القوات الباكستانية تعتقل 100 من عناصر«القاعدة» في مواجهات وزيرستان وتستجوب بعضهم بشأن بن لادن والظواهري

طالبان تتحدث عن قتل وأسر جنود باكستانيين وتطلب مبادلتهم بمعتقليها في باكستان وتوقع انتهاء المعارك اليوم

TT

واصلت القوات الباكستانية امس ولليوم الخامس على التوالي حصارها لما بين 300 الى 400 من عناصر القاعدة في مجمعات طينية في واد بمنطقة وزيرستان الجنوبية قرب الحدود مع افغانستان، فيما اشارت مصادر عسكرية الى اعتقال 100 من عناصر التنظيم الذي يتزعمه اسامة بن لادن استجوبتهم اجهزة الاستخبارات عن بن لادن ومساعده ايمن الظواهري الذي يعتقد انه ضمن المحاصرين.

وقالت القوات الباكستانية انه ليس أمام المتشددين المحاصرين سوى خيارين فقط وهما الاستسلام أو الموت. وقال المتحدث العسكري الميجر جنرال شوكت سلطان لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية «لا يمكنهم الهروب..اما أن يستسلموا أو ستتم ابادتهم». وافاد بان اي جندي اميركي لا يشارك مباشرة في العملية، لكن مجموعة من عشرة ضباط في الاستخبارات تقدم مساعدة تقنية. وتقول القوات الباكستانية ان الدفاع الشرس الذي يبديه المحاصرون منذ بدء المعركة الثلاثاء الماضي يشير الى أنهم يحاولون الدفاع عن «هدف ثمين» ربما يكون أيمن الظواهري نائب أسامة بن لادن. ولكن لم يؤكد مسؤول وجود الظواهري بين المحاصرين.

وقال ساكن ببلدة وانا الواقعة شرق منطقة المعارك مباشرة «لم يحدث توقف في اطلاق النار.منازلنا تهتز». وسمعت زخات نيران أسلحة صغيرة عند الفجر تقريبا مما يشير الى مقاومة شديدة من جانب المتشددين. وقال مسؤول أمني في ساعة متأخرة من الليلة الماضية انه «تم تطويق المتشددين في واد لا يبعد كثيرا عن الحدود وانه لا سبيل أمامهم لسد النقص في ذخيرتهم. وشوهدت هليكوبترات تحلق فوق المنطقة التي انكفأ اليها المقاتلون، وتطلق النار على اهداف على الارض غير محددة».

الى ذلك، اعلن قائد في الجيش ان القوات الباكستانية اعتقلت مائة ممن يشتبه في انهم من افراد تنظيم «القاعدة» والموالين له. وصرح اللفتنانت جنرال سافدار حسين قائد العملية العسكرية للصحافيين ان «اكثر من مائة شخص اعتقلوا بمن فيهم عدد من الاجانب» من العرب والاوزبك والشيشان. واضاف ان المقاتلين يصدون الهجوم بضراوة مستخدمين بنادق الكلاشنيكوف والصواريخ والقنابل اليدوية. وشاهد الصحافيون 40 من المعتقلين وجميعهم كانوا معصوبي الاعين وموثوقي الايدي. وقال مسؤول الامن في المنطقة البريجادير محمود شاه ان بعض المعتقلين نقلوا الى بيشاور حيث يجري استجوابهم لمعرفة «من هم هؤلاء الارهابيون». واوضح ان جهازه تلقى في الايام الاخيرة بلاغين من مصادره الخاصة افادا بأن الظواهري كان في المنطقة فيما يعتقد ان بن لادن يختبىء الى الشمال منها قرب بلدة خوست الافغانية. من ناحيتها انتقدت حركة طالبان في بيان وزع امس «التعتيم الاعلامي على انتصارات» قواتها في وزيرستان. واوضح البيان ان المعارك اسفرت عن «مقتل 250 جندياً باكستانياً واسر آخرين» وعن «انسحاب المجاهدين بأقل الخسائر». واشار الى اعتقال صحافيين باكستانيين كانا يغطيان المعارك. وأكد البيان ان عناصر «القاعدة» في المنطقة يملكون أسلحة متوسطة وشبه ثقيلة. وقال البيان ان «القاعدة» تريد مبادلة معتقليها في باكستان بالأسرى الباكستانيين الموجودين لديها. وأكدت طالبان في بيانها ان اسامة بن لادن وايمن الظواهري «سالمان»، مضيفة ان «الحكومة الباكستانية تعنتت ولم ترد على رسالة «القاعدة» بخصوص تبادل الأسرى».

بدوره، قال هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات انه يعتقد أن الحكومة الباكستانية ستتفاوض مع مقاتلي طالبان في مناطق القبائل سراً «بعد أن تهدأ العاصفة». واضاف في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان بيان طالبان صحيح بدليل انه يذكر أسماء بعض الشخصيات التي اسرت ومناصبها في الجيش. واشار الى ان بيان طالبان يكشف عن وجود عناصر «القاعدة» في مناطق متفرقة وقريبة حتى لا تتعرض لضربات جماعية.

من جهة ثانية، افاد متحدث عسكري باكستاني بأن طائرة هليكوبتر اميركية اطلقت صاروخا على سيارة في منطقة الاوراي ماندي في شمال وزيرستان على مسافة كيلومترين من الحدود الافغانية واصابت ثلاثة اشخاص كانوا يستقلونها. واضاف انه لم يتضح ما اذا كان الاميركيون يلاحقون هدفا بعينه.

على صعيد آخر، قال وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح ان السلطات تأمل في الانتهاء من العملية العسكرية بحلول مساء اليوم. من ناحية اخرى، قال جواد لودين ، المتحدث باسم الرئيس الافغاني حميد كرزاي، ان القوات الاميركية والافغانية اعتقلت في اطار عملية «عاصفة الجبل» المنسقة مع القوات الباكستانية، عددا من «القادة الارهابيين الكبار نوعا ما» في الايام القليلة الماضية. الا ان القوات الاميركية لم تؤكد ذلك. فيما رفض لودين تقديم مزيد من التفاصيل عن هويات المعتقلين.