باول يؤكد في الكويت أن واشنطن لن تفرض الإصلاحات على العرب

TT

اكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول امس في الكويت ان بلاده لا تعتزم فرض قائمة اصلاحات على الدول العربية، مشدداً على ان الاصلاحات يجب ان تنبع من المنطقة. وقال باول في مؤتمر صحافي مشترك امس مع نظيره الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح انه يجب على كل بلد ان ينطلق في عملية الاصلاح من ثوابته الداخلية مع مراعاة بعض المسلمات التي ستناقش القمة العربية المقبلة في تونس بعض جوانبها، واعلن ان «الولايات المتحدة ترغب في مساعدة الاطراف المعنية لتحقيق الاصلاحات، فليس للغرباء ان يفرضوها على شعوب الشرق الاوسط».

واعتبر باول ان «الكويت تسير على الطريق الصحيح للاصلاح وباصرار متزايد من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية على المضي قدما في هذه العملية». وقال ان المحادثات الايجابية التي اجراها مع المسؤولين الكويتيين تطرقت الى الاصلاحات التي تجرى في الكويت حاليا. ورأى باول ان آلية الاصلاح في الكويت «هي الامثل حيث تنطلق من السلطة التشريعية وبأطر ديمقراطية مثالية»، مؤكدا ان الاصلاح السياسي والتغيير «يجب ان يأتي من الداخل ولا يجب في اي حال من الاحوال ان يفرض من الخارج». وأشار باول الى ان الاصلاحات تصدر من كل دولة بعد ان تراجع تاريخها وثقافتها وحالة التطور الاجتماعي والسياسي، ثم تحدد ما هو مطلوب عمله «ونعتقد ان هناك مبادئ عامة مفيدة في شأن الاصلاح ممكن مناقشتها».

وعن الوجود السوري في لبنان اشار باول الى ان القوات السورية موجودة في لبنان منذ سنوات «ورأينا انه لا بد من انسحاب القوات السورية من هذا البلد ليستعيد سيادته الكاملة، وطلبنا من لبنان ارسال جيشه الى الجنوب لبسط سيطرته الأمنية هناك». وقال باول انه يعي في كل زيارة يقوم بها الى الكويت «حجم الصداقة العميقة التي ربطت بين الشعبين الكويتي والأميركي في زمن الحرب وفي زمن السلم ولم يكن للولايات المتحدة حليف اكثر ثباتا من الكويت». واضاف ان محادثاته في الكويت تركزت على سبل بناء مستقبل افضل للمنطقة والوضع في العراق وسبل دفع عملية السلام في الشرق الاوسط.

وأشار الى ان المحادثات خلصت الى الاتفاق على استمرار العمل على دفع العلاقات الثنائية ودفع مبادرة الشرق الاوسط الكبير الى الامام «فالكويت حليف رئيسي للولايات المتحدة خارج حلف شمال الاطلسي (ناتو) وبامكاننا العمل معا على جلب فوائد هذا التعاون الى الشعب الكويتي وشعوب المنطقة». من جهته قال الشيخ محمد الصباح ان الدول العربية جادة في عملية الاصلاحات «ونعتقد ان المسعى الاميركي جاء ليعزز هذا التوجه العربي».

وقال ان اصلاح الدول النامية يحتاج الى موقف مساند من الدول العظمى «فاقتصاديا، لا نعتقد ان اغلاق الدول الصناعية اسواقها بوجه الدول النامية يساهم في الاصلاح، وتحدثت عن ضرورة تحرير التجارة والسماح لصادراتنا بالدخول الى الاسواق الاميركية والاوروبية من دون حواجز».