جون كيري حسم سباق الديمقراطيين الطويل لاختيار منافس الجمهوري بوش في انتخابات الرئاسة

TT

حسمت معركة اختيار مرشح الحزب الديمقراطي الأميركي لمنازلة الرئيس جورج بوش في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) بفوز سناتور ماساشوسيتش، جون كيري بتسع من عشر ولايات في انتخابات «الثلاثاء الكبير» اول من امس. وتوج كيري بهذا الفوز صحوة سياسية مفاجئة، بعد ان كان ينظر الى حملته الانتخابية قبل شهرين فقط على انها فاشلة بعد ان بدأ الديمقراطيون في تقييم المرشحين وفرصهم في الفوز على بوش.

وقال كيري في حديث متلفز اذيع على الهواء مباشرة مساء الثلاثاء على جميع المحطات الاخبارية الاميركية موجها كلامه للشعب الاميركي: «استعدوا فان يوما جديدا سيبزغ قريبا. الليلة اصبحت الرسالة واضحة في كل انحاء البلاد ولا يمكن ان تصبح اكثر وضوحا، وهي ان التغيير قادم لاميركا. نستطيع من خلال حزب ديمقراطي واحد ومتحد الفوز في هذه الانتخابات. وسنفعل». وتلقى كيري مكالمة هاتفية من بوش يهنئه فيها على الفوز، وقال كيري انه رد على بوش بقوله انه يتطلع الى ملاقاته في مناظرة متلفزة قبل الانتخابات. وقد فاز كيري على منافسه الرئيسي سناتور نورث كارولاينا، جون ادواردز، الذي كان متوقعا اعلانه انسحابه امس. ويقول المراقبون ان ادواردز ربما يطمح الى اختياره نائبا للرئيس وخوض باقي الحملة الانتخابية الى جانب كيري. وقد وصف ادواردز في خطاب امام مؤيديه مساء الثلاثاء كيري بأنه «صديق». وقال ان حملته قوية وانه «كان مدافعا رائعا عن القضايا التي نؤمن بها كلنا».

وسارع كيري الى تحويل انتباهه الى انتخابات الرئاسة القادمة التي تجري في الثاني من نوفمبر قائلا، انه مقاتل وسيتحدى الرئيس الاميركي الجمهوري في عدد من القضايا. وواصل كيري تصدره السباق الديمقراطي في واحدة من اهم جولات الانتخابات الاولية وفاز في تسع ولايات من بين عشر منها جورجيا ومينيسوتا واوهايو التي كان ادواردز يعلق عليها آماله لاستمرار حملته. لكنه لم يفز في اي من الولايات العشر، اذ فاز هوارد دين بالولاية العاشرة وهي فيرمونت.

وبالاضافة الى جورجيا ومينيسوتا واوهايو، فاز كيري في كاليفورنيا وكونيتيكت وماريلاند ونيويورك ورود ايلاند وماساشوسيتس مسقط رأسه ليحقق النصر بذلك في 27 سباقا من بين 30 سباقا خاضها في الانتخابات الاولية. وتحدد في انتخابات الامس موقف 1151 مندوبا في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الذي يعقد في يوليو (تموز)، اي اكثر من نصف الاصوات المطلوبة للفوز بترشيح الحزب وهي 2162 صوتا.

ولم يحصل كيري، الذي نال وساما في حرب فيتنام، بهذا الفوز على اصوات المندوبين المطلوبة لاقتناص ترشيح الحزب الديمقراطي، لكنه جعل من المستحيل من الناحية الحسابية البحتة ان يلحقه ادواردز منافسه الرئيسي الاخير.

وكان ادواردز يأمل في ابطاء تقدم كيري وفوزه بترشيح الحزب الديمقراطي لكنه خسر الانتخابات في جورجيا بفارق ضئيل. والغى بعد هزيمته رحلة مقررة الى تكساس في اطار حملته الانتخابية ليعود الى داره في نورث كارولاينا، حيث كان من المتوقع ان يعلن طبقا لمساعديه، خروجه من السباق في خطاب في مدرسة رالي الثانوية التي يدرس فيها اثنان من ابنائه.

وقال ادواردز لانصاره في اتلانتا: «كنا كقاطرة صغيرة. وانا فخور بما حققناه معا»، زاعما ان حملته «اعادت قضايا مثل الفقر والحقوق المدنية والتمييز العرقي الى صدارة البرنامج الحزبي للديمقراطيين».

اما هوارد دين، الذي انسحب من السباق الديمقراطي قبل اسبوعين لهزيمته في كل الولايات التي خاض فيها الانتخابات التمهيدية، فقد كان مرشحا في ولاية فيرمونت مسقط رأسه وفاز فيها وأفسد على كيري فرصة تحقيق فوز كامل في الولايات العشر. وتصدر دين يوما السباق الديمقراطي في بداياته وخاض انتخابات ولاية فيرمونت الذي ظل حاكما لها 11 عاما. وقال دين في بيان له: «حين كنت اخوض السباق قلت مرارا ان اميركا سيكون حالها افضل اذا اصبحت مثل فيرمونت وما زلت اؤمن بذلك».

وحين كان كيري يسابق ادواردز ظلت عيناه شاخصتين صوب سباقه المنتظر مع الرئيس الجمهوري على مقعد الرئاسة في البيت الابيض وركز هجماته على السياسة الاقتصادية والخارجية لبوش. ويبدأ كيري وبوش الآن حملة انتخابية مدتها ثمانية اشهر تنذر بأن تكون صعبة. وينقل بوش، الذي تراجع عن كيري في استطلاعات الرأي، حملته الانتخابية اعتبارا من اليوم الى شاشات التلفزيون في 17 ولاية في اطار حملة تكلف اكثر من 100 مليون دولار.

كما امتدح كيري اسهامات ادواردز، الذي ركز في برنامجه الانتخابي على توفير مزيد من فرص العمل للعمال الاميركيين. وقال كيري عنه: «كان صوتا مؤثرا في حزبنا. صوت مفوه للدفاع عن قضية العمال يعد بزعامة عظيمة في السنوات اللاحقة».