بوش: العراق مسؤولية دولية

واشنطن تمهد لإصدار قرار دولي جديد يعزز دور الأمم المتحدة

TT

اكد الرئيس الاميركي جورج بوش في خطابه الاسبوعي الذي تزامن مع الذكرى الاولى لبدء الحرب مع العراق ان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان قرارا صائبا، وان العراق اصبح بفضلها مثالا للشرق الأوسط، واعادة بنائه أصبحت مسؤولية دولية.

وأكد الرئيس بوش ان تلك الحرب ازالت سببا رئيسيا من اسباب عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، وقال «لقد زال اسوأ نظام في المنطقة ليخلي السبيل لما سيصبح قريبا نظاما من افضل الانظمة».

واعلن بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي ان الحرب على العراق كانت ناجحة. وقال انه عندما ينظر الرجال والنساء في كافة انحاء الشرق الاوسط الى العراق يرون لمحة لما تكون عليه الحياة في بلد حر. واضاف «قبل عام دخلت قوات برية لتحالف قوي العراق لتحرير هذا البلد من حكم طاغية، وكان ذلك بالنسبة للشعب العراقي بداية خلاصهم». وأكد ان «تحرير العراق كان امرا جيدا للشعب العراقي ولاميركا والعالم. ان سقوط الديكتاتور العراقي ازال مصدرا للعنف والاعتداء وعدم الاستقرار في الشرق الاوسط».

وقال بوش ان «مساعدة العراق في ان يصبح امة حرة مسؤولية عالمية ودول العالم تفي بمسؤولياتها». ولم يتطرق الرئيس الاميركي للجدل الدائر حول عدم العثور على اسلحة دمار شامل في العراق، الا انه قال «لقد انتهت سنوات من قيام الديكتاتور بتطوير اسلحة سرية». واشار الرئيس الى ان ادارته مصممة على مساعدة العراق لنقله بنجاح الى الديمقراطية، مؤكدا ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يهدف الى تسليم السلطة في العراق الى حكومة عراقية مؤقتة في 30 يونيو (حزيران) المقبل. وأكد «ان عزم تحالفنا قوي (..) لن نسلم العراق ابدا الى ارهابيين ينوون تدميرنا. لن نخذل الشعب العراقي الذي وضع ثقته فينا. ومهما تطلب الامر فسوف نقاتل ونعمل لضمان نجاح الحرية في العراق». وقالت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة امس ان الضغوط الدولية على الولايات المتحدة قد تدفع واشنطن الى الموافقة على اصدار قرار جديد من مجلس الامن يعزز مسؤوليات الامم المتحدة.

وقالت هذه المصادر ان مطالبة رئيس وزراء اسبانيا المنتخب بدور اكبر للامم المتحدة في العراق وتهديده باعادة النظر في استمرار بقاء القوات الاسبانية في العراق بعد تسليم السلطة الى العراقيين بداية يوليو (تموز) المقبل، يعززان الاتجاه الرامي الى اصدار قرار دولي جديد يوكل للامم المتحدة مهمات اضافية في العراق يجعلها تبدو كما لو انها المسؤول الرئيسي عن ادارة المرحلة الانتقالية. ورحب نائب وزير الدفاع بول وولفويتز في حديث لمحطة (سي.ان .ان) التلفزيونية الاميركية بامكانية بقاء القوات الاسبانية في العراق في اطار قرار دولي. وقال «اننا نشعر ان مثل هذا القرار سيساعدنا لاننا نسير في هذا الاتجاه». من جانبه اعلن الاخضر الابراهيمي موفد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى العراق ان غالبية الشعب العراقي ترغب في مساعدة الامم المتحدة لتنظيم انتخابات في البلاد.

وقال الابراهيمي للصحافيين «هناك شخصان او ثلاثة اشخاص في مجلس الحكم يشككون في جدوى الامم المتحدة، وهناك اناس خارج مجلس الحكم لهم الرأي نفسه على الارجح. لكن الغالبية العظمى من الشعب العراقي على حد علمنا، داخل وخارج مجلس الحكم، تطلب بالحاح فعلا ان تعود الامم المتحدة لتلعب دورا في العراق».