قوات الأمن الروسية تداهم المكتب الثقافي المصري وتعتقل 25 صلوا الجمعة فى مسجد تابع له

TT

داهمت قوات الامن الروسية المكتب الثقافي المصري التابع للسفارة المصرية في موسكو اول من امس، وقامت بمراجعة هويات كل الخارجين منه عقب أداء صلاة الجمعة كما اعتقلت قرابة 25 من المترددين على المسجد الذي اقامه المكتب الثقافي دون ترخيص أو اذن رسمي من سلطات موسكو، ولم تبلغ السلطات الروسية المكتب الثقافي المصري بعملية المداهمة بشكل مسبق، ورجحت مصادر مطلعة ان تكون العملية مرتبطة باعتقال عناصر اصولية مشتبه فيها، او مجرد تعزيز للاجراءات الامنية قبيل ايام من اجراء الانتخابات الرئاسية في موسكو والتي تعهد المقاتلين الشيشان ان يشنوا خلالها هجمات موجعة في كبريات المدن الروسية. ويعمل المسجد التابع للمكتب الثقافي ايام الجمعة والاعياد الدينية فقط ويمارس نشاطه منذ قرابة ربع قرن تحت سمع وبصر ومراقبة كل الاجهزة السوفياتية ثم الروسية، وبالتالي اثارت خطوة الاجهزة الامنية الروسية دهشة وسخط كل الاوساط العربية والاسلامية في العاصمة الروسية.

وكان ممثلو الاوساط الدينية في العاصمة الروسية قد اعربوا اول من امس عن احتجاجهم الشديد على مداهمة رجال الامن لساحتي اثنين من المساجد الرئيسية في موسكو يوم الجمعة واعتقال 80 من المصلين. وقال الشيخ نفيع الله عشيروف رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاسيوية وعضو مجلس المفتين الروس ان قوات الامن داهمت المسجد التاريخي والمسجد الكائن في ساحة النصر حيث اقامت نقاط تفتيش لفرز هويات كل الخارجين من المسجدين بعد أداء صلاة الجمعة دون اذن مسبق او أي معلومات تقضي بضرورة ذلك. واضاف ان رجال الامن تصرفوا بطريقة «فظة تفتقر إلى المهنية». وتابع ان السلطات الامنية لم تبلغ المسؤولين عن المسجدين بالاجراء، كما نفى الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية في موسكو ما قيل حول ان الاجهزة قامت بالتنسيق مع الادارة في هذا الشأن. ومن جانبه، نفى سيرغي شادرين نائب وزير الداخلية الروسية علمه بحادث مراجعة هويات المصلين في المسجدين، غير انه اشار إلى ان مثل هذه الافعال يمكن ان تكون مبررة اذا ما توفرت المعلومات حول وجود «مطلوبين» بين المصلين. إلا ان المسؤول الامني الروسي لم يستبعد اتخاذ اجراءات وقائية نظرا لتزايد احتمالات تكرار الاعمال الارهابية في موسكو.

وعزت المصادر مثل هذه التحركات إلى قرب موعد الانتخابات الرئاسية في 14 الشهر الجاري ومخاوف الكرملين من تنفيذ المقاتلين الشيشان لتهديداتهم بشن هجمات في كبريات المدن الروسية. وكانت الاجهزة الامنية قد اعتقلت اخيرا مواطنة شيشانية في موسكو قالوا انه كان بحوزتها ما يقرب من مائتي غرام من المواد الناسفة وان اعترفوا بعدم العثور معها على آليات التفجير.