القوات الدولية تسيطر على الوضع الأمني في كوسوفو بعد وصول التعزيزات

TT

سيطرت القوات الدولية على الاوضاع الامنية في اقليم كوسوفو امس بعد وصول تعزيزات جديدة من عدة دول من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا.

في حين طالب الروسي فلاديمير بوتين بحماية صرب كوسوفو مما وصفه بـ«التطهير العرقي».

القوات البريطانية التي وصلت امس لتعزيز قوة «ك ـ فور» الاطلسية تمركزت في ميتروفيتسا وبريشتينا عاصمة كوسوفو مما ادى الى تحسن الوضع الامني وعودة الحياة الطبيعية الى المدينتين بعد الاحداث الدامية التي شهدها الاقليم في الايام القليلة الماضية. وكان 150 اميركيا ومثلهم من البريطانيين و80 جنديا من قوات الشرطة الايطالية قد وصلوا الى الاقليم اول من امس لتعزيز الشرطة الدولية هناك والبالغ عددها 17 الف جندي.

الشرطة الدولية تفيد ان الوضع الامني خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية كان مستقرا، ومن جهتها دعت القيادات السياسية الالبانية سكان كوسوفو مجددا للهدوء والاستقرار ووقف كل اعمال العنف، كما نددت بالممارسات الاجرامية التي طالت المعالم الدينية ومساكن المواطنين من مختلف الطوائف. وقال رئيس الاقليم ابراهيم روغوفا ان «العنف مرفوض، ولا يخدم قضية الالبان في كوسوفو». ووعدت حكومة كوسوفو بفتح تحقيقات لتحديد المسؤولين عن تفجر الوضع والمستفيدين منه». وقال بيروم رجبي رئيس وزراء الاقليم ان «احد اسباب العنف محاولة البعض التأكيد على انه لا يمكن للصرب والالبان التعايش في كوسوفو، وان الحل هو التقسيم، وهذا الامر مكشوف ومرفوض». اما هاشم تاتشي رئيس الحزب الديمقراطي الالباني في كوسوفو فقال انه يجب بقاء قوات ناتو في كوسوفو للحفاظ على الامن والاستقرار وتعزيز التعاون مع الامم المتحدة. في هذه الاثناء، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يجري في كوسوفو بانه «تطهير عرقي» وكلف وزير خارجيته سيرغي لافروف وسكرتير مجلس الامن القومي الروسي ايغور ايفانوف بصياغة موقف روسيا تجاه هذه القضية.

ففي اجتماع مجلس الامن القومي الاسبوعي اعلن بوتين انه لا يمكن لروسيا ان تقف مكتوفة الايدي تجاه ما يجري في كوسوفو، «ان ما يجري هناك وباعتراف الزملاء في الغرب ليس سوى تطهير عرقي ما يتناسب معه رد الفعل الشديد دفاعا عن الصرب في مثل هذه الحالة». وتابع ان الفترة الاخيرة «شهدت وتشهد الكثير من الاحداث العصيبة ويعاني بشر كثيرون»، وكلف وزارة الطوارئ الروسية باتخاذ الاجراءات اللازمة لمساعدة صرب كوسوفو.

اما سيرغي شويغو وزير الطوارئ فقال ان الاجراءات تتخذ من اجل ارسال الدعم اللازم مشيرا الى هجرة سكان ما يقرب من عشرين نقطة مأهولة في صربيا. واردف ان روسيا تنوي ارسال المخيمات والادوية والمواد الغذائية الى جانب احتمال اقامة مستشفى في هذه المناطق. ومن جانبه كشف ايفانوف سكرتير مجلس الامن القومي ان الخارجية الروسية كانت خلال الشهرين الاخيرين قد اعدت زيارة شويغو لجمهورية الصرب والجبل الاسود وهو ما يعني ان شويغو سيسافر خلال الايام القليلة المقبلة الى هناك.

من ناحية ثانية اشار لافروف وزير الخارجية الى ان الاحداث الاخيرة في الاقليم الصربي ذي الغالبية الالبانية «تحمل طابع التعمد وهو ما لا يرقى اليه اي شك الامر الذي يهدد بتقويض خطة التسوية».

وحذر لافروف من مغبة تفاقم المشكلة ومدى انعكاسات ذلك على الامن الاوروبي. وقال ان بلاده تعد الخطة اللازمة للتوصل الى تسوية سياسية من اجل احتواء الازمة بما يكفل وحدة اراضي جمهورية الصرب والجبل الاسود مشيرا الى تفاقم العنصر الالباني.