ليبي وثلاثة سعوديين يحصدون جوائز سعودية للإبداع العلمي

طبيب سعودي يجري 12 ألف عملية قلب وآخر يجري 600 بحث طبي

TT

26 عاما من العمل الدؤوب وسط قلوب كتب لها الابتلاء بمختلف انواع المرض، فتارة في غرفة العمليات بذلك الرداء الاخضر ووسط توصيلات الاوكسجين والتخدير، وتارة اخرى خلف ابواب المكاتب بين اكوام الكتب والبحوث. تلك صورة لطبيب سعودي ظل 26 عاما اشبه بطير مهاجر من مكان الى اخر ومن دولة الى اخرى بحثا عن كل جديد. كل ذلك الجهد كانت ثمرته 12 الف عملية قلب جراحية واكثر من 1000 مشاركة ما بين مؤتمر ومحاضرة وعدد من المشاريع العلمية. تلك كانت شواهد على الانجاز الذي استحق بموجبه الدكتور زهير الهليس الحصول على جائزة العالم المتميز والتي تمنحها السعودية سنويا وذلك مشاركة مع الدكتور الليبي عبد العزيز يوسف الزوكي والذي انجز هو الاخر 600 بحث طبي متخصص في مجال الاطفال والكلى، اضافة الى مشاركاته الطبية الاخرى.

وحين يصبح الحديث عن الانجازات والنجاحات فان الشقيقين احمد وعادل جاد الله لم يمنعهما سنهما الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من تحقيق مجال متقدم لم يسبق اليه من هو في سنهما في مجال الكومبيوتر والبرمجة واهلهما للحصول على جائزة العمل الابداعي والتي تمنح سنويا في السعودية.

الدكتور زهير الهليس مدير عام مركز الملك فيصل للقلب قال لـ «الشرق الاوسط» ان هذه الجائزة شاهد على مدى الدعم الذي يتلقاه كل مجتهد من قبل الجميع ودافع لتحقيق المزيد وتقدير نتشرف به، مشيرا الى انه «افنى مرحلة كبيرة في حياته في الدراسة والبحث ومتابعة كل جديد في الجراحة». واضاف « تقوم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بدعم كبير للبحوث العلمية وخاصة ان مراكز البحث تحتاج دائما الى الدعم والتحفيز وتقديم المساعدات بجميع انواعها وبمختلف مجالاتها نظرا لتكلفتها المرتفعة ومردودها الايجابي». الامير سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس ادارة شركة المراعي الشرطة التي تمول هذه الجائزة قال خلال حفل التكريم الذي اقيم للفائزين الاربعة في جدة، «ان مبادرة المراعي في تكريم العلماء والعلم تعد لبنة صغيرة في بناء التعاون والتعاضد بين مجتمع الاعمال والمجتمع»، مشيرا الى ان لهذا الوطن واهله حقا على الجميع معلنا عن استحداث فرع للجائزة يختص بالمرأة المبدعة منذ العام المقبل.

ولم يكن الشريك الاخر في جائزة العالم المتميز باقل من سابقه، بل استطاع هو الاخر ان يصنع علاقة ود بينه وبين كل جدار من كلية طب جامعة ام القرى طوال 3 عقود مضت كانت نتيجتها المئات من الاطباء الذين انخرطوا في مختلف المستشفيات السعودية والخارجية واصبحوا من ابرز الاطباء. في ليلة التكريم التي اقيمت للفائزين في جامعة الملك عبد العزيز بحضور الامير مشعل بن ماجد محافظ جدة التقيت بالدكتور الليبي عبد العزيز الزوكي استاذ طب الاطفال بجامعة ام القرى بمكة المكرمة والذي يقيم منذ سنوات طويلة بالسعودية قال «خلال السنوات الماضية قمت بعمل 600 بحث طبي كلها نشرت في المجلات الطبية العالمية وذلك للاستفادة منها وحققت مكانا جيدا في الاوساط الطبية وكان اغلبها يتناول الامور الطبية الخاصة بالطفل وايضا بالكلى». واضاف « ايضا تخرج من تحت يدي المئات من الطلاب الذين يعملون الان اطباء في كل مكان سواء داخل المملكة او خارجها من طلاب كلية الطب بمكة المكرمة، مشيرا الى ان هذا التكريم حافز للمزيد من الانجازات وشاهد على الاهتمام بالعلم والعلماء والباحثين، مشيرا الى انه اقام اكثر سني حياته في هذا البلد الذي ارتبط به ارتباطا كبيرا وولد بعض من اطفاله هنا في السعودية». عادل جاد الله والبالغ من العمر17 ربيعا والطالب في الصف الثالث الثانوي استطاع ان يحصد مع شقيقه جائزة المراعي للعمل الابداعي لهذا العام وذلك في مجال الكومبيوتر الالي، وقال «كان لوالدي الدور الاكبر في كل ما حققنا فقد بدأ مع الكومبيوتر منذ الصغر وانا في المرحلة الابتدائية وكنت انا واخي في حينها نستخدم الكومبيوتر للالعاب فقط ولكن فكرنا مع الايام باننا نصنع العابنا الكومبيوترية بانفسنا وبالفعل بدأت المحاولة بعد المحاولة الى ان استطعنا ان ننجح في ذلك وبدأت اصداراتنا للمواقع والبرامج وتمكنا من عمل تصميم مواقع للإنترنت لجهات مختلفة وكذلك برامج كثيرة ومتصفح «ياهادي». واضاف «حصلنا حتى الان على اكثر من 10 جوائز انا وشقيقي سواء داخليا او خارجيا ونسعى حاليا الى تحقيق مستوى افضل. واعتبر منحنا جازة افضل عمل ابداعي حافزا كبيرا سيجعلنا نجتهد لنحقق الافضل».

يذكر ان الجائزة المعروفة باسم جائزة المراعي للابداع العلمي دخلت عامها الثالث بعد ان منحت لـ32 عالما خلال السنوات الماضية في مجالات العلوم المختلفة، ومن المتوقع ان تجوب هذه الجائزة مناطق السعودية بحيث تختار في كل عام منطقة يتم تسليم تلك الجائزة فيها للفائزين.