جدل بين آلاف السعوديين الدارسين في الخارج والتعليم العالي والكثير من الخريجين يواجهون مشكلة الاعتراف بشهاداتهم

وزير التعليم العالي السعودي: منعنا مشاريع مضحكة مبكية لكليات وجامعات داخلية كانت ستحدث كارثة

TT

جدل واسع تشهده الاوساط التعليمية السعودية على مستوى التعليم العالي يشترك فيه طلاب الدراسات العليا ووزارة التعليم العالي وجامعات خارجية، وذلك في ظل الصعوبات التي تواجه السعوديين والسعوديات الراغبين في اكمال دراساتهم العليا في الجامعات الداخلية وعدم قبول توجههم لمواصلة دراساتهم العليا في جامعات خارجية.

وبالمقابل فان ذلك امر يثير قلق وزارة التعليم العالي، نظرا لوجود جامعات حسب رؤية الوزارة، لا ترتقي الى المستوى التعليمي المطلوب، وتحديد شروط مشددة للراغبين في مواصلة دراساتهم خارجيا، لذلك يواجه الالاف من السعوديين والسعوديات الدارسين خارج المملكة مشكلة ما بعد الدراسة عند حضورهم لاعتماد اوراقهم لدى وزارة التعليم العالي من تلك الجامعات غير المعتمدة، وذلك بعد تحديد عدد من الجامعات في دول معينة يسمح بالدراسة فيها وشهاداتها معتمدة وتتم المصادقة عليها.

وبالمقابل فان كثيرا من الطلاب يضربون بتلك التعلميات عرض الحائط ليتجهوا لمواصلة دراساتهم حيث يشاءون، مستندين في الغالب الى ان (الواسطة) ستلعب دورها لاعتماد تلك الشهادات، ولكنهم لم يفلحوا في اعتماد شهاداتهم بعد سنوات من الدراسة في الخارج.

ويقول سمير كريدية رئيس منتدى الجامعات اللبنانية بالخليج «ان عدد الطلاب والطالبات السعوديين في الجامعات اللبنانية تضاعف خلال العامين الماضيين ومنذ احداث 11 سبتمبر (ايلول)، لجميع المستويات الدراسية» وفي ظل اتهام البعض بارتفاع تكاليف عدد من الجامعات الاهلية الخاصة خارج المملكة، وخاصة لبنان قال كريدية «ان تكلفة الدراسة في الجامعات اللبنانية الخاصة تتراوح ما بين 3 الاف و16 الف دولار، واغلب الطلاب السعوديين والطالبات يختارون تخصص ادارة الاعمال، وهذا مبلغ متوسط مقارنة بتكاليف الدراسة في أي من الدول الاوروبية او الاميركية».

وتظل مشكلة اعتماد هذه الشهادات هي المشكلة الاكبر في ظل حصول الكثير من السعوديين على شهادات لدراسات عليا من ماجستير ودكتوراه من جامعات لا تعترف بها وزارة التعليم العالي.

وحول ذلك قال الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي السعودي، خلال زيارة قام بها لكلية ادارة الاعمال في جدة «هناك جامعات كثيرة مسجلة لدى وزارة التعليم العالي والافضل لاي سعودي يرغب في مواصلة دراسته او الدراسة في أي جامعة خارج المملكة ان يقوم بالاتصال بالوزارة لمعرفة اعتمادها من عدمه وتلك وسيلة بسيطة لا تكلف أي جهد، وبذلك يضمن ان جهده لن يذهب سدى».

واضاف كريديه «هناك اكثر من 6 جامعات لبنانية معتمدة لدى وزارة التعليم العالي السعودي وتشهد اقبالا كبيرا من السعوديين للدراسة فيها وشهادتها معتمدة ايضا في كل الدول الاخرى وتقدم افضل اسلوب تعليمي، بل ويحظى فيها الخليجيون عموما والسعوديون بشكل خاص بعناية خاصة».

وفي المقابل يتهم كثير من السعوديين وزارة التعليم العالي بان اشتراطاتها كثيرة لا داعي لها، وذلك من حيث الجامعات التي يصرح بالدراسة فيها ومحدوديتها وتعقيد شروط الالتحاق بالداخل بدءا بالمعدلات وانتهاء بالمقابلات.

وحسبما قال محمد السعدي احد طلاب الماجستير السعوديين بجامعة مصرية «اشتراطات الوزارة مزعجة ومبالغ فيها للدراسة في الداخل، من المعدل والاختبارات والتزكيات وخلافه، واعتقد انها لا تطبقها على الكثير من الطلاب الذين يلتحقون بالجامعة».

ولم ينكر وزير التعليم العالي السعودي ذلك، بل قال «البعض يرى ان لدينا شروطا مشددة، ونحن نعتقد ذلك ولكن نحن نشدد دائما لاننا نواجه مشاكل ربما لو وقف عليها أي من هؤلاء لعذرنا، لذلك نحرص على استيفائها من أي طالب ومن أي جامعة، خاصة ان هناك الكثير من الجامعات لا تقدم تعليما جيدا ولديها الكثير من الطلاب السعوديين الذين يتعلمون فيها».

ويدافع سمير كريدية بقوله «لدينا في لبنان جامعات عريقة، منها الجامعة الاميركية التي يزيد عمرها على 137 عاما والعديد من الجامعات الاخرى، مثل اليسوعية والحكمة واللبنانية والعربية التي يزيد عمرها عن 70 عاما، وكل هذه الجامعات لها ارتباط علمي عالمي يراقب جودتها وبرامجها واداء التعليم فيها وقد خرجت الكثير من الطلاب الذين تفوقوا وبرزوا في الحقول العلمية والادبية والهندسية والتجارية والسياسية في كل انحاء العالم».

واضاف محمد السعدي طالب الماجستير قائلا «مصير كثير من طلاب الدراسات العليا بالذات مخيف جدا في ظل عدم اعتماد وزارة التعليم لهم، خاصة ان قدراتهم العلمية جيدة واكثرهم اذا لم يكن كلهم على اتم استعداد لان يخضعوا لاي اختبار علمي تجريه وزارة التعليم لهم بعد انهاء دراساتهم مقابل اعتماد هذة الشهادات».

ويؤيد طالب الماجستير مصطفى محمد اجراء اختبار للخريجين ويقول «هذه طريقة عادلة يجب ان تجريها وزارة التعليم العالي لكل خريج من أي جامعة، سواء معتمدة او غير معتمدة فبعد حضوره لاعتماد شهادته يتم اختباره من خلال لجنة تشكلها الوزارة وبموجبها يحدد مصيره».

وفي الوقت نفسه يرى بعض من الطلاب السعوديين ان وزارة التعليم السعودية تعمد لتعقيد اجراءات الدراسة واشتراطاتها في الجامعات الحكومية خاصة في الفترة الاخيرة لتجبرهم على التوجة الى الجامعات الاهلية في داخل المملكة وذلك لتفعيل دور تلك الجامعات او الكليات، وبالتالي تقوم بتعقيد اجراءات الدراسة سواء في الجامعات الحكومية السعودية او بعض الجامعات الخارجية وهذا بالفعل على حد قولهم، دفع بالكثير الى الالتحاق ببعض الكليات الاهلية الداخلية. ولكن بعض الطلاب انتقد تلك الجهات وقال: ان كثيرا منها يهدف الى المال فقط شأنه شأن الجامعات الاخرى في الخارج مضيفا « ان اجراءات القبول من مقابلة ودرجات وخلافه من فرز واختيار تشهد اجراءات مبالغ فيها». وزير التعليم العالي السعودي قال «اوقفنا الكثير من الجامعات او الكليات التي كان اصحابها يرغبون بانشائها، ونحن في الوزارة شاهدنا اشياء مضحكة ومبكية لدى البعض في التعليم الاهلي العالي وانه مجال للربح بغض النظر عن المستوى التعليمي او مستقبل الشباب، لذلك كنا وما زلنا متشددين في منح أي تصريح لكلية او جامعة حتى نلمس مدى الجدية، خاصة ان هذا التشديد ابعد عن المجتمع مشاريع كانت ستتحول الى كارثة لو انها اقيمت».

واضاف «موضوع الابتعاث الداخلي محل الدراسة ويجري حاليا التركيز عليه وسيتم اعلان ذلك عند الانتهاء من هذه الدراسات».

واضاف الطالب مصطفى محمد قائلا «رغم ان الشهادات التي يحصل عليها أي طالب دراسات عليا في الخارج لا تعتمد، الا انها تفيده، لا سيما الذين يعملون في القطاع الخاص فانهم لا يتأثرون كثيرا بعدم اعتراف وزارة التعليم العالي بشهاداتهم، وبالتالي فانه لا يشكل لهم تلك الاهمية بقدر ما يشكلها لاولئك المنتسبين للقطاع الحكومي الذين يحرصون على ان تضاف لدى جهاتهم لانها تسهم في رفع مرتباتهم».