نيجيريا تتراجع عن إعلانها أن باكستان عرضت عليها تكنولوجيا نووية عسكرية

TT

تراجعت ابوجا امس عن مزاعم كانت قد اوردتها في وقت سابق وزارة دفاعها وجاء فيها ان جنرالا باكستانيا كبيرا عرض ـ نيابة عن اسلام اباد ـ مساعدة نيجيريا على امتلاك القوة النووية، قائلة ان الأمر برمته «كان خطأ مطبعيا يتعين اهماله ببساطة».

وقال بيلو نواتشوكو، المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية: «الاشارة الى القوة النووية في البيان الذي صدر في وقت سابق كانت خطأ مطبعيا»، مؤكدا بذلك النفي الباكستاني لتلك المعلومات. وأضاف: «لم تجر اي مناقشات بتاتا حول القوة النووية سواء تطويرها او امتلاكها. يجب عدم اخذ ذلك الجزء المتعلق بالقوة النووية من البيان في الاعتبار».

وكانت الأنباء عن العرض الباكستاني النووي لنيجيريا قد ورد في بيان صدر عقب اجتماع تم اول من امس بين رئيس هيئة الاركان الباكستاني الزائر الجنرال محمد عزيز خان ووزير الدفاع النيجيري ربيع موسى كوانكواسو في ابوجا. وبعد ذلك اعلنت وزارة الدفاع النيجيرية ان «مسؤولا عسكريا باكستانيا كبيرا عرض تقديم مساعدات نووية للقوات المسلحة النيجيرية». غير ان باكستان نفت الادعاء بشدة ووصفته بأنه «قصة مختلقة ولا أساس لها من الصحة».

وجاء في البيان الرسمي ان رئيس هيئة الاركان الباكستانية الجنرال محمد عزيز خان قال خلال زيارة رسمية ان باكستان «تدرس كيفية مساعدة القوات المسلحة النيجيرية لتقوية قدرتها العسكرية والحصول على قوة نووية». ولم يذكر البيان الذي صدر في ساعة متأخرة من ليلة اول من امس، تفاصيل العرض الباكستاني او ما ان كانت نيجيريا تسعى للحصول على اسلحة نووية.

وقد نفى وزير الاعلام الباكستاني الشيخ رشيد احمد الادعاء قائلا: «هذه رواية لا اساس لها من الصحة ومؤامرة لتشويه صورتنا».

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية الجنرال شوكت سلطان: «ننفي ذلك اذ لا اساس له»، مضيفا ان الجنرال عزيز خان «لم يقل شيئا من هذا». واتهم وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد لاغوس بـ«شن حملة لتشويه سمعة باكستان» وقال «هذا محض هراء. يبدو ان هذا جزء من حملة لتشويه سمعة باكستان».

وأكد الكولونيل غانيو اديويل، المتحدث باسم القوات المسلحة النيجيرية، انه لم تتم مناقشة اي شيء يتعلق بالقوة النووية منذ بدأ الجنرال خان زيارته الرسمية التي تستغرق خمسة ايام لنيجيريا يوم الاثنين الماضي. واوضح ان المحادثات «تركزت على التعاون العسكري في ما يتعلق بامتلاك معدات جديدة والتدريب عليها. ولم نتطرق على الاطلاق للقوة النووية». وقال ان باكستان ونيجيريا «تبحثان مجالات التعاون بين القوات المسلحة لا اكثر».

وكانت باكستان قد تعرضت لضغوط دولية هائلة بعد اعتراف عبد القدير خان، أكبر علمائها، الشهر الماضي، انه باع تقنية نووية الى ايران وكوريا الشمالية وليبيا، وهي على قائمة الدول التي قالت واشنطن انها ترعى الارهاب.

وقبل اقل من شهرين، اعلنت نيجيريا ان كوريا الشمالية وافقت على مشاركة معلوماتها حول تقنية الصواريخ معها وهو ما نفته بيونغ يانغ. وذكرت نيجيريا انذاك ان أية مساعدات من كوريا الشمالية في مجال الصواريخ «ستستخدم لاغراض سلمية ولحماية اراضيها». وقالت انها لا تسعى للحصول على تقنية نووية عسكرية او الى اسلحة الدمار الشامل.

وكانت القوات المسلحة في نيجيريا تعتبر، في ظل النظم الديكتاتورية التي كانت تحكمها، مؤسسة مكروهة بسبب الطريقة الوحشية التي كانت تقمع بها المعارضة. وقد ساهمت مشاركة البلاد في بعثات السلام الافريقية منذ ان اعادت الانتخابات الحكم المدني عام 1999 الى اصلاح هذه الصورة في الخارج.