مصادر إسبانية: عامل مناجم دل 4 مغاربة على مخزن سرقوا منه المتفجرات المستخدمة في تفجيرات مدريد

TT

أفاد محققون ان الاسباني الوحيد المعتقل من بين الموقوفين بشبهة تفجيرات مدريد، اقر بانه قاد اربعة مغاربة الى مخزن متفجرات سرقوا منه المتفجرات التي استخدمت في الاعتداءات واسفرت عن مقتل 202 . ونقلت صحيفة «الباييس» الاسبانية امس عن محققين ان هذا الاسباني الذي كان يعمل في المناجم سابقا وله سوابق في تهريب المخدرات وحيازة اسلحة بصورة غير قانونية، اوضح انه تعرف الى هؤلاء المغاربة في حانة بحي لافابييس في مدريد في يناير (كانون الثاني) الماضي وقالوا له انهم بحاجة لمتفجرات لاستخدامها في منجم في المغرب، فرد عليهم حينها انه يعرف مناجم عدة في استوريس لا تخضع للمراقبة. واكد الاسباني انه قاد المنفذين المفترضين لاعتداءات 11 مارس (آذار) الى المخزن فقط، وانه كان يجهل انهم على علاقة بمنظمة ارهابية، حسبما ذكر المصدر نفسه.

وذكرت الصحيفة ان المغاربة الاربعة الذين سرقوا في فبراير (شباط) الماضي نحو 100 كيلو غرام من المتفجرات استخدمت في الاعتداءات لا يزالون احراراً في ما يبدو. وبحسب صحيفة «ايه. بي. سي»، فان الشرطة حددت هوية مغربي كان في سجن فيلابونا، في استوريس ايضا، يمضي عقوبة بسبب جرائم الحق العام وقد يكون شارك في الحصول على المتفجرات مع اثنين من مواطنيه على الاقل بعدما تبلغ بذلك من احد رفاق الخلية.

وكانت السلطات الاسبانية قد اوقفت 10 اشخاص للاشتباه في علاقتهم بالتفجيرات، بينهم هنديان والاسباني الذي قدم المعلومات الجديدة. وقد وجه القضاء اول من امس الى ثلاثة مغاربة من الموقوفين تهمة قتل 190 شخصاً والانتماء الى مجموعة ارهابية كما وجه للهنديين تهمة الانتماء الى مجموعة ارهابية . وقد نفى الخمسة صلتهم بتنظيم "القاعدة" وقالوا انهم كانوا نائمين وقت وقوع التفجيرات. ولم يمثل الموقوفون الآخرون امام محكمة بعد. وفي بروكسل نفى وزير الداخلية البلجيكي باتريك دي وايل ما اوردته الصحافة الاسبانية بان التخطيط لتفجيرات مدريد ربما تم في بروكسل وان شريط الفيديو الذي اعلنت فيه مجموعة اصولية تبنيها للاعتداءات اعد في بروكسل او امستردام. وكانت صحيفة اسبانية افادت في الآونة الاخيرة ان الشخص الذي قدم نفسه في شريط الفيديو باسم ابو دجانة الافغاني وكقائد عسكري لـ «القاعدة» في اوروبا يقيم بين بروكسل وامستردام.

من ناحية اخرى، اثار قرار الحكومة الاسبانية نشر وثائق سرية تثبت «لأي مراقب غير منحاز وموضوعي صحة المعلومات المتوفرة» حول اعتداءات 11 مارس، استياء اجهزة الاستخبارات الاسبانية، حسبما افادت الصحافة الاسبانية امس.

وقالت «ال موندو» ان قرار الحكومة «سبب انزعاجا» لدى اعضاء مركز الاستخبارات الوطني «بسبب استخدام مؤسسة تابعة للدولة لاغراض سياسية» لتبرير السياسة الاعلامية التي انتهجتها الحكومة المنتهية ولايتها التي هزمت في الانتخابات التشريعية في 14 الجاري امام المعارضة الاشتراكية. وكتبت «ايه. بي. سي» ان قرار الحكومة اثار انزعاجا في اوساط مركز الاستخبارات الوطني الذي وجد نفسه مقحما في جدل سياسي. واضافت الصحيفة ان مدير المركز خورخيه دثكايار قدم استقالته الخميس لكنها رفضت. ونقلت «ال موندو» نقلا عن «مصادر موثوقة» ان مركز الاستخبارات «بحاجة الى تعاون اجهزة اخرى يمكنها التردد في كشف معلومات اذا ما رأت انه من الممكن نشرها».

واكدت الصحيفتان ان الوثائق التي نشرت لم تكن الوحيدة التي قدمت الى الحكومة الاسبانية وان «هناك وثائق اخرى». وقالت «ال موندو» ان فقرة لم يكن بالامكان ان تقرأ في احد التقارير المنشورة قدمت معلومات تقلل من اهمية «التأكيدات» التي نسبت بها مسؤولية اعتداءات مدريد الى منظمة ايتا الباسكية الانفصالية. واضافت ان مركز الاستخبارات اعرب عن انزعاجه واستيائه لان تكون الحكومة نشرت ايضا تحليله لبيان صادر عن تنظيم «القاعدة» تبنى مسؤولية اعتداءات مدريد.

من جهة اخرى، قال ميغل انخيل موراتينوس المرجح لتسلم وزارة الخارجية الاسبانية امس ان الحكومة الاسبانية الاشتراكية الجديدة «ستقترح على شركائها الاوروبيين والولايات المتحدة استراتيجية جديدة حول سبل مواجهة «مشكلة الارهاب». واضاف قائلاً: «علينا اولاً التفكير اين فشلنا واين ارتكبنا اخطاء»، موضحا انه اتفق اول من امس مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول «على اقامة حوار في اسرع وقت ممكن» ضمن هذا الاطار الجديد.