جون كيري.. سيرة شخصية

TT

ولد جون كيري في 11 ديسمبر (كانون الأول) 1943، في مدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو رغم ان عائلته من ماساشوسيتس. أبوه الماني ـ تشيكي يهودي الأصل (اسمه الاصلي فريتز كون) اعتنق الكاثوليكية قبل ان يهاجر الى أميركا، ووالدته من أسرة فوربز المعروفة.

وكيري متزوج منذ عام 1995، للمرة الثانية، من تيريزا سيمويش ـ فيريرا هاينز، أرملة زميله السناتور الجمهوري الثري الراحل جون هاينز، وأب لبنتين من زواجه الأول. وهو من أكثر اعضاء مجلس الشيوخ ثراء بعد زواجه الثاني، تقدر ثروة زوجته بنحو 500 مليون دولار. تخرج كيري في جامعة ييل الشهيرة، وقاتل في فيتنام بين 1966 و1969 في سلاح البحرية، وحصل على عدد من أوسمة الشجاعة. لكنه بعد الحرب انصرف الى السياسة فنشط كمدافع عن مصالح الجنود وتظلماتهم ضد استمرار تلك الحرب. كما درس الحقوق وتخرج مجازاً بالحقوق عام 1976 من كلية بوسطن (جامعة كاثوليكية يسوعية راقية).

وعام 1982 انتخب معاونا لحاكم ماساشوسيتس، وبعد سنتين، عام 1984، دخل مجلس الشيوخ محتلاً احد مقعدي الولاية بجانب حليفه السناتور ادوارد كينيدي. وجدد انتخابه للمقعد اعوام 1990 و1996 و2002، وهو الآن يخدم فترته الرابعة في مجلس الشيوخ.

وكيري، الذي يعد حليفاً وصديقاً لعائلة كينيدي في ولاية ماساشوسيتس، عضو في عدد من اللجان في المجلس، بينها لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الاستخبارات ولجنة التجارة والعلوم والنقل ولجنة المصارف والاسكان والشؤون الحضرية. وهو يتمتع بخبرة سياسية وقانونية كبيرة اكتسبها عبر السنوات العشرين من دخوله المجلس.

وهو محسوب سياسياً على التيار الليبرالي اليساري في الحزب الديمقراطي، وكانت خسارته متوقعة أمام منافسه الجنوبي جون ادواردز. كذلك خسارته في ولاية اوكلاهوما التي تعد جزءاً من «حزام الانجيل» اليميني في الجنوب. وكان يعتقد ان كونه من ماساشوسيتس، احدى أرقى الولايات واكثرها ليبرالية، سيفقده ولايات عديدة مع انتقال المعركة الى ساحات ولايات الجنوب، وبخاصة ان منافسه الأقوى جون ادواردز من الجنوب.

لكن كيري تباهى مطلع الاسبوع الحالي بخلفياته التي ليست لدى منافسه ادواردز وهو محام ثري، اذ قال: «لدي خبرة يفتقر اليها جون»، في اشارة الى ماضيه كمحارب سابق حصل على عدة اوسمة خلال حرب فيتنام. ومع أنه فاز بالنجمتين الفضية والبرونزية وبثلاث من ميداليات «القلب الأرجواني» أثناء خدمته في فيتنام، فقد اكتسب سمعة المشاكس كمتحدث باسم المحاربين السابقين في فيتنام ضد الحرب في عام 1971. وهو يستخدم الان تاريخه العسكري كأحد الاسباب المقنعة للجماهير الاميركية على قدرته على حماية اميركا بشكل اقوى من الرئيس اليميني المتشدد جورج دبليو بوش.

وقد صوت كيري لصالح قرار منح الرئيس سلطة استخدام القوة العسكرية ضد العراق لكنه صوت ضد حصول إدارة جورج بوش على ميزانية قدرها 87 مليار دولار لتمويل جهود إعادة الإعمار. ووعد بالذهاب إلى الأمم المتحدة للحصول على قرار يعطي الأمم المتحدة سلطة إعادة بناء العراق ويضع ممثلا من الأمم المتحدة على رأس القوات الانتقالية بالعراق. ونادى بوضع خطة لإجراء إصلاحات أمنية وديمقراطية كاملة ونقل السلطة والمسؤولية السياسية للشعب العراقي. كما انه صوت ضد تمويل أبحاث الدفاع بالصواريخ.

وكيري أحد الراعيين لمشروع القانون S.989 لعام 2001 الذي يطالب بإنهاء التصنيف العرقي وينادي بإنشاء سبل لعلاج ضحاياه. وتقول الجماعات المسلمة والعربية الاميركية ان هذه المواقف مهمة لأنهم، منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ، ظلوا يعانون من المراقبة المتزايدة والشك العام وحملات التفتيش العشوائية ومصادرة ممتلكاتهم الخاصة لأسباب تتعلق بخلفيتهم الدينية والعرقية وبدون دليل كاف يربطهم بأية جرائم تم ارتكابها.

وتتبلور الان اهتمامات الناخبين العرب والمسلمين بالانتخابات الرئاسية، وتوجد مؤشرات الى تراجع الاهتمام بالقضايا الخارجية لصالح القضايا الداخلية، فمنذ 11 سبتمبر أصبحت أهم القضايا تلك المتعلقة بالحريات المدنية وحماية حقوق المواطنين الأميركيين العرب وحقوق المهاجرين في مجالات مثل السياسات والبرامج المتعلقة بالتأشيرات. ويذكر ان كثيرين من الأميركيين العرب يعيشون في ولايات تمثل ساحات معارك انتخابية مهمة مثل ميتشيغان وايلينوي وبنسلفانيا وأوهايو وفلوريدا. وهناك مشاركة أكبر محسوسة في شتى المجالات من قبل العرب الاميركيين، ففي معظم المساجد الرئيسية والمراكز الاجتماعية العربية تشن حملات الان لتسجيل الناخبين على أساس منتظم. ثمة وعي متزايد بين الأميركيين العرب بأنهم لا يستطيعون تجنب العملية السياسية إذا كانوا يريدون الدفاع عن حقوقهم، وأن عليهم أن يشاركوا في تلك العملية.