تفجيرات مدريد ما زالت تلقي بظلالها على أوضاع المغاربة والعرب المقيمين في إسبانيا

TT

على الرغم من عودة الحياة الطبيعية الى العاصمة الاسبانية مدريد بعد حوادث تفجيرات القطارات يوم 11 مارس (آذار) الحالي، الا ان نتائج هذه الحوادث ما تزال تلقي بظلالها على الساحة الاسبانية، وما تزال الطقوس والمراسم وايقاد الشموع ووضع الزهور في محطة «اتوجا» للقطارات، والمحطات الاخرى التي وقعت فيها الانفجارات مستمرة. وعلى الرغم من وجود بعض وسائل الاعلام التي تحاول تعكير العلاقة بين المسلمين والعرب من جهة والاسبان من جهة اخرى، بتركيزها واستمرارها على استعمال مصطلحات مثل «الارهاب الاسلامي»، «المغاربة الذين فجروا القطارات»، ونظرة البعض نظرة ازدراء الى المغاربة والعرب، الا انها لم تستطع حتى الآن ان تثير مشاعر الاسبان عامة ضد العرب والمسلمين بشكل واضح، ففي برنامج حي بثه الراديو الوطني الاسباني الرسمي، حول نظرة الاسبان الى العرب بعد الحوادث الاخيرة، قالت احدى السيدات «اني اراجع باستمرار طبيبا عربيا، انه مثال يحتذى، علما وأخلاقا، ولا يمكنني ان اخلط بينه وبين من قام بالتفجيرات». وقالت مشاركة اخرى «لي اصدقاء عرب واولادي يلعبون مع اولادهم، وعلاقتنا جيدة معهم». وقال آخر «ان كلمة الاسلام تعني السلام ولا يجوز الصاق تهمة الارهاب بالاسلام او المسلمين». واتصل بالبرنامج ايضا عرب ومسلمون كي يقدموا تعازيهم لعائلات الضحايا وللاسبان عامة.

من جهة اخرى، اعرب كثير من المسلمين عن امتعاضهم من هذه الحوادث بعد صلاة الجمعة، كما ان عددا من المساجد علقت شعارات ضد الارهاب.

ولكن الجالية المسلمة والمغاربة بالذات متخوفون من ان يلحق بهم الاذى بعد هذه الحوادث، وان تتضرر نشاطات الجالية العربية ومصالحها الاقتصادية وعلاقاتها الاجتماعية مع الاسبان، اما المغاربة المقيمون بصورة غير شرعية في اسبانيا فان مخاوفهم ستتضاعف، لان وضعهم القانوني سيزداد تعقيدا.

يشار الى ان الجالية المغربية هي اكبر جالية اجنبية في اسبانيا ويبلغ تعدادها حسب احصائية صدرت قبل اشهر 333 الفا و770 مغربيا يقيمون بشكل قانوني، ويتركز وجودهم في اقليم كاتالونيا، شمال شرقي اسبانيا، حيث يبلغ عددهم 117 الفا و752 شخصا، ثم العاصمة مدريد التي يقطن فيها 46 ألفا، و471 مغربيا.