الإخوان المسلمون في مصر يطرحون مبادرة للإصلاح ويهاجمون الحكومة ويرفضون الحوار مع الولايات المتحدة

TT

فيما بدا أنه استعراض جديد للقوة عقد امس المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين «المحظورة» محمد مهدي عاكف مؤتمرا صحافيا في مقر نقابة الصحافيين المصريين حضره اغلب قيادات الجماعة وسط حضور مكثف من وسائل الاعلام والصحافة.

وقد اعتبر مراقبون ان مؤتمر امس يعد تحولا سياسيا كبيرا على خطة تحرك الجماعة، خاصة ان المرشد العام للجماعة طرح برنامجا سياسيا متكاملا اعتبره البعض مقدمة لتأسيس حزب سياسي، رغم ما نفاه المرشد العام محمد مهدي عاكف ـ بعد شهر ونصف الشهر من تنصيبه مرشدا للجماعة ـ خلال المؤتمر الصحافي، عندما اكد ان ما تطرحه الجماعة لا يزيد عن كونه مبادرة للاصلاح السياسي في مصر. ورفض عاكف تفسير البعض اختيار الاخوان هذا التوقيت الحالي لطرح مبادرتهم بالانتهازية قائلا: «لقد قصدنا بهذه المبادرة وجه الله ولا علاقة لنا بأميركا وبأطروحات اخرى تطرحها جهات مختلفة»، مؤكدا ان مسألة فرص اصلاح من الخارج هو أمر مرفوض لان هذا المطلب أمر داخلي على الجميع أن يسعى اليه.

ونفى المرشد العام للاخوان المسلمين ان يكون الاخوان قد اجروا حوارا مع الولايات المتحدة سواء قبل توليه مسؤولية الارشاد في الجماعة أو بعد توليه، وقال «لست على استعداد ولن أقبل الحوار مع اميركا». وقال «اذا كان الاخوان يطرحون مبادرة رفضا لمبادرات تأتي من الخارج الا أنهم لم يضعوا فروقا جوهرية للاختلاف». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول هذه الفروق لم يذكر المرشد العام فروقا محددة واكتفى بالقول «نحن نعرف ما هي الديمقراطية ولدينا اساتذة يمكنهم ان يضعوا ملامح جيدة للاصلاح». وقال «لقد طالبنا بأن يتم الاصلاح من الداخل ولا يفرض علينا من الخارج قبل ان يطرح الرئيس مبارك مبادرته والتي ترفض هي الاخرى ان تفرض علينا الديمقراطية من الخارج». واضاف «من يطرحون الديمقراطية علينا من الخارج ليسوا صادقين وخير دليل على ذلك ما يجري في العراق وفي فلسطين».

وشن عاكف الذي كان محاطا بعدد كبير من اعضاء مكتب ارشاد الجماعة هجوما عنيفا على الحكومة المصرية لعدم تقديمها حلولا جذرية للكثير من المشاكل الداخلية، وقال ان «الوضع اصبح يرثى له ونحن كفصيل وطني من فصائل الامة نمد ايدينا لكل المخلصين لنقدم العلاج في كافة ميادين الحياة لان العبء ثقيل والواجبات كثيرة والحكومة عليها عبء ثقيل ولكن لم نر منها حتى الآن ما يطمئن القلب في ادائها».

وفجر المرشد العام للاخوان عدة مفاجئات مهمة حال طرحه لمبادرة الاصلاح عندما اكد على ان الجماعة لا ترفض تغيير اسمها من جماعة الاخوان الى مسمى آخر في حال السماح لها بتأسيس حزب، وقال ان «الاسم غير مهم لان الاخوان هم هيئة اسلامية جامعة ويحملون افكارهم ومبادئهم الاسلامية تحت أي مسمى». ولم يبد عاكف اعتراضه على تأسيس حزب قبطي أو تصعيد الاقباط الى اعلى المناصب القيادية في مصر حال سؤاله عن ذلك وقال «نحن نطالب بالديمقراطية وان يكون الشعب مصدر السلطات واذا ما اختارهم الشعب ـ الاقباط ـ اهلا بهم»، في وقت اقترح فيه نائبه محمد السيد حبيب تشكيل لجنة حيادية مستقلة تكون تبعيتها للمحكمة الدستورية العليا ويكون لها الحق في الموافقة أو رفض تكوين احزاب سواء كانت شيوعية أو قبطية أو اسلامية مؤكدا ان للاقباط كافة حقوق المواطنة ولا يجب التعامل معهم ككتلة سياسية حتى لا يكون ذلك تكريسا للعنصرية.

وطالب مرشد الاخوان بأن يجري اختيار رئيس الجمهورية ونائبه بالانتخاب المباشر الحر ولمدة دورتين فقط، في وقت نفى فيه عاكف ان تكون مبادرة الاخوان هي برنامج سياسي للحزب تعتزم الجماعة تأسيسه. وقال ان هذا ليس برنامجا حزبيا ولكن مبادرة وبرنامج الحزب شيء آخر وعندما نشرع في تأسيسه سوف نعلن ذلك على الجميع.

وفي مجال الاصلاح السياسي اعلنت المبادرة عن 18 مطلبا في هذا الاطار اهمها الاقرار بأن الشعب هو مصدر جميع السلطات دون هيمنة من أي فرد أو حزب أو جماعة، واحترام مبدأ تداول السلطة والتأكيد على حرية الاعتقاد، وحرية الرأي والجهرية، وحرية تشكيل الاحزاب السياسية دون تدخل من جهات ادارية، وحرية الاجتماعات الجماهيرية، والتظاهر السلمي، واجراء انتخابات حرة، وابعاد الجيش عن السياسة ليتفرغ للدفاع عن أمن الدولة الخارجي، وان تكون الشرطة وجميع اجهزة الدولة الامنية وظائف مدنية كما هو نص الدستور وتحديد مهامها، وكذلك تحديد سلطات رئيس الجمهورية وعدم ترأسه لاي حزب سياسي والغاء القوانين سيئة السمعة، والافراج عن المعتقلين السياسيين، وابقاء القوانين التي شلت حركة العمل في النقابات المهنية والعمالية.