زوجة أصولي مصري: شريط صوتي لضباط المخابرات الكندية وراء استمرار اعتقال جاب الله

TT

وزعت عائلة القيادي الاصولي المصري محمود سيد جاب الله المحتجز في السجن الكندي، بيانا على اجهزة الاعلام الغربية امس نددت فيه بانتهاكات المخابرات الكندية التي ادت الى احتجازه في سجن تورنتو منذ اكثر من ثلاثة اعوام بموجب الادلة السرية. وقال البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه عبر الفاكس امس ان جاب الله يعول ستة اطفال تتراوح اعمارهم ما بين خمسة اعوام و17 عاما. واشار البيان الى ان ضباط المخابرات الكندية اعتقلوا جاب الله عام 1999 لمدة ثمانية أشهر قبل الافراج عنه بكفالة ثم اعتقاله مجددا, بناء على معلومات قادمة من خارج الحدود بزعم انه على علاقة بقيادات تنظيم «الجهاد» المصري، الذي يترأسه الدكتور ايمن الظواهري الحليف الاول لاسامة بن لادن الذي تلاحقه واشنطن بتهمة تفجيرات الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وقالت حسنة المشتولي (ام احمد) زوجة الاصولي المصري في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» ان الافراج المؤقت عن زوجها عام 1999، كان بسبب تقديم العائلة للمحكمة شريطا صوتيا سجل اثناء لقاء زوجها مع ضباط من المخابرات الكندية، وهم يطلبون منه العمل لصالح الاستخبارات الكندية بتقديم معلومات عن الاصوليين المتواجدين في كندا. واوضحت ان ضباط المخابرات الكندية التقوا زوجها ثلاث مرات قبل ان يتم اعتقاله. واشارت الى ان التعنت في اعتقال زوجها بموجب الادلة السرية يعتبر نوعا من الانتقام من زوجها، لافشائه اسرار ضباط المخابرات امام محكمة كندية. واوضح البيان الصادر عن عائلة جاب الله ان الاعتقالات طالت ايضا بعد ذلك بعض قيادات الجالية الاسلامية في تورنتو». وقال البيان ان اعادة اعتقال جاب الله جاء بعد «ضغوط من السفارة المصرية» في كندا. وقالت ان زوجها مر بمعاناة شديدة بسبب محنة الحبس الانفرادي في السجن الكندي. واشارت الى انها منذ مغادرتها مصر مع زوجها عام 1991، عملا كمدرسين للغة العربية في السعودية، قبل ان ينتقلا الى باكستان حيث عمل زوجها في مدرسة للايتام تابعة لهيئة الاغاثة، مؤكدة ان احدا من عائلتها لم يدخل افغانستان. واضافت انهم مروا فقط بأذربيجان، قبل الوصول الى كندا عام 1996. ويتهم الادعاء الكندي جاب الله خلال المحكمة بأنه عنصر فاعل في جماعة الجهاد المصرية التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري، وان له علاقات باعضاء التنظيم في داخل مصر وخارجها، خصوصا الاصوليين المصريين المقيمين في بريطانيا.

ويشير الادعاء الكندي الى علاقة بين جاب الله وعادل عبد الباري المحتجز في سجن بيل مارش على ذمة ترحيله الى الولايات المتحدة في قضية السفارتين. واكدت ام احمد ان زوجها غير مطلوب على ذمة اي قضية من قضايا «العنف الاصولي» وانه اكد لهيئة المحكمة الكندية ان «تقارير ضباط الاستخبارات الكندية، كانت محض خيال، وبعيدة عن ارض الواقع».

وكانت السلطات الكندية اعتقلت جاب الله نهاية مارس (اذار) 1999، واقتيد الى سجن المدينة القريب من مطار تورنتو، حيث خضع لتحقيقات مكثفة لمدة 11 شهرا، حول علاقته بـاعضاء جماعة الجهاد. يذكر ان جاب الله حوكم في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981 وحصل على البراءة، وتعرض لبعض الملاحقات الامنية الى ان غادر مصر عام 1991، الى السعودية، ومنها الى باكستان حيث قضى هناك نحو 4 سنوات، قبل ان يتوجه الى اذربيجان، ومنها الى كندا عام 1996. وادعى الادعاء الكندي ان هناك ادلة جديدة تتعلق بالطلب المقدم لترحيله الى بلده الاصلي مصر، وزعم الادعاء الكندي ان جاب الله على علاقة بتنظيم «القاعدة» الذي يترأسه بن لادن. وقال الادعاء الكندي ان جاب الله استند في طلبه للجوء السياسي في كندا عام 1996، على اعتقاله سبع مرات بمصر، بتهمة التورط في قضايا العنف الديني.