.. وسجالات حادة بين فعاليات طرابلس على أبواب الانتخابات البلدية

TT

حض نجيب ميقاتي، وزير الاشغال العامة اللبناني، فعاليات مدينة طرابلس، ثاني اكبر المدن اللبنانية، على «التعاون لاختيار فريق عمل متجانس» في الانتخابات البلدية المقررة في مايو (ايار) المقبل، مطالباً بـ«اخراج المدينة من سياسة الوصاية الى السياسة الجماعية». فيما شن احد نواب المدينة هجوماً عنيفاً على ميقاتي، واصفاً اياه بـ«التقليد الجديد»، وعلى الرئيس الاسبق للحكومة، عمر كرامي.

وقال ميقاتي امس في احتفال لاحدى الجمعيات الاهلية في طرابلس: «لا خلاص للبنان باعتماد مبدأ الفردية والتسلط، ولا نجاح لأي مسعى انمائي بعيداً عن مبدأ الانسجام والاداء المؤسساتي، ولا بناء متينا للدولة القوية من دون تحمل الجميع مسؤولياتهم وقيادة عملية البناء بعيداً عن المعارضة السلبية والهدامة».

ودعا ميقاتي الى «وثيقة طرابلسية يدعمها الجميع»، معتبراً انه ليس «المطروح احتكار العمل البلدي لنا او لسوانا بل المطلوب نشوء بلديات قوية ومدعومة ممن يسعى للتكامل معها في سياق انتاجي ونمط تصاعدي يسمح للمدينة بتجاوز الصعوبات»، مشيراً الى انه «اذا كانت الدولة تتحمل جزءاً من مسؤولية الحرمان اللاحق بطرابلس فالمسؤولية ايضاً تقع على عاتقنا. فلا يجوز لمن يشكو من الحرمان ان يعطل المشاريع التنموية في المدينة الى حين اقتراب كل استحقاق انتخابي، بهدف استثماره لتحقيق غايات تندرج في اطار ونهج المصادرة، الذي ستظهر ارادة الطرابلسيين بأنه عملة قديمة اخرجت من التداول»، في اشارة الى غريمه كرامي. وطالب الجميع بـ«التعاون لاختيار فريق عمل متجانس يسعى لنهضة طرابلس وتحقيق المشاريع التي تحتاجها بعيداً عن اي ارتهان».

من جهته، حمل النائب الاحدب على «الاساليب السياسية التي تمارس من قبل الرئيس كرامي والوزير ميقاتي في المدينة». وقال خلال حضوره مؤتمراً صحافياً عقده توفيق سلطان في طرابلس للحديث عن دعوته اطلاق مشروع «سوليدير ـ 2»: «ان القرار الذي هو بحوزة ممثلي طرابلس موضوع في موقع معين (ميقاتي). وهذا الموقع يتصرف على هواه دون الرجوع الى اي مسؤول في المدينة، وهذا ما يجعلنا في خيبة امل».

واكد الاحدب ان ليس لديه «اي مشكلة شخصية مع احد ولكن المشكلة الاساسية مع الرئيس كرامي» فهو يقول «انا طرابلس ولا اقبل ان يشاركني احد في هذا الموضوع». كما انه لا يقبل مشاركة احد في القرار الطرابلسي. وكنت اتمنى ان يكون الحل البديل في يد احد الاشخاص الذي تضع السلطة كافة المشاريع في يده لكن في التطبيق تجري الامور عكس ذلك. واشعر اليوم ان الوزير ميقاتي الذي يمتلك السلطة لا ينسق مع احد. لا معي ولا مع «التكتل الطرابلسي» ولا مع توفيق سلطان ولا مع اي شخص آخر في المدينة. كما كنت اتمنى ان يكون منفتحاً وينسّق مع الجميع».

وتساءل الاحدب «مع من ينسق الوزير ميقاتي هل مع مؤسسات المجتمع المدني ام مع سياسيين آخرين؟»، معرباً عن اعتقاده ان الوزير ميقاتي «يتصرف كما يتصرف الرئيس كرامي. فالتقليد الجديد يتصرف كما يتصرف التقليد القديم».

يذكر ان كرامي وميقاتي يتبادلان غالباً الانتقادات والاتهامات، في حين ان الاحدب هو عضو في حركة التجدد الديمقراطي المعارضة التي يرأسها النائب نسيب لحود.

وتشهد طرابلس تصعيداً لافتاً في مواقف قياداتها على ابواب الانتخابات البلدية المقررة في مايو المقبل، والانتخابات النيابية اوائل العام المقبل. اذ يطالب الوزير ميقاتي ومعه التكتل الطرابلسي الذي يضم النواب محمد الصفدي ومحمد كبارة وموريس فاضل بأن يأتي رئيس للبلدية «يكون تابعاً لطرابلس لا لشخص معين»، فيما اعلن الرئيس كرامي «جهوزية ماكينته الانتخابية لكل الاحتمالات».