقبلين».