خبراء علم الجغرافيا في السعودية يبحثون الاستقرار الجوي وتغيير الفصول في مواسم الحج

TT

أمضى خبراء علم الجغرافيا في السعودية 3 أيام لبحث موضوعات تتحدث عن التفكير اللغوي عند الجغرافيين العرب، وطبيعة الكتب الجغرافية والمؤلفات المتعلقة بهذا العلم.

وطرح الخبراء المختصون في هذا المجال الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا المجال من خلال الندوة 8 لأقسام الجغرافيا في الجامعات السعودية التي تستضيفها كلية العلوم الاجتماعية في جامعة ام القرى في مكة المكرمة، واختتمت امس.

وجرى في الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور اسعد عبده مناقشة البحث المقدم من عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى الدكتور مازن عوض الوعر بعنوان «التفكير اللغوي عند الجغرافيين العرب في ضوء علم اللسان الجغرافي المعاصر».

وركز البحث على الاهتمام بدراسة الكتب الجغرافية من منظور لغوي ودراسة تحليلية للجوانب التي بحثت في لغات الاقاليم ووصفها وصفا دقيقا مصحوبا بطرح لابرز مسائل وقضايا اللغة وعلاقة ذلك بعلم لغة جغرافية اعتمادا على المنهج العلمي الوصفي القائم على التدقيق والملاحظة بهدف الكشف عن الشخصية اللغوية عند الجغرافيين العرب.

وحسب الباحث فقد بنيت هذه الدراسة على 3 محاور، الاول يعطي نبذة عن طبيعة الكتب الجغرافية العربية وتصنيفها وبيان اتجاهاتها وتراجم لعدد من العلماء الجغرافيين العرب واخرين تناولوا الجغرافيا، الى جانب تخصصاتهم، فيما تناول المحور الثاني دراسة اهم القضايا اللغوية في المؤلفات الجغرافية العربية المنتقاة من دراسة لغوية تحليلية تندرج تحت مستويات التحليل اللغوي، اما المحور الثالث فيشمل دراسة المؤلفات الجغرافية العربية المنتقاة من دراسة لغوية حديثة وذلك في اطار دراسة الارهاصات الاول لعلم اللغة الجغرافي ودراسة موضوعاته ومضامينه والرؤى المستقبلية لهذا العلم على ضوء ما تحتويه تلك المؤلفات.

وتحدث الدكتور رشود محمد الخريف في بحثه عن «مستقبل الجغرافيا في القرن 21 ووجهات نظر الجغرافيين في الوطن العربي» مؤكدا فيه الحاجة الماسة الى التعرف على الآراء الخاصة بعلم الجغرافيا وماهيته وطبيعته التي ينبغي ان يهتم بها ويركز عليها والتعرف على طبيعة المستقبل الذي ينتظر خلال هذا القرن الجديد.

ويهدف البحث الى معرفة القضايا المهمة التي يتمحور حولها علم الجغرافيا وفهم العقبات التي تواجه الجغرافيين مع مطلع القرن 21 وابراز الاتجاهات والرؤى الجديدة التي ينبغي ان تظهر في الفكر الجغرافي والبحوث والبرامج الدراسية الجغرافية في المستقبل وذلك من خلال آراء عينة من الجغرافيين في الوطن العربي. وتناول البحث المقدم من الدكتور سعد احمد حسن والدكتور مساعد عبد الرحمن الجخيدب المكانة العلمية للتراث الجغرافي عند المتأخرين من الجغرافيين العرب.

ورأى الباحثان ان التراث الجغرافي الاسلامي يمتلك في بطون مصنفاته حقائق ونظريات ومفاهيم بأسس علمية رصينة سطر بعض منها في المرجعيات النظرية في اغلب الكتابات الاجنبية وان ترجمة الكثير من المعلومات التي جاءت في المصنفات الجغرافية الاسلامية في العصر الحديث والتداول الفكري لهذه المعلومات وترجمة نصوصها من العربية الى الاجنبية دليل على انها تحتوي على معلومات رصينة في فروع الجغرافيا، كما يعد الاحتفاظ بهذه المصنفات الاسلامية في كبريات المتاحف العالمية او اعادة طباعة كثير منها دليلا راسخا على اصالتها وعلو كعبها العلمي.

أما الدكتورة فريال بنت محمد الهاجري فقد استعرضت في بحثها الجغرافيين في المملكة.. واقعهم ومستقبلهم، حيث يهدف البحث الى الكشف عن الكوادر التعليمية الجغرافية العاملة في مؤسسات ومراكز التعليم العالي في المملكة كماً وكيفاً من خلال الاجابة على عدد من الاسئلة من اهمها: هل حققت مؤسسات ومراكز التعليم العالي في البلاد درجة من الاكتفاء الذاتي في كوادر الجغرافيا الوطنية وفي التخصصات الدقيقة؟ ومدى امكانية توجيه بعضهم للمساهمة الفعالة في سوق العمل وفي دفع مسيرة التنمية.

كما ناقشت ورقة عمل مقدمة من الدكتور محمد مفرح بن شلبي القحطاني عن مستقبل علم الجغرافيا في المملكة من وجهة نظر الوضع الحالي والمستقبلي لعلم الجغرافيا في السعودية في ضوء التحولات العلمية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد ويشهدها العالم حاليا، كما استعرضت الورقة اوضاع اقسام الجغرافيا في جامعات المملكة ودورها في عمليات التنمية الوطنية وناقشت اهم المشاكل التي تعترض تطور علوم الجغرافيا وتقلل من اهميتها في خدمة المجتمع واوردت الورقة بعض الاقتراحات التي يمكن من خلالها تطوير العلوم الجغرافية في المملكة وتفعيل دورها في خدمة قضايا التنمية الوطنية.

وحول جغرافية الانوثة كأحد اتجاهات البحث الجغرافي الحديث تناول الدكتور قاسم محمد الدويكات في بحثه الى التعريف بجغرافية الانوثة ومحتواها ومجالات البحث فيها وتحديد المناهج والطرق التي يستخدمها البحث الانثوي وعلاقته بتلك المستخدمة في الجغرافيا والعلوم الاجتماعية، كما تهدف الورقة الى تتبع التطورات التي شهدها هذا الاتجاه البحثي في الجغرافيا من خلال انتقاله من دراسة قضايا المرأة الى معالجة لقضية النوع ودور المجتمع في اعادة بنائه بصرف النظر عن الجنس، كما تعرض الورقة مصادر المعلومات التي يحتاجها الباحث في جغرافية الانوثة وتسعى الى تقييم دور الباحثة الجغرافية في تطوير هذا الاتجاه البحثي استنادا الى حقيقة ان الغالبية العظمى من الباحثين المهتمين في هذا المجال هن الجغرافيات الاناث.

وتمت خلال الجلسات مناقشة ورقة عمل مقدمة عن دور دارة الملك عبد العزيز في الابحاث والدراسات الجغرافية. وتهدف الورقة الى القاء الضوء حول مخرجات الدارة المتعلقة بالابحاث والدراسات الجغرافية وما يمكن ان تساهم به في اثراء هذا الجانب وهي دراسة استطلاعية لكشف الصورة عن دور دارة الملك عبد العزيز في كل ما له علاقة بالجغرافية والجغرافيين.

وعقدت الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور ابراهيم الاحيدب التي تمت خلالها مناقشة البحث المقدم من الدكتور بدر الدين يوسف محمد احمد عن تطرفات المناخ في المملكة تناول فيه انماط التطرفات واحتمالات تكرارها ومعاودتها والتدقيق في حجمها ومدى خطورتها ليكون ذلك مرجعاً لدراسات ترغب في اخذ تلك النتائج في الحسبان.

كما تمت خلال الجلسة مناقشة البحث المقدم من الدكتور جهاد محمد قربة عن دور اتجاه الرياح السائدة في تحديد نماذج الشهور لبعض المحطات النموذجية لأراضي المملكة، وبين البحث ان ادخال الاتجاهات اليومية للرياح السائدة في تحديد نماذج الشهور يعني الاعتماد على البنية المناخية الحقيقية للشهور المتولدة ابتداء من اصغر الوحدات المناخية القابلة للمعالجة وهي نماذج الطقس اليومية لأجل تصنيفها وتحديد مجموعاتها الناتجة عن التشابه المناخي فيما بينها.

وناقش المشاركون البحث الذي قدمه الدكتور ناصر محمد صيام عن التشمس في جنوب غربي المملكة تناول فيه التشمس والسطوع الشمسي في بعض المواقع على سفوح مرتفعات جبال السروات الجنوبية وقممها في الجنوب الغربي من المملكة، واقترح الباحث معادلة رياضية لتقدير التشمس باستخدام قياسات لفترة السطوع الشمسي وزاوية ارتفاع الشمس ودراسة تأثير الارتفاع والموقع على دوائر العرض على التشمس والسطوع الشمسي في منطقة جبلية مدارية.

وقدم الدكتور احمد عبد الله الدغريري ورقة عمل عن تحديد حالة الجو الرأسية والاستقرار الجوي في مدينة الرياض للوقوف على ملامح الاستقرار الجوي لإقليم مدينة الرياض الذي يمثل مثل غيره من المدن جزيرة مناخية يعنى بدراستها ذلك الفرع من الجغرافيا المناخية التطبيقية المعروف بمناخ المدن، وأكد الباحث أهمية دراسة الاستقرار الجوي بشكل عام التي ترجع الى مجموعة اسباب.

وتناولت الدكتورة ليلى بنت صالح الزعزوع والمهندس خالد محمد هلال في بحثهما المشترك اثر تغير الفصول واستعدادات السلامة لمواجهة المخاطر البيئية في مواسم الحج، أكدا خلالها أن تقلب موسم الحج في جميع فصول العام وما يصحبه من امطار كما وكيفا يحتاج الى العناية بدراسة امكانية الاستفادة البيئية من خلال تسليط الضوء على استعدادات السلامة الواجب توفرها في المشاعر المقدسة لمواجهة المخاطر وايجاد وعي بيئي في مواسم الحج يسهم في الاستعداد لمواجهة التأثيرات المناخية في المواسم المقبلة.

اما في الجلسات الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة فقد نوقشت البحوث المقدمة عن المناخ والحاجة الى تكييف الهواء وتحديد حالة الجو الرأسية والاستقرار الجوي واسماء الأماكن ودلالاتها في توزيع الاحياء وتحقيق البعد الأمني للبيئة الطبيعية والاثار السلبية للامواج والرياح على بيئة الخليج وغيرها من الابحاث المقدمة للندوة.