السودان: معارضة الداخل تنتقد المفاوضات بين الحكومة وحركة قرنق وتصفها بالصفقة السياسية

TT

وجه مشاركون في ندوة عقدت بالخرطوم امس انتقادات عنيفة لمفاوضات الشراكة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان واعتبروا الخطوة بمثابة «صفقة» لا تفيد قضايا السودان في شيء. وقال الصادق المهدي رئيس حزب الامة المعارض ان المفاوضات التي تجري بين الحكومة والحركة تحت مفهوم الشراكة يمكن ان تتحول الى «صفقة» سياسية في حال اغفالها الحقوق المدنية وحقوق الانسان، بينما رأى علي محمود حسين المسؤول السياسي في الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض في الندوة التي جاءت بعنوان «السلام بين الشراكة والمشاركة» ان الشراكة بين الحكومة والحركة الشعبية قد تؤدي الى خلافات بين الطرفين في المستقبل «لأنه اصلاً لا توجد ارضية مشتركة بين الحكومة والحركة الشعبية».

ووصف محمد الامين الخليفة الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الشراكة المرتقبة بين الحكومة والحركة بانها «اشبه بالصفقة». وتتناول الندوة، التي تستمر يومين، 10 أوراق عمل ويشارك فيها اكثر من 40 شخصاً يمثلون القوى السياسية والمجتمع المدني واكاديميين.

الى ذلك، قال الدكتور قطبي المهدي المستشار السياسي للرئيس البشير ان التراجع عن محادثات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية غير وارد اطلاقاً وان الاتفاق الشامل اصبح قريبا جدا.

ا، مشيرا الى ان الطرفين قد انجزا 75% من المسائل الصعبة، ووصف المهدي التفاوض الذي يدور في نيفاشا بانه صعب جدا وتعترضه عقبات، مضيفا أن وجود وفدين بريطاني وأميركي في مقر المفاوضات يهدف الى تسهيل الحوار وجهد مبذول لازالة العقبات. ووجه قطبي المهدي في تصريحات صحافية امس الاتهام لاطراف سياسية داخلية بأنها تسعى لنسف الجهود القومية لحل مشكلة دارفور، مشيرا الى قبول التجمع عضوية متمردي دارفور بضغوط من الرئيس الاريتري افورقي، اضافة لانسحاب بعض الاحزاب المعارضة من اللجنة التحضيرية لمؤتمر دارفور. وقال الدكتور قطبي ان هذه المواقف تؤكد عدم النضج السياسي والافتقار للاحساس بالمسؤولية الوطنية.

وفي تطور لافت لتداعيات الاحداث في دارفور التي تدور فيها معارك بين الحكومة والمتمردين منذ منتصف العام الماضي، بدأ وصول تدفقات لنازحين من ولايتي شمال وغرب دارفور الى الخرطوم. واوضح محمد يوسف عبد الله وزير الدولة بوزارة الشؤون الانسانية في تصريحات ان عدد النازحين بلغ اكثر من الفين استقر منهم اكثر من الف نازح في احد المساجد وبقية العدد في مدرسة بالمنطقة. واشار الى ان المناطق التي نزحوا منها هي مناطق وادي صالح وزالنجي وكتم.