منظمات إلكترونية دقيقة للدماغ لعلاج طائفة من الأمراض العصبية والنفسية

TT

شرعت مجموعة صغيرة من العلماء المنتشرين حول العالم بالقيام باختبارات حذرة جدا لمعرفة تأثيرات أجهزة إلكترونية دقيقة تزرع في أجساد المرضى الذين يعانون من مشاكل مرضية مختلفة بغية تنبيه أدمغتهم كهربائيا وبشكل دقيق جدا للقضاء على أعراضهم هذه التي تراوح بين الاعراض العصبية والسلوكية والنفسية. وقد أخذ العلماء على عاتقهم النواحي الاخلاقية والسلوكية لدى إدخالهم هذه الاجهزة الصغيرة في أجسادهم، أو تحت جلودهم والتي تشكل في الواقع مُنظمات لعمل الدماغ على غرار منظمات القلب التي تزرع عادة في صدور المرضى الذين يعانون من قصور القلب.

ويبدو ان الاختبارات الاولية كانت مشجعة للغاية مما يمهد لعصر جديد من العلاج بالنسبة لحالات عصبية وتشنجية.

ويبدو ان المسعى الجديد هذا اعتمد على التقدم الكبير الحاصل في ميدان فهم طريقة عمل الدماغ البشري وتقنيات تصويره العالية جدا بحيث بات بإمكان الجراحين تحديد الاهداف بدقة بالغة ومعالجتها بواسطة معدات إلكترونية كومبيوترية في منتهى الدقة يمكن زرعها بأمان بالغ تحت الجلد. في هذا الصدد يقول أليم ـ لويس بينبيد جراح الاعصاب الذي تبنى هذا الاسلوب الجديد في العلاج في جامعة غرينوبل في فرنسا «نعتقد أننا فتحنا ميدانا جديدا للابحاث الطبية لأن أعدادا كبيرة من المختبرات شرعت تدخل اليه مما يمهد الطريق خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة لتطبيقات مثيرة وواعدة جديدة».

والمعلوم ان هناك الان قيد التطبيق عددا من منظمات الدماغ التي تعالج مرض الرعاش العصبي (باركنسون) واضطراب الحركة في الوقت الذي أخذ المزيد من الباحثين والاطباء يحاولون تجربة هذه المنظمات للقضاء على الألم الذي لا يمكن علاجه بالاساليب الاعتيادية كمرض الصداع الشقيقي العنقودي.

وهناك اختبارات أخرى تجري حاليا في أوروبا والولايات المتحدة للقضاء على حالات الصرع الشديدة والاكتئاب والاضطرابات الاكتئابية الهوسية والنفسية مثل الوقوع ضحية الافكار السوداوية والميل الى الانتحار وغيرها. وشرع الباحثون الفرنسيون من جهتهم باختبارات على القرود لعلاج حالات القضاء على الشهية، وبالتالي على السمنة، وعلى إدمان المخدرات مثلا وغيرها من العادات السيئة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»