قال محمد بن عيسى، وزير خارجية المغرب، إن إصلاح الجامعة العربية وتقويمها ليس امرا هينا، ولا هو عمل يسير. مشيرا الى ان بلوغ هذه الغاية بقدر ما يتطلب توفر الارادة القوية والعزم الاكيد، بقدر ما يقتضي سعة الخيال، والعمل من خلال منظور المصلحة المشتركة.
وشدد بن عيسى في خطاب القاه امس بالقاهرة، في مستهل اشغال مجلس الجامعة العربية في دورته الـ121، التي يترأسها المغرب، على ان الاجتماعات في اطار مجلس الجامعة وجداول اعمالها، يجب ان تكون محل عناية خاصة من حيث الاسلوب والمنهج والمضامين، وذلك سعيا لتجاوز المؤاخذات المتكررة حول تعاقب الاجتماعات في الزمان والمكان وتراكم القرارات من دون ان تجد طريقها الى التنفيذ.
واضاف بن عيسى قائلا: «ولعل ما تقدمت به بعض الدول الشقيقة من مقترحات، وما قد تطرحه دول عربية اخرى من افكار واراء في هذا الخصوص يشكل مرتكزا للتوصل الى مقاربة تؤهل الجامعة العربية لتكون اطارا عمليا فعالا لتحقيق تطلعات وطموحات شعوبنا». وزاد قائلا: «ومما لا شك فيه ان التزامنا الجماعي يعتبر ركيزة اساسية لربح رهانات المستقبل ورفع تحديات العولمة». وتحدث بن عيسى عن اجتماعات وزراء الخارجية العرب خلال اليومين الماضيين للنظر في اصلاح المنظومة العربية، وقال إن الجميع متفقون على انها كانت مناسبة لمكاشفة الذات وتعميق الحوار العربي ـ العربي البناء، واعتماد الالتزام بكل ما يتم الاتفاق عليه، مشيرا الى ان تلك الاجتماعات طبعتها الشفافية والوضوح والثقة في النفس «وهذا ما يجعلنا نأمل بل نعتقد ان قمة تونس المقبلة ستكون بإرادة قادتنا وحكمتهم منعطفا تاريخيا في مسيرة العمل العربي المشترك».
واشار وزير الخارجية المغربي الى «ان طموحنا في مستقبل مشترك واعد يتطلب منا تحقيق تضامن عربي فعلي وتعميق المؤازرة لنستطيع مسايرة التطورات التي تعرفها العلاقات الدولية، ولنحمي امتنا وقيمها وثقافتها من كل ما يمكن ان يؤثر فيها تأثيرا سلبيا لا يتماشى مع خصوصيات مجتمعنا». وقال بن عيسى «إن الاجابة على التساؤلات الملحة التي يطرحها الرأي العام العربي يتطلب منا الجرأة والشجاعة لاتخاذ القرار الصحيح الملزم، الذي من شأنه ان يشكل اولى الخطوات على طريق تحقيق تطلعات شعوبنا»، باعتبار ان الشعوب العربية قاطبة تطمح الى مستقبل افضل والى تجاوز السلبيات والاحباطات التي تتولد لديها بسبب ما تعاني منه من جراء تراكمات عديدة.