جون كيري يبحث عن نائب له وجون إدواردز ينسحب من سباق الديمقراطيين وبوش يهاجم منافسه الرئاسي

TT

بدأ سناتور ماساشوستس الديمقراطي، جون كيري الذي سيواجه الرئيس الجمهوري جورج بوش في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، مشوار البحث عن نائب له في حين انسحب سناتور نورث كارولاينا، جون ادواردز، رسميا امس من السباق الى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وفي غضون ذلك باشر الرئيس بوش حملة دعائية واسعة النطاق عبر التلفزيون للهجوم بالاسم على جون كيري مركزا على «عدم ثباته على موقف واحد». وبدأ بث هذه الدعايات الانتخابية اعتبارا من امس في حوالي 15 ولاية تعتبر الاكثر اهمية بالنسبة للانتخابات.

وقد بدأ كيري سعيه لايجاد نائب له، فعين رجل الاعمال جيم جونسون لمساعدته على اختيار «الديمقراطي الذي سيسانده في معركته للوصول الى البيت الابيض وتغيير وجه اميركا» على ما افاد بيان صادر عن حملته الانتخابية. وفي الاسابيع المقبلة سيشكل جونسون فريقا مكلفا درس مختلف الترشيحات. وتكثر الكهنات في المعسكر الديمقراطي وقد اخذت منحى جديا مع انسحاب ادواردز من السباق.

ويعتبر عدد كبير من الديمقراطيين ان ثنائيا مؤلفا من كيري وادواردز سيكون مثاليا لاطاحة بوش. وخيار كيري لنائبه تمليه ضرورة احلال توازن جغرافي فضلا عن العامل الايديولوجي.

ويرى خبراء سياسيون ان الجاذبية والطاقة الكبيرة التي يتمتع بها ادواردز وجذوره الجنوبية واصوله العمالية تكمل صفات كيري الذي ينتمي الى عائلة بورجوازية من شمال شرق الولايات المتحدة.

لكن هناك اسماء اخرى مطروحة مثل المرشح السابق ديك غبهاردت الذي انسحب من الحملة الانتخابية اثر فشله في ايوا في يناير (كانون الثاني) او حاكم نيومكسيكو بيل ريتشاردسون وزير الطاقة في عهد بيل كلينتون وسفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة سابقا.

واعلن جون ادواردز، 50 عاما، امام انصاره في راليه، كارولاينا الشمالية: ««قررت اليوم تعليق حملتي للانتخابات الرئاسية الاميركية»، داعيا الى دعم جون كيري «الذي يملك كل المقومات ليصبح رئيس الولايات المتحدة». وأضاف: «من جهتي انوي بذل كل ما في وسعي ليصبح كيري الرئيس المقبل للولايات المتحدة واطلب منكم ان تدعموا هذه القضية من اجل بلادنا ومن اجل اميركا التي نحلم بها».

ومدح خصمه السابق واصفا اياه بأنه «صديق» موضحا انه «شخص يتمتع بقوة كبيرة وبشجاعة كبيرة. انه شخص ناضل وسيناضل في سبيل القضايا التي نؤمن بها: وظائف اكثر وضمان صحي افضل وهواء انقى وماء اكثر عذوبة وعالم اكثر امانا».

وفي المعسكر الجمهوري حمل الرئيس بوش على خصمه كيري متهما اياها بأنه «كثيرا ما يغير رأيه». وقال بوش خلال لقاء انتخابي في لوس انجليس: «في الواقع ان السناتور جون كيري امضى وقتا كافيا في واشنطن وهو يقول الشيء وعكسه حول كل مسألة عمليا». وهاجم بوش ايضا الاستراتيجية التي يعتمدها خصمه لمكافحة الارهاب. وقال: «البعض يعتبر ان الحرب على الارهاب ليست حربا. خصمي يقول ان الحرب على الارهاب هي عملية لجمع معلومات استخباراتية اكثر منها عملية عسكرية. انا لا اوافق على هذا الرأي».

وبدأ المشرفون على حملة بوش الانتخابية امس حملة دعائية عبر التلفزيون موضحين ان هذه الفقرات الدعائية لا ترد مباشرة على هجمات الديمقراطيين في الاسابيع الاخيرة، بل تقدم الرئيس بوش على انه قائد متفائل وحازم.

وقال مدير الحملة الانتخابية كن مهلمان: «الرئيس بوش يعكس صورة قائد قوي الشكيمة كما يحب الشعب الاميركي. بوش جعل البلاد اكثر امنا هنا وفي الخارج وسياسته التي تدعم النمو تسمح بايجاد فرص عمل جديدة وبضمان الانتعاش الاقتصادي». وسارع معسكر كيري الى الرد على ذلك، فقالت الناطقة باسم حملته، ستيفاني كاتر«جورج بوش يتحدث عن زعامة قوية. للاسف لا يمكن توفير ذلك من دون مصداقية وبوش فقد كل مصداقيته لدى الشعب الاميركي». وتظهر استطلاعات الرأي الاخيرة ان جون كيري سيفوز على بوش اذا اجريت الانتخابات الان.

وانتقد بوش ايضا سلفه الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون وقال ان ادارته «لم ترد بشكل مناسب على الاعتداء الاول الذي تعرض له مركز التجارة العالمية في نيويورك عام 1993. هذا المركز دمر في 11 سبتمبر (ايلول) بهجمات اوقعت اكثر من 2500 قتيل».

واضاف: «بلادنا تبنت هذه المقاربة بعد الهجوم على مركز التجارة العالمية عام 1993. وقد سويت المسألة امام المحاكم والبعض اعتقد انها قد سويت. لكن الارهابيين كانوا ما زالوا يتدربون ويتآمرون على بلادنا ويضعون خططا اكثر طموحا. بعد الفوضى والمجزرة في 11 سبتمبر لا يكفي فقط ان ندين اعداءنا». وكان بوش قد تعرض لحملة من الديمقراطيين الذين اتهموه بشن الحرب على العراق من دون سند شرعي العام الماضي وانه حول هكذا موارد اجهزة الاستخبارات والجيش في مجال مكافحة الارهاب.

وقال بوش ايضا: «انا مستعد لهذه الحملة. انا مستعد كي اشرح بوضوح الشمس البديل المعروض على الاميركيين». وقد شارك الرئيس الأميركي في اجتماع انتخابي مخصص لجمع اموال لتمويل حملة اعادة انتخابه. ويذكر انه جمع اكثر من 130 مليون دولار في حين ان خصمه كيري جمع حوالي40 مليون دولار.