عشرات الآلاف يتظاهرون في لندن للتنديد باحتلال العراق وفلسطين

TT

خفقت امس اعلام العراق وفلسطين في سماء لندن حين طاف عشرات الآلاف من المتظاهرين في شوارع رئيسية في العاصمة البريطانية، مطالبين بانهاء احتلال العراق والاراضي الفلسطينية. واتهم النائب العمالي البريطاني جيرمي كوربين زعيم حزبه ورئيس الوزراء توني بلير بـ«الكذب» في كلمة ألقاها بالمسيرة التي اقيمت بمناسبة الذكرى السنوية الاولى للحرب على العراق. واذ قالت مصادر المنظمين لـ«الشرق الأوسط» ان عدد المشاركين الذين اشتملوا على بريطانيين وعرب ويهود تراوحت اعمارهم بين العاشرة والثمانين، قد تجاوز 100 ألف شخص، فان الشرطة البريطانية قدرت المتظاهرين بربع هذا العدد. وبعد قرابة ساعة ونصف الساعة من الطواف في لندن، تجمع المتظاهرون في ساحة «الطرف الأغر»، حيث القى اعضاء في البرلمان البريطاني والاوروبي وقادة نقابيون وناشطون مسلمون كلمات سلطوا فيها الضوء على محنة العراق وفلسطين.

وقالت سارة لوكان، وهي زعيمة حزب الخضر البريطاني وعضو البرلمان الاوروبي لـ«الشرق الأوسط»، ان المظاهرة تهدف الى التذكير بضرورة «مواصلة العمل لحمل لندن وواشنطن على سحب قواتهما المحتلة من العراق». واعتبرت ان المخاوف من نشوب حرب اهلية في العراق ليست مبررا لاستمرار الاحتلال، مطالبة بأن تحل «قوة مؤقتة تابعة للأمم المتحدة محل قوات الاحتلال مما يضمن استتباب الأمن هناك». وقالت «اننا لم نذهب الى العراق لاطاحة صدام وتخليص العراقيين من حكمه الديكتاتوري». واضافت «ثمة اسباب مقنعة لازاحته شرط ان يتم ذلك باذن من المجموعة الدولية والأمم المتحدة، وهذا ما لم يفعله بلير و(الرئيس الاميركي جورج) بوش».

اما الدكتور عزام التميمي، الباحث الفلسطيني الاصل وأحد قادة «الرابطة الاسلامية في بريطانيا» التي ساهمت في تنظيم المظاهرة الى جانب «تحالف اوقفوا الحرب» و«الحملة (البريطانية) لنزع الاسلحة النووية»، فهون من احتمالات حصول نزاع دموي بين العراقيين في حال خرج البريطانيون والاميركيون. وقال لـ«الشرق الأوسط» ان «العراق بلد عريق وهو عاش آلاف السنين بفسيفسائه البشرية والدينية هذه من غير حروب اهلية».ورأى ان لا سبيل لحل الازمة «إلا بخروج القوات الغازية فورا».

وأكدت مصادر المنظمين لـ«الشرق الأوسط» ان اكثر من مائة ألف رجل وامرأة وطفل ساروا في المظاهرة، مشيرين الى ان عشرات الحافلات نقلت بعض هؤلاء من انحاء انجلترا واسكوتلندا وويلز الى لندن للتعبير عن معارضتهم لاحتلال العراق وفلسطين. واذ لوحظ وجود رجال دين مسلمين ومسيحيين، فقد تخلف كما يبدو اعضاء طائفة «نوتوري كارتا» اليهودية الارثوذكسية المعادين للصهيونية. وعزا احد المنظمين غياب اليهود المؤيدين للحق الفلسطيني عن المظاهرة على رغم «توجيه دعوة لهم» الى حصولها يوم السبت. غير ان عشرات من المتظاهرين حملوا لافتات باسم منظمة «اليهود المعارضين للحرب»، نددت باحتلال العراق.

الى ذلك، قال النائب العمالي كوربين في كلمته ان بلير «كذب» بشأن حرب العراق ومبرراتها. واعتبر ان الزعيم البريطاني ذهب الى الحرب انصياعا لقرار «اتخذه الاميركيون المحافظون الجدد» قبل سنوات. ودعا بلير الى «الاصغاء الى ناخبي حزب العمال، لا سيما ان معظمهم يقول الآن: نريد منك الحقيقة حول العراق». ولفت الى ان «مزيدا من العداء للسامية والاعتداءات على المساجد والمعابد اليهودية» في اوروبا كانت بين تداعيات الحرب على العراق وسياسة الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين. وشجب «تمييز» مواطنين بريطانيين مسلمين عن غيرهم من مواطني البلاد، معتبرا ان «ما يجري في غوانتانامو هو قمة الخداع، والقمع المنافي لحقوق الانسان في انظمة ديمقراطية».

ومن ناحيته، اتهم بوب كرو، زعيم نقابة لعمال النقل تل ابيب بـ«الفاشية». وشدد على ان قرار لندن الاشتراك في غزو العراق بني على «فبركات وكذب لا سيما بخصوص اسلحة الدمار الشامل». وتليت رسالة تأييد وجهتها النائبة البريطانية جيني تونغ للمتظاهرين، نددت فيها بـ«عدم التزام بلير بوعوده لحل المشكلة الفلسطينية، وهي وعود اكثر منها قبيل بدء الغزو العراقي».

واطلق 1500 بالون اسود في نهاية المظاهرة وذلك في محاولة للتذكير بضحايا الحرب.