آنسي (فرنسا) - وكالات الانباء: ادانت الاوساط الرسمية والدينية في فرنسا الحريقين اللذين استهدفا اول من امس مسجدين في شرق البلاد، ونظموا امس مظاهرة احتجاجا على الحادثين. وقال رئيس مجلس المسلمين في منطقة الرون ـ الالب كامل قبطان خلال مظاهرة ضمت 250 شخصا امام مسجد آنسي (شرق فرنسا) احتجاجا على الحريقين: «لم تأت اي شخصية سياسية بارزة الى المكان، اننا في مرحلة تسبق تنظيم انتخابات والكثير من السياسيين لم يتجاسروا على الحضور خشية تعرضهم لمقاطعة الناخبين».
وأتى احد الحريقين كليا على مصلى مساحته 80 مترا مربعا في مدينة سينود عند حوالي الواحدة صباحاً في حين وقع حريق آنسي في الساعة الرابعة صباحاً وكانت اضراره محدودة. وقال مكتب الرئيس جاك شيراك في بيان ان الرئيس «شعر بصدمة شديدة لدى علمه بالهجومين على المسجد والمركز الاسلامي، وهو يدين بقوة هذه الاعمال البغيضة». واضاف البيان ان «الرئيس يعرب عن تعاطفه وتضامنه مع جميع المسلمين في فرنسا ويؤكد لهم اصرار السلطات على ضبط ومعاقبة مرتكبي الهجومين».
ووصف المجلس الفرنسي للدين الاسلامي هذا العمل بأنه «اعتداء عنصري لا يوصف ضد الاسلام». وحذر رئيس المجلس دليل بو بكر من مثل هذه الاعمال التي «من شأنها تأجيج المناخ الديني الدقيق بالفعل». وقال عبد الله بن طالب امام مسجد انسي: «يجب حماية المساجد كما تتم حماية المعابد اليهودية». وندد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا بشدة الحريقين وأكد تضامنه التام. واعتبر المجلس ان هذه الاعمال «تستلزم بأن ترد عليها السلطات العامة بحزم». ودعا المنظمون عند قرابة الظهر المتظاهرين الى التوجه من آنسي الى سينود. وطالب وزير العدل الفرنسي دومينيك بيربن بانزال عقوبة شديدة على المسؤولين عن اضرام الحريقين فيما طالب مسؤولون مسلمون بتوفير حماية للمساجد. وكانت رئيسة منطقة الرون ـ الالب آن ماري كومباريني (يمين وسط) قد اعربت في اليوم نفسه في بيان عن «صدمتها» وعن الامل في ان «تتمكن الشرطة والقضاء من اعتقال المسؤولين في اقرب وقت ممكن». وطالب بيربن بان يضاعف قانون صادر في فبراير (شباط) 2003 العقوبة عندما تكون دوافع عنصرية وراء اشعال حرائق وان يوقع على مرتكبيها عقوبة قد تصل الى السجن 20 عاما.