من المعلوم ان الهاتف الجوال هو من أكثر الادوات التي تكشف عن مكان صاحبها أثناء استخدامها، والسبب أنه يعمل وفقا لمبدأ الدوائر الجوالة الجغرافية الصغيرة التي تتنقل المكالمات بينها حسب موقع المتكلمين في اللحظة التي تجري المكالمة بينهما. ولهذا السبب يدعى الهاتف الجوال بالهاتف الجوال وهي التسمية العلمية الصحيحة.
والمعلوم أن كل دائرة جوالة مجهزة بصوار لنقل الاشارات والمكالمات من هواتف الاشخاص الذين يكونون داخلها، أي داخل تلك الدائرة وقت إجراء المكالمة، أو ضمن مدى إشارتها، الى الدائرة الاخرى التي يقع الطرف المتلقي للمكالمة في نطاقها. وقد صمم المهندسون هذه الشبكة من الخلايا للتغلب على مشكلة المدى القصير للجهاز الجوال الذي لا يزيد عادة على خمسة كيلومترات في أفضل الحالات. ويقوم الكومبيوتر طبعا بإدارة العملية كلها وتسهيل الاتصال عن طريق تحديد مكان جهاز الشخص المطلوب محادثته والدائرة الجوالة الموجود فيها في ذلك الوقت.
من هنا يمكن لأجهزة الرصد الإلكترونية والكومبيوترية تحديد مكان أي هاتف جوال والدائرة الجوالة الموجود ضمنها وقت إجراء المكالمة، وهذا ما تفعله دوائر الاستخبارات لدى تعقب المشتبه فيهم وتحديد أماكنهم.
وكانت دوائر الاستخبارات البريطانية قد اكتشفت قبل شهور أن بالإمكان استخدام الصواري والأبراج اللاسلكية المركبة في أماكن عالية في الدوائر الجوالة المختلفة كأجهزة رادار لتحديد أماكن بعض المركبات، أو الشاحنات المشتبه في امرها سواء كانت مفخخة من قبل جماعات إرهابية، أو تنقل بعض المشبوهين.
ورغم أن هذه التقنية لم يجر تطويرها بعد لكن السلطات البريطانية مهتمة في قدراتها الكبيرة جدا وهي بصدد الاتصال مع شركات تعمل في قطاع الإلكترونيات والاتصالات بغية تحويلها الى امر واقع، لا سيما في ضوء الخوف المستمر من وقوع عمليات إرهابية وسط المدن الكبيرة مثل لندن ونيويورك وباريس التي شرعت منذ فترة في إجراء تمارين حول مكافحة مثل هذه العمليات.