القوات الأميركية تغير تشخيصها للعدو في العراق بعد هجمات بغداد وكربلاء

أعلنت أنها ستبدأ عملية «الوعد الحديدي» منتصف الشهر لملاحقة الأصوليين المتشددين أكثر من أنصار صدام

TT

اعلن قائد القوات الاميركية في منطقة بغداد امس ان القوات الاميركية ستركز ملاحقاتها في العراق على الاصوليين المتطرفين وليس على مناصري نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

وأكد الجنرال مارتن ديمبسي ان العملية التي اطلق عليها اسم «آيرون برومس» (الوعد الحديدي) ستنطلق في السادس عشر من هذا الشهر بدلا من عملية «آيرون غريب» (القبضة الحديدية) التي كانت تستهدف مقاتلي حزب البعث ومناصري الرئيس المخلوع. وابلغ ديمبسي المراسلين انه «تغير تشخيصنا للعدو»، وقال انه تم القضاء على ثماني خلايا من اصل 14 لبعثيين سابقين كانت تنشط في بغداد بعد سقوط الرئيس السابق في ابريل (نيسان) 2003 .

واضاف ديمبسي «فيما يخص الست الاخرى فقد فر قادتها ونعتقد اننا شتتناهم»، مؤكدا ان عدد الهجمات تراجع كثيرا في بغداد لكن خطر الاعتداءات «المثيرة ارتفع على الارجح».

واعتبر الضابط الاميركي ان المقاتلين الاجانب متورطون بنسبة 10% في الهجمات وان معظمها تخص شبكات منظمة جدا مثل شبكة الاردني ابو مصعب الزرقاوي المقرب من تنظيم «القاعدة» والذي اعتبرته الولايات المتحدة المشتبه فيه الرئيسي في اعتداءات الثلاثاء الماضي في بغداد وكربلاء. وفي تكريت اعلنت المتحدثة باسم الفرقة الرابعة الاميركية، الميجور جوسلين ابيرلي، ان قوات التحالف والشرطة العراقية اعتقلت في عملية مشتركة اول من امس من يعتقد انه قائد احدى المجموعات المتطرفة.

واوضحت ان سامي احمد، الضابط في جهاز الاستخبارات العراقية السابق، اعتقل مع 13 آخرين في العملية نفسها، وان اسلحة وذخائر ضبطت معهم. واضافت ان المعتقلين كانوا ملاحقين لصلتهم بهجمات ضد اهداف عراقية واخرى للتحالف في منطقة بعقوبة شمال شرقي بغداد.

وعلى صعيد هجمات كربلاء والكاظمية (بغداد) الثلاثاء الماضي اعلن الجنرال ديمبسي ان تلك الاعتداءات الدامية نفذت في نفس اللحظة، مشيرا الى «انه مستوى من التنسيق نادرا ما نلاحظه»، موضحا ان الاعتداءات وقعت «في نفس الدقيقة». وقد اشار خبراء الى ان تزامن هذه الهجمات والتنظيم المستخدم يدلان على وقوف منظمة حديثة، تشبه الطرق التي يستخدمها تنظيم «القاعدة» الارهابي، وراء الاعتداءات. وحث مجلس الحكم العراقي امس قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة ان تبذل المزيد من الجهد لتوفيرالامن بعد الاعتداءات الاخيرة. وقال محمد بحر العلوم، الرئيس الحالي لمجلس الحكم، للصحافيين وهو يزور مستشفى يعالج فيه ناجون من هجمات في الكاظمية «انني أضع اللوم على السلطات». واضاف ان «قوات الائتلاف جزء من السلطات وهي مسؤولة عن المحافظة على الامن ولذلك يجب عليها ان تبذل قصارى جهدها للمحافظة على الامن». واعلن بحر العلوم اعتقال ثلاثة افراد في مدينة كربلاء بينهم شخص مصري الجنسية يشتبه في وجود دور لهم في اعتداءات كربلاء.

كما اعلن بحر العلوم انه قتل 171 واصيب نحو 400 بجروح في الهجمات التي شارك فيها ثلاثة مهاجمين انتحاريين في بغداد ومهاجم انتحاري أخفى المتفجرات وقذائف المورتر في كربلاء. واوضح ان قتلى كربلاء 106 وقتلى بغداد 65، وان عدد الجرحى في هجمات بغداد 260 وعددهم في كربلاء زاد على 133 جريحا.

الى ذلك نقل مصدر في مجلس الحكم العراقي ان وزارة الداخلية بدأت سلسلة من المشاورات مع الاحزاب والقوى العراقية لبحث خطة امنية تهدف الى مكافحة الارهاب وكشف العناصر الارهابية المتسللة الى العراق ومراقبة الحدود مع دول الجوار.

وافاد المصدر ان خطة الوزارة ستشمل تكثيف الدوريات داخل المدن العراقية ومخارجها والطرق الخارجية التي تربط تلك المدن وكذلك تكثيف مراقبة الحدود الدولية للعراق والتعاون مع قوات التحالف بهذا الخصوص بعد ان رصد الحاكم المدني لسلطة التحالف ميزانية تقدر بملايين الدولارات لنشر القوات على الحدود في اعقاب التفجيرات التي استهدفت مدينتي كربلاء وبغداد. وبحسب المصدر فان خطة وزارة الداخلية ترتكز بالدرجة الاساسية على الطلب من المواطنين العراقيين ابداء التعاون مع اجهزة الشرطة العراقية للاخبار عن العناصر الاجنبية في المناطق العراقية، مشيرا الى ان معظم الاجانب وخاصة من الجنسيات العربية يتسللون من الدول المجاورة، داعيا هذه الدول الى محاربة الفكر الارهابي «لأننا سنحترق بنيرانه جميعا، فاذا كان الدور الآن على العراق، فسيأتي دور الآخرين خاصة ان التنظيمات الارهابية اثبتت بعمليتي كربلاء وبغداد انها تفتقد الى هدف محدد باستثناء هدف قتل الناس واثارة الفتن والنعرات الطائفية بين شعوب الدول العربية، بدليل ان الضحايا الذين وقعوا في تفجيري كربلاء وبغداد ليس بينهم اميركي واحد، فاذا كانت هذه التنظيمات تعتبر الاميركيين فماذا عن اطفال ونساء وشيوخ عراقيين جاؤوا ليمارسوا شعائرهم الدينية واستذكار يوم استشهاد حفيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)».